حقوق الإنسان
تبعات قاسية مستمرة لدعم إيران للحوثيين على اليمنيين
أشعل الحرس الثوري الإيراني حربا طويلة ومريرة بالوكالة في اليمن على مدى سنوات، فجرّ البلاد إلى انهيار اقتصادي وسياسي. وتفاقم الهجمات الجديدة للحوثيين في البحر الأحمر متاعب اليمنيين.
فريق عمل الفاصل |
منذ اندلاع الحرب الأهلية في اليمن، هدف الحرس الثوري الإيراني إلى استخدام الحوثيين كقوة وكيلة لزعزعة توازن القوى في المنطقة.
وتنبع نية الحرس الثوري من واقع أن ميليشيا الحوثي متواجدة في منطقة استراتيجية بالقرب من الحدود الجنوبية للسعودية ومضيق باب المندب الذي يشكل بوابة للتجارة العالمية.
وكانت عواقب الدعم المتواصل الذي يقدمه الحرس الثوري الإيراني للميليشيا وخيمة بشكل متزايد على اليمن.
وقدرت الأمم المتحدة أنه حتى بداية العام 2022، كان الصراع في اليمن قد تسبب بمقتل أكثر من 377 ألف شخص، 60 في المائة منهم نتيجة الجوع ونقص الرعاية الصحية وشرب مياه غير صالحة.
وأضافت أنه من المعروف أن أكثر من 11 ألف طفل قتلوا أو أصيبوا كنتيجة مباشرة للقتال.
وتقدر الأمم المتحدة أيضا أن 80 في المائة من السكان بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.
دليل على دعم الحرس الثوري للحوثيين
وتشير أدلة كثيرة إلى أن الجمهورية الإسلامية، وعبر الحرس الثوري،تواصل دعمها للحوثيين على الصعيدين المالي والعسكري.
وفي أحدث تقرير نشر عن هذا الموضوع في 22 كانون الأول/ديسمبر، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال على لسان مسؤولين أمنيين غربيين وإقليميين قولهم إن قوات الحرس الثوري تقدم المعلومات والأسلحة للحوثيين.
وقال المسؤولون إن إيران توفر معلومات استخبارية في الوقت الحقيقي وأسلحة، من بينها مسيرات وصواريخ، للحوثيين في اليمن، علما أن الجماعة تستخدمها بعد ذلك لاستهداف السفن العابرة في البحر الأحمر.
وأضافوا أنه يتم إعطاء معلومات التعقب التي تجمعها سفينة مراقبة في البحر الأحمر من قبل الحرس الثوري للحوثيين، وقد استخدمها هؤلاء لمهاجمة السفن التجارية التي تمر عبر مضيق باب المندب خلال الأيام الماضية.
وتابعوا أن العديد من السفن التي تبحر في المضيق عمدت إلى إطفاء أجهزة الراديو فيها لتجنب تعقبها إلكترونيا، ولكن سفينة إيرانية متمركزة في البحر الأحمرتمكّن المسيرات والصواريخ الحوثية من استهداف السفن بصورة دقيقة.
يُذكر أن نحو 40 في المائة من التجارة العالمية،بما في ذلك شحنات ضخمة من النفط والبضائع، تمر عبر مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
تهريب الأسلحة
واستمر الحوثيون المدعومون من إيران بجمع مخزون من الأسلحة، بما في ذلك خلال فترة هدوء نسبي في اليمن،، مستغلين الهدنة لتعزيز قواتهم، حسبما ذكر خبراء لموقع الفاصل.
وقالوا إن الحرس الثوري يهرب الأسلحة إلى الحوثيين في خطوة تنتهك حظرا على الأسلحة، إذ أن تواجد الجماعة في البحر الأحمر يخدم أجندة الجمهورية الإسلامية وسياساتها التوسعية.
هذا وتورط الحوثيون أيضا في "خروقات واسعة النطاق" لحظر السلاح، أذ قامت الجماعة باستعراض مجموعة متنوعة من الأسلحة في استعراضات عسكرية نظمت في الحديدة وصنعاء بشهر أيلول/سبتمبر 2022.
وقال عبدالسلام محمد مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية للفاصل إن "التدفق المستمر للأسلحة للحوثيين يمثل استراتيجية أهم بالنسبة لإيران من أية علاقة أو اتفاقية سلام".
وأضاف أن الاستراتيجية الشاملة لإيران تتمثل بضمان بقاء الحوثيين كقوة في جنوبي شبه جزيرة العرب تكون قادرة على تهديد ممرات التجارة وإقفال باب المندب.
ولفت إلى أن السنوات السبعة الأخيرة كشفت أن العديد من الأسلحة التي بحوزة الحوثيين هي في الواقع إيرانية الصنع، كما برهنه تحليل بقايا الأسلحة وتصريحات قادة الحرس الثوري أنفسهم.
هجمات البحر الأحمر تفاقم المتاعب
هذا وأدت الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، والتي يعتبرها العديد من المحللين أنها تجري بتوجيه مباشر من طهران، إلى تفاقم الظروف المعيشية القاسية أصلا في اليمن، إذ أن الظروف الأمنية المتدهورة شكلت عائقا أمام تسليم المساعدات الإنسانية.
وفي 5 كانون الأول/ديسمبر، أعلنت وكالة الأغذية الأممية عن توقفها عن توزيع المواد الغذائية في مناطق خاضعة للحوثيين في اليمن الذي مزقته الحرب، وهي خطوة ستؤثر سلبا على ملايين السكان.
وقال برنامج الغذاء العالمي إن هذا "التوقف" جاء نتيجة التمويل المحدود وعدم التوصل لاتفاق مع السلطات الحوثية بشأن تقليص نطاق البرنامج ليتوافق مع موارده، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد بريس.
وذكر البرنامج في بيان أن "هذا القرار الصعب الذي اتخذ بالتشاور مع الجهات المانحة، يأتي بعد نحو عام من المفاوضات التي لم يتم التوصل خلالها إلى اتفاق لخفض عدد السكان المستفيدين من 9.5 مليون إلى 6.5 مليون شخص".
وتابع أن مخزون الأغذية في المناطق الخاضعة للحوثيين "نفد بشكل شبه تام وقد يستغرق استئناف المساعدات الغذائية، حتى في حال حصل اتفاق على الفور، ما يصل إلى 4 أشهر نظرا لتعطل شبكة الإمداد".
والأسوأ هو أن المساعدات التي تركز على الأطفال باتت تتدفق إلى اليمن بصورة أقل، ما يعزز من مصاعب السكان.
وأعلنت منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية البريطانية في 26 تشرين الأول/أكتوبر أنها علقت عملياتها في شمال اليمن بعد وفاة أحد أفراد فريق عملها قيد الاحتجاز في صنعاء الخاضعة للحوثيين.
انت خايس
ممكن يمكن