أمن

الصواريخ الحوثية تفشل بضرب أهدافها حتى بمساعدة النظام الإيراني

رغم الدعم الكبير الذي يقدمه النظام الإيراني للبرنامج الصاروخي للحوثيين، فشلت الجماعة في ضرب أهدافها في مناسبات عدة.

الحوثيون يعرضون حاملة صواريخ خلال استعراض عسكري في صنعاء بتاريخ 21 أيلول/سبتمبر 2023. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
الحوثيون يعرضون حاملة صواريخ خلال استعراض عسكري في صنعاء بتاريخ 21 أيلول/سبتمبر 2023. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

عدن -- أطلق الحوثيون صاروخا باتجاه إسرائيل، ولكنه سقط في السعودية عوضا عن ذلك.

ولم تكن حادثة 9 نيسان/أبريل المرة الأولى التي فشلت فيها الجماعة المدعومة من إيران في ضرب هدف بدقة.

فخلال الشهر الماضي، أطلقت الجماعة أكثر من 18 صاروخا بالستيا ومسيرتين على إسرائيل من الأراضي الخاضعة لها في اليمن.

لكن صافرات الإنذار انطلقت بفعل 10 منها فقط في إسرائيل، علما أن وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت في 15 نيسان/أبريل أن نحو نصف الصواريخ البالستية التي أطلقها الحوثيون قد "فشلت".

كذلك، فالصواريخ التي أطلقها الحوثيون ضد سفن في البحر الأحمر والخليج انحرفت عن مسارها، ما عرّض حياة المدنيين للخطر.

وفي هذا السياق، قال عبد السلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية لموقع الفاصل إن الصواريخ التي أطلقت بشكل خاطىء هي نتيجة القضاء على المشغلات الحوثية المتخصصة ونقص التقنيات المتطورة واستخدام الوقود منتهي الصلاحية.

وتابع أنه مع أن النظام الإيراني دعم وحسّن البرنامج الصاروخي "البدائي" للحوثيين، إلا أنه لم يمنع فشل عمليات إطلاق الصواريخ أو خروجها عن مسارها.

وأوضح أن عمليات نقل التكنولوجيا وقطع الصواريخ ووقودها إلى اليمن قد تعرقلت مؤخرا، مشيرا إلى أن محطات الوقود في الحديدة استهدفت في الغارات الأميركية الأخيرة وهو ما "أثر على البرنامج الصاروخي".

الحوثيون في حالة إرباك

وقال محمد إن الحوثيين حريصون على إخفاء إخفاقاتهم وطمأنة أنصارهم في اليمن بأنهم لا يزالون يسيطرون على الوضع، لافتا إلى أن الجماعة تشارك في حملة نشر للمعلومات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي لهذه الغاية.

وفي هذه الأثناء، تتعرض البنية التحتية العسكرية للجماعة للقصف، وقد قتل كبار قادتها في الغارات أو هربوا إلى مناطق أكثر أمانا.

وذكر محمد أن الغارات الأميركية التي استهدفت مخازن الأسلحة وأنظمة الاتصالات والرادارات "كانت دقيقة ومؤثرة بدليل الأضرار. واستهدفت العناصر الفنية الخاصة بالمسيرات والصواريخ".

وبدوره، قال فهمي الزبيري مدير عام مكتب حقوق الإنسان بصنعاء إنه مع تعرضهم للهجوم، يواجه الحوثيون أيضا "حالة التصدعات المتسارعة والانهيارات داخل صفوفهم وحالة تزايد الاستياء الشعبي منهم".

وأضاف للفاصل أن هذه العوامل "تربك الجماعة من الداخل وتفشل عملياتها العسكرية، ومنها إطلاق الصواريخ".

وتابع "ففي الوقت الذي تعلن فيه الجماعة استهدافها لسفن أميركية أو إسرائيلية بصواريخ بالستية ومسيرات، تظهر الحقائق أن كثيرا من هذه الصواريخ إما تسقط داخل الأراضي اليمنية أو تفشل في إصابة أهدافها العسكرية بدقة".

وأوضح أن "ذلك يشكل خطرا حقيقيا على المدنيين في مناطق سقوطها"، لافتا إلى أن "هذه كارثة بحد ذاتها".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *