دبلوماسية

المجتمع الدولي يرحب بالهدنة بين إسرائيل وحماس واتفاق إطلاق سراح الرهائن

بعد مفاوضات مكثفة بوساطة قطرية، اتفقت إسرائيل وحركة حماس على هدنة مؤقتة في القتال للسماح بإطلاق سراح الرهائن والسجناء من كلا الجانبين والسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين في قطاع غزة.

صورة ملتقطة يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر تظهر لوحة إعلانية تحمل صورا لرهائن إسرائيليين احتجزتهم حماس في هجومها الإرهابي يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. [أحمد غرابلي/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة ملتقطة يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر تظهر لوحة إعلانية تحمل صورا لرهائن إسرائيليين احتجزتهم حماس في هجومها الإرهابي يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. [أحمد غرابلي/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |

القدس -- رحب المجتمع الدولي بالاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس الذي يسمح بإطلاق سراح 50 رهينة على الأقل وعشرات الفلسطينيين خلال هدنة مؤقتة من القتال لمدة أربعة أيام.

فبعد أسابيع من المفاوضات التي جرت بوساطة قطرية، وافقت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتفاق الهدنة يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر عقب اجتماع استمر طوال الليل تقريبا قال فيه لوزرائه "هذا قرار صعب، لكنه قرار صائب".

وكانت موافقة مجلس الوزراء واحدة من العقبات الأخيرة بعد ما وصفها مسؤول أميركي بأنها أسابيع "مؤلمة للغاية" من المباحثات.

بدورها، أصدرت حماس بيانا رحبت فيه بـ "الهدنة الإنسانية" وقالت إنها ستشهد أيضا إطلاق سراح 150 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

وفي أول انفراجة دبلوماسية كبيرة في الحرب، ستطلق حماس سراح 50 امرأة وطفلا اختطفتهم خلال هجومها الإرهابي عبر الحدود على إسرائيل.

وكانت حركة حماس وفصائل إرهابية فلسطينية أخرى، بما فيها الجهاد الإسلامي، قد احتجزت نحو 240 إسرائيليا وأجنبيا كرهائن.

وقالت إسرائيل إنه من أجل تسهيل إطلاق سراح الرهائن، فإنها ستبدأ "هدنة مؤقتة" لمدة أربعة أيام في هجومها الذي بدأ منذ ستة أسابيع على حركة حماس، لكنها أكدت أن الاتفاق لا يعني نهاية للحرب.

فيما قالت قطر إن الاتفاق سيشمل "دخول عدد أكبر من قوافل المساعدات الإنسانية والمعونات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية."

وقال مسؤول أميركي يوم 21 تشرين الثاني/نوفمبر، إن ثمة أمل في أن يؤدي الاتفاق إلى "وقف تام" في القتال على طول الحدود الإسرائيلية-اللبنانية مع حزب الله الذي يحظى أيضا بدعم إيران مثل حماس.

اتفاق 'انفراجة'

من جانبها، قالت الأمم المتحدة يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر إنها ستقدم الدعم في تنفيذ الاتفاق.

وقال ناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان، إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش "يرحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس بوساطة قطر ودعم مصر والولايات المتحدة".

وأضاف أن "هذه خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، لكن هناك الكثير الذي يتعين عمله".

وشاركت في المفاوضات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وجهاز الموساد الإسرائيلي وجهاز المخابرات المصري وزعماء في الدوحة والقاهرة وواشنطن وغزة وإسرائيل.

وأكدت وزارة الخارجية القطرية الاتفاق، قائلة إن "عددا من الفلسطينيات والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية" سيطلق سراحهم مقابل الرهائن.

وأضافت أنه "سيتم الإعلان عن توقيت بدء الهدنة المؤقتة خلال الأربعة وعشرين ساعة المقبلة وستستمر لمدة أربعة أيام قابلة للتمديد".

من جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه "مسرور للغاية لأن بعض هذه الأرواح الشجاعة... سيلتئم شملها مع عائلاتها بمجرد تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل".

بدوره، وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الاتفاق بأنه "خطوة شديدة الأهمية في توفير الراحة لأسر الرهائن ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة".

فيما قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إنه على الاتفاق "الانفراجة" أن "يستخدم لإدخال المساعدات الحيوية إلى قطاع غزة".

وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، إنها أوعزت بزيادة شحنات المساعدات إلى قطاع غزة عقب الإعلان عن الهدنة المؤقتة في القتال التي تستمر أربعة أيام.

وأضافت أن "المفوضية الأوروبية ستبذل قصارى جهدها لاستخدام الهدنة المؤقتة لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة".

من جانبه، رحب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بالاتفاق، وقال على موقع إكس (توتير سابقا) إن "الذين ما يزالون في الأسر يجب أن يتلقوا أي رعاية طبية لازمة".

توازن دقيق

وفي حين كانت مصر في السنوات الأخيرة تلعب تقليديا دور الوسيط الرئيس في بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، كان التركيز اليوم على قطر في المساعدة على عودة الرهائن سالمين.

واتبعت قطر توازنا دقيقا سمح لها بإقامة علاقات وثيقة مع القوى الغربية والحفاظ في الوقت عينه على العلاقات مع الجماعات المتطرفة والدول التي ينظر إليها على أنها منبوذة حتى من قبل حلفائها المقربين.

وقال الناطق باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن اتفاق وقف إطلاق النار يؤكد الوضع الدبلوماسي الفذ لبلاده.

وصرح لوكالة الصحافة الفرنسية "هذا ما يمكننا فعله وما لا يمكن لأحد غيرنا فعله، وهذا نحن حين نستخدم كل قدراتنا".

وخلف الكواليس، كانت قطر تعمل كوسيط بين إسرائيل وحماس، كما التقى سفراء قطريون مع أسر الرهائن حول العالم، حسبما أوضح الأنصاري.

وتابع "إنهم يعلمون أن هناك أطفال ونساء، وهناك عائلات تعاني كل يوم من نقص المعلومات، ومن كونها لا تعرف ما يحدث مع أفراد أسرهم الآن. لذلك، فهو إحساس متجدد بواجبنا".

يذكر أن قطر تستضيف المكتب السياسي لحماس منذ أكثر من عشر سنوات، لكنها أيضا تستضيف أضخم قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة.

وقال حسني عبيدي مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط الذي يقع مقره في جنيف، إن قطر هي الجهة الوحيدة المفوضة بالتفاوض نيابة عن حماس وكتائب عز الدين القسام، وهي جناح حماس العسكري.

لكن هذا الموقع قد يكون له مخاطر محتملة على الدولة الخليجية.

فبعد أسبوعين من اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس، حذرت الولايات المتحدة حليفها أنه لا يمكن أن "تسير الأمور كما كانت مع حماس".

وفي عام 2017، فرضت الدول المجاورة لقطر بزعامة المملكة العربية السعودية حصارا دبلوماسيا واقتصاديا لمدة ثلاثة أعوام على الإمارة الصغيرة، وطالبتها بقطع علاقاتها مع حماس والحركة الأم للإرهابيين الفلسطينيين، وهي جماعة الإخوان المسلمين، وأيضا خفض مستوى علاقاتها مع إيران.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *