إرهاب
ضبط شحنة أسلحة يكشف خط إمداد النظام الإيراني إلى الحوثيين عبر البحر الأحمر
تمت مصادرة أكثر من 750 طنًا من الذخائر والمعدات العسكرية في البحر الأحمر، بما في ذلك صواريخ ومحركات طائرات مسيرة ومعدات دفاع جوي وأنظمة رادار.
![اعترضت قوات المقاومة الوطنية اليمنية بقيادة اللواء طارق صالح شحنة الأسلحة الإيرانية هذه التي كانت مرسلة إلى الحوثيين. [القيادة المركزية الأميركية]](/gc1/images/2025/07/21/51196-yemen-intercepted-weapons-600_384.webp)
فيصل أبو بكر |
عدن -- قال مسؤولون عسكريون إن شحنة أسلحة إيرانية تبلغ زنتها 750 طنا تم ضبطها بالقرب من ممرات الشحن بالبحر الأحمر شملت مئات الأنظمة الصاروخية المتطورة ورؤوسا حربية ومحركات مسيرات وأنظمة دفاع جوي ورادار ومعدات اتصالات.
وذكرت القيادة المركزية الأميركية في بيان صدر يوم 16 تموز/يوليو أن قوات المقاومة الوطنية اليمنية بقيادة اللواء طارق صالح نفذت العملية بعد تلقي معلومات استخبارية بشأن تحركات مشبوهة.
وبحسب قوات المقاومة الوطنية، فقد كانت هناك كتيبات بالفارسية وكان العديد من الأنظمة من تصنيع شركة تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية وخاضعة للعقوبات الأميركية، حسبما أوضح البيان.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي محمود طاهر إن عملية الاعتراض تكشف عن اعتماد الحوثيين المتواصل على المعدات العسكرية الأجنبية ولا سيما تلك القادمة من طهران من أجل مواصلة العمليات التي تهدد الأمن الإقليمي والملاحة العالمية.
وأضاف في حديث للفاصل أن ذلك يكشف أن الجماعة المدعومة من إيران غير قادرة على تصنيع مثل هذه الأسلحة محليا وأنها مجبرة على تهريبها إلى الداخل.
وتابع أن عمليات التهريب هذه تقوض جهود بناء الثقة بين الجانبين المتناحرين في اليمن وتهدد احتمالات حصول تسوية سياسية.
وأكد أن ضبط الشحنة يكشف استهتار جماعة الحوثي بالأمن البحري، لافتا إلى أن البحر الأحمر بات مسرحا لهجمات الجماعة الإرهابية ضد السفن التجارية.
وبحسب إعلام الجيش اليمني، فقد شملت الشحنة قذائف مضادة للدبابات وقذائف صاروخية وبنادق قنص ورشاشات.
الأجندة الإقليمية للنظام الإيراني
وقال الطاهر إنه لا يمكن فصل تهريب الأسلحة عن خطة النظام الإيراني لتوسيع رقعة نفوذه الإقليمية عبر دعم الأذرع المسلحة في المنطقة ومن بينها الحوثيون.
وتابع أن بقاء حالة عدم الاستقرار في اليمن والبحر الأحمر يخدم هذه الأجندة.
ومن جانبه، قال فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل اليمنية لموقع الفاصل إن حصول جماعة الحوثي على أسلحة إيرانية لم يعد محل جدل وهناك أدلة عديدة تؤكد تلقيها دعما عسكريا وماليا عبر وسائل متعددة.
وأضاف أن تقارير عديدة للأمم المتحدة وثقت عمليات التهريب بين النظام الإيراني والحوثيين وحددت عدة ممرات بحرية وبرية.
وتابع أنه في هذه الأثناء، ظهرت التكنولوجيا الإيرانية بوضوح في تزويد الحوثيين بالصواريخ والمسيرات مع قيام الخبراء الإيرانيين بتجميع تلك الأسلحة وتحديد الأهداف.
وأشار إلى أن الحوثيين أصبحوا "مخزن سلاح" إيرانيا، في ظل استثمار طهران بشكل كبير في الجماعة بعد فشل وإخفاقات أذرعها الأخرى في المنطقة.
وفي هذا الإطار، قال الناشط الإعلامي والمصور الميداني راشد معروف إن "جميع هذه الأسلحة كان الحوثيون يكذبون على الشعب بأنها تصنيع محلي ويطلبون منه التبرع لدعم التصنيع المحلي".
وذكر "في الأخير أتضح بأنها كلها إيرانية. وقد انكشفت فضيحتهم بشكل جلي، ليست خسارة فقط بل أيضا فضيحة بحجم الخسارة".