فيصل أبو بكر | 2024-06-30

عدن -- قال محللون في اليمن إن بيجين هي المستفيدة الأولى من حالة التوتر في البحر الأحمر في ظل استفادة شركات الشحن الصينية من حصانة شبه كاملة من الهجمات المتواصلة التي ينفذها الحوثيون المدعومون من إيران.

ونقل موقع بوليتيكو في 12 حزيران/يونيو أن "حملة الحوثيين كانت مفيدة بشكل عام لخطوط الشحن الصينية".

ومع تغيير شركات الشحن الكبرى مسار سفنها حول رأس الرجاء الصالح، تستفيد الصين وروسيا من علاقتهما المميزة مع الجماعة الإرهابية التي وعدت بتأمين المرور الآمن لسفنهما في منتصف كانون الثاني/يناير.

ورغم أن السفن الصينية العابرة في البحر الأحمر قد استهدفت بصواريخ حوثية في مناسبتين منفصلتين في آذار/مارس وأيار/مايو، فقد سمح الاستهداف الانتقائي الذي ينفذه الحوثيون للسفن الصينية بالتحرك في البحر الأحمر مع تعطيلات أقل مقارنة بسفن الدول الأخرى.

وفي هذه الأثناء، يستمر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والذي يؤمن حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، في إضعاف قدرات الحوثيين.

شركات جديدة تدخل البحر الأحمر

وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت في حديث للفاصل إنه منذ بدء الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، ازداد عدد السفن الصينية العابرة في المنطقة.

وأعلنت شركة الشحن سي ليجند على موقعها الإلكتروني أن سفنها "ترفع العلم الصيني بشكل واضح وتبحر عبر منطقة الخطر في البحر الأحمر برفقة البحرية الصينية"، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز.

وذكرت الصحيفة أنه قبل الهجمات الحوثية التي بدأت في تشرين الثاني/نوفمبر، لم تكن شركة سي ليجند معروفة بتشغيل سفن الشحن في البحر الأحمر. ولكن الشركة أطلقت منذ كانون الثاني/يناير خدمة باستخدام 7 سفن لربط الموانئ التركية مع الصين عبر البحر الأحمر.

وقالت إن "الشركة تقدم خدماتها لموانئ عدن في اليمن ودوراليه في جيبوتي وجدة في السعودية والعقبة في الأردن والسخنة في مصر".

وذكر ثابت أن شركات شحن صينية صغيرة أخرى أعادت أيضا تغيير مسار سفنها عبر البحر الأحمر، بما في ذلك شركة فوجيان هواهوي للشحن وشركة ترانسفر وشركة تشاينا يونايتد لاينز.

وبدأت هذه الشركات بتوجيه سفن الشحن الخاصة بها عبر البحر الأحمر في كانون الأول/ديسمبر.

هجمات تخدم إيران والصين

وبدوره، قال المحلل فارس البيل إن "الصين سيكون لها حظ وافر من عمليات [الشحن] هذه، وهذا دليل آخر أن ميليشيا الحوثي ليس لها علاقة عبر ما تقوم به في مضيق باب المندب بغزة".

وأضاف أن "هجمات الحوثي في البحر الأحمر تأتي في إطار صراع النفوذ في المنطقة لا أقل ولا أكثر، وبالتالي تخدم الصين وإيران، علما أن الدولتين وقعتا على اتفاقية تعاون مدتها 25 سنة في العام 2021".

ومن جانبه، أكد فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل اليمنية للفاصل أنه من مصلحة الصين "إغراق الولايات المتحدة بالحروب هنا وهناك" لثنيها عن ممارسة الضغط على بيجين في بحر الصين الجنوبي.

وتابع أن الصين تأمل بالاستفادة سياسيا من انعدام الأمن في البحر الأحمر.