إقتصاد
الحوثيون يستغلون فقراء اليمن ويتلاعبون بإمدادات غاز الطهي
في الوقت الذي لا يزال فيه اليمنيون غارقين في الفقر، تتحكم الجماعة المدعومة من إيران في وصولهم للغاز المنزلي لضمان حصولها على الأرباح.
![طباخ يجهز طلبية في أحد المطاعم الشعبية بصنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين في 26 كانون الأول/ديسمبر 2021. ويسعى الحوثيون لتقييد استيراد غاز الطهي من مأرب الخاضعة لسيطرة الحكومة لصالح الاستيراد عبر ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتهم. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/02/05/49030-Yemen-gas-wars-600_384.webp)
فيصل أبو بكر |
عدن - يتلاعب الحوثيون المدعومون من إيران بالغاز المنزلي الذي يعتمد عليه اليمنيون في الطهي وذلك عبر منع الإمدادات منخفضة الكلفة والواردة من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة لصالح الاستيراد عبر ميناء الحديدة الخاضع لهم.
وقد أجبر ذلك اليمنيين الذين يعيشون في مناطق سيطرة الحوثيين على شراء الغاز المستورد الأعلى ثمنا من الجماعة لتلبية احتياجاتهم المنزلية.
ويعد هذا الابتزاز من خلال غاز الطهي شائنا على نحو خاص حيث أن اليمن غارق في الفقر ومعظم الناس لا يملكون سوى القليل من المال حتى لتلبية الاحتياجات الأساسية.
ووفق بعض التقارير، أُجبر بعض اليمنيين على إفراغ أسطوانات الغاز في الحواجز الأمنية التي يسيطر عليها الحوثيون في محافظة مأرب الجنوبية أثناء عودتهم إلى ديارهم من مناطق سيطرة الحكومة.
وعند أحد الحواجز الأمنية بمديرية الجوبة جنوبي مأرب على الخطوط الأمامية بين الجانبين، أُمر بعض اليمنيين العائدين إلى مناطق سيطرة الحوثيين بإفراغ أسطوانات الغاز قبل العبور.
وأُجبر أحد السائقين الذين كانوا ينقلون الإمدادات الغذائية على العودة إلى مأرب الخاضعة للحكومة والتخلص من حمولته قبل الحصول على تصريح لدخول قريته الخاضعة للحوثيين، حسبما أوردته وكالة بران برس يوم 4 كانون الأول/ديسمبر .
وعلق الخبير الاقتصادي فارس النجار في حديث للفاصل قائلا إن جماعة "الحوثي عمدت إلى استيراد الغاز المنزلي عبر ميناء الحديدة من إيران رغم تضاعف قيمته 3 مرات تقريبا مقارنة بسعر الغاز القادم من مأرب وهذه حرب ضد مواطنيها".
’سياسات الفقر والتجويع‛
يُذكر أن الحوثيين يتلاعبون بإمدادات الغاز المنزلي منذ فترة غير قصيرة.
ووفق المؤسسة اليمنية العامة للنفط والغاز، فقد صادرت جماعة الحوثي في نيسان/أبريل 2023 حوالي 1100 ناقلة تحمل أكثر من 28 ألف طن من الغاز من مأرب.
كما منع الحوثيون الشاحنات التي تحمل الدقيق من عدن الخاضعة لسيطرة الحكومة من دخول عدن، وذلك رغم التحذيرات من تلف السلع الذي قد يكلف التجار ملايين الريالات، حسبما أفادت صحيفة عرب نيوز.
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني قد قال على منصة إكس في 2023 إن "هذه الممارسات الإجرامية تمثل امتدادا لسياسات الفقر والتجويع التي تنتهجها الميليشيا الحوثية الإرهابية ضد مواطنيها منذ انقلابها".
وأضاف أنه من خلال هذه الوسائل، يسعى الحوثيون لمضاعفة أرباحهم من الحرب وإثراء قادتهم، مع "مضاعفة [العبء على الشعب اليمني] بمقدار 3 مرات".
وفي هذه الأثناء، قالت مصادر قبلية لبران برس إن اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين يلتزمون الصمت إلى حد كبير بشأن التكتيكات القهرية خوفا من انتقام القوات الحوثية منهم.
ممكن أن تتكلم عن الأمل