إرهاب
حزب الله المدعوم من إيران يضعف مع دخول لبنان مرحلة جديدة
تؤشر لافتات جريئة في صور إلى الاستياء في داخل المعقل التقليدي للحزب في ظل سعي الرئيس جوزف عون لإعادة سلطة الدولة.
![لافتة في مدينة صور كتب عليها ’ما بدنا حدا من حزب الله يجي لعنا‛. [صورة تمت مشاركتها على إكس في 12 أيار/مايو]](/gc1/images/2025/06/22/50872-tyre-hizbullah-banner-600_384.webp)
نهاد طوباليان |
بيروت -- تبرز موجة معارِضة جديدة تجاه حزب الله عبر الأراضي اللبنانية، مع دخول البلاد فيما يصفه محللون بالمرحلة السياسية التحويلية.
وأصبح هذا التحول جليا أكثر في أيار/مايو مع ظهور غير مسبوق للافتات مناوئة للحزب في معقله الجنوبي وإقدام الرئيس جوزف عون على إزالة رموز إيران وحزب الله من المساحات العامة.
وبرزت لافتات كتب عليها "ما بدنا حدا من حزب الله يجي لعنا" في شوارع مدينة صور التي لطالما اعتبرت جزءا من معقل الثنائي المؤلف من حزب الله المدعوم من إيران وحركة أمل.
وتزامن هذا التعبير الشعبي الجريء مع جهود عون الرامية لاستعادة سلطة الدولة من خلال حملة لتحسين مظهر المدن اللبنانية.
وبدأ ذلك بإزالة صور لشخصيات من إيران وحزب الله من طريق المطار ووسط بيروت والطرقات الجنوبية ومنطقة البقاع.
وفي هذا السياق، أوضح منسق حركة تحرر من أجل لبنان علي خليفة لموقع الفاصل "هذا تعبير عن امتعاض يتنامى داخل بيئة حزب الله ويأخذ أوجها متعددة"، مشيرا إلى أن ذلك "يدل على أن المزاج الشيعي يشق طريق التغيير".
ويعتبر معارضو حزب الله أن هذا الشعور المتغير حتى ضمن الدائرة الضيقة للحزب سيحد من قدرة هذا الأخير على ممارسة سلطته على بيئته الحاضنة.
ولكن خليفة حذر من أن مثل هذا الامتعاض الكبير لا يظهر دائما علانية، لأنه رغم قدرات حزب الله المتلاشية، إلا أنه لا يزال يحتفظ بما يكفي من السلاح والدعم لترهيب المعارضين المحليين.
مقاومة متصاعدة
وأكد خليفة أن لبنان "أمام بداية نهاية فعالية حزب الله"، مضيفا أن استمرار المعارضة ضد الحزب "يجب أن يؤتي بنتائج تدريجية لقلب المشهد السياسي".
وبدوره، قال منسق جنوبيون من أجل الحرية حسين عطايا إن موجة وعي جديدة تنتشر بين سكان الجنوب حيث تضررت المدن وقتل الشباب نتيجة حرب حزب الله.
وأضاف لموقع الفاصل أن الناس بدأوا يرفعون الصوت عن الدمار الذي لحق بهم في الجنوب، بما في ذلك خسارة منازلهم وسبل عيشهم.
ولفت إلى "استمرار عدد كبير منهم بمرحلة النزوح والغرق بالفقر والعوز".
وتواجه هذه المعارضة الناشئة تحدي تغيير التمثيل السياسي، علما أن المجتمع المدني يلعب دورا أساسيا في تسليط الضوء على وجهات النظر البديلة لمشروع حزب الله.
وأشار خليفة إلى أن قلب المشهد السياسي "يبدأ بإحداث خروقات بتمثيل صحيح للشيعة داخل مجلس النواب"، معولا على حدوث خرق بالانتخابات النيابية المقبلة.
هذا وقد أشاد المعارضون بالخطوات الأولية التي اتخذها عون لإزالة الرموز الحزبية من المساحات العامة، معربين عن أملهم بأن تواصل الحكومة الجهود لنزع سلاح حزب الله.
وقال خليفة "نتطلع للحسم بملف نزع سلاح حزب الله على أن تضع الحكومة جدولا زمنيا لنزع سلاحه هذا، بحيث تستعيد الدولة وظيفتها بالدفاع عن لبنان وتثبيت الأمن".