إرهاب
قادة الحوثيين يفرون من صنعاء بالحافلات تاركين خلفهم المدنيين اليمنيين
لجأ كبار المسؤولين الحوثيين إلى ملاذات آمنة وسط حملة جوية أميركية متواصلة ضد الجماعة، تاركين المدنيين في مواجهة الخطر.
![رجال على دراجة نارية يمرون أمام حافلات ذات نوافذ مظللة في صنعاء يوم 16 آذار/مارس 2022. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/04/09/49916-yemen-bus-bikers-600_384.webp)
فيصل أبو بكر |
عدن -- بينما تستمر الحملة الجوية الأميركية في استهداف منشآت الأسلحة التابعة للحوثيين المدعومين من إيران، فقد غادر قادة الجماعة بهدوء المناطق الأكثر عرضة للضربات، تاركين السكان المحليين يتحملون هذا العبء.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن كبار المسؤولين الحوثيين وعائلاتهم غادروا صنعاء في حافلات ذات نوافذ مظللة، فيما انسحب البعض منهم إلى مناطق جبلية في الشمال بينما سعى آخرون إلى اللجوء في مناطق قريبة أكثر أمانا.
وقال المحلل السياسي محمود الطاهر للفاصل إن "تصعيد الضربات الأميركية على مواقع الحوثيين في اليمن دفع كبار المسؤولين الحوثيين إلى مغادرة العاصمة اليمنية إلى الريف تحسبا لمزيد من الغارات".
وأضاف أن "هذا التحرك يُظهر مدى القلق الذي تكنه القيادات الحوثية إزاء الضربات الأميركية وضعفهم وعدم قدرتهم على مواجهة هذه الضربات التي تستهدف تقليل قدراتهم العسكرية وتقليص نفوذهم في المنطقة".
وأشار إلى أن "الحوثيين على استعداد للقيام بأي شيء لحماية أنفسهم، حتى لو كان ذلك على حساب استقرار المنطقة وأمن المجتمع الدولي".
وذكر موقع الأول الإخباري في تقرير حصري، الأربعاء 4 نيسان/أبريل، نقلا عن "مصادر موثوقة"، أن عددا من عائلات شخصيات حوثية بارزة، بينهم قادة سياسيون وعسكريون، فروا سرا إلى سلطنة عمان.
وقال فهمي الزبيري، المدير العام لمكتب حقوق الإنسان في صنعاء، إن هذا النزوح يعكس "حجم القلق في صفوف القيادات الحوثية"، بعد أن أصابت الضربات مواقع قيادية رئيسة.
وأضاف للفاصل أن "هذا الاستهداف بات يمس المراكز القيادية الحساسة في بنية الجماعة، ويُعدّ هذا الانسحاب مؤشرا على افتقار الميليشيا إلى الثقة في قدرتها على حماية مواقعها الحيوية".
دروع بشرية
ورغم مغادرتهم صنعاء، وحتى اليمن بالنسبة لبعض القادة، يواصل زعماء الحوثيين الغائبين توجيه الهجمات على ممرات الشحن في البحر الأحمر، ما يجعل المدنيين اليمنيين عرضة للانتقام.
وأشار الزبيري إلى أن ما يثير القلق أكثر هو كون قادة الحوثيين ينظمون هجمات في البحر الأحمر من مواقع آمنة، بينما يستخدمون السكان المدنيين كـ "دروع بشرية" في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.
وأضاف أن "هذا الأمر يؤكد مدى استهتار هذه الجماعة بحياة المدنيين".
وتابع أن تصرفات الجماعة تكشف أنها أصبحت "أداة في أيدي أطراف إقليمية لتهديد الملاحة الدولية والأمن في المنطقة"، مشيرا إلى أنها تتخلى عن ادعاءاتها بتمثيل المصالح اليمنية.
وبينما يعمل قادة الحوثيين على تأمين ملاذاتهم الآمنة في الجبال أو خارج البلاد، باتت شرائح السكان الأكثر ضعفا معرضة للخطر، ما يكشف التناقض الصارخ بين خطاب الجماعة وأفعالها.