إقتصاد

الحياة اليومية ʼصراع مرير من أجل البقاءʻ في اليمن

منذ انقلاب الحوثيين عام 2014 والحرب التي أعقبته، انطبعت حياة اليمنيين بالمصاعب والعيش في المجهول والصراع المرير.

تقيم عائلة في هذا المأوى المؤقت الواقع في شارع غير معبد بحي بيت بوس في صنعاء. [يزن عبد العزيز/الفاصل]
تقيم عائلة في هذا المأوى المؤقت الواقع في شارع غير معبد بحي بيت بوس في صنعاء. [يزن عبد العزيز/الفاصل]

فيصل أبو بكر |

عدن - تكتفي أم ياسين المقيمة في صنعاء بوجبة واحدة في اليوم، فتوفر بذلك كمية الطعام القليلة أصلا التي تملكها لإطعام ولديها المراهقين وجبتين في اليوم.

وقالت لموقع الفاصل إنها بعد وفاة زوجها قبل 3 سنوات، بدأت العمل من المنزل كخياطة لدفع ثمن الطعام والإيجار.

لكنها لم تكن قادرة على كسب ما يكفي من المال بشكل منتظم لتغطية نفقاتها التي تشمل إطعام وتعليم هدى البالغة من العمر 13 عاما وياسين البالغ من العمر 15 عاما.

وفي مكان آخر في صنعاء، يقود حميد العبسي دراجة أجرة لإعالة أسرته المكونة من 5 أفراد ودفع إيجار مسكنه المكون من غرفة واحدة وحمام واحد.

عيش عبده (إلى اليمين) يستريح في فترة ما بعد الظهر بالقرب من أحد أبنائه تحت جسر بيت بوس في صنعاء، حيث تعيش الأسرة منذ نزوحها من الحديدة. [يزن عبد العزيز/الفاصل]
عيش عبده (إلى اليمين) يستريح في فترة ما بعد الظهر بالقرب من أحد أبنائه تحت جسر بيت بوس في صنعاء، حيث تعيش الأسرة منذ نزوحها من الحديدة. [يزن عبد العزيز/الفاصل]
عائلة يمنية تسكن تحت جسر بيت بوس في صنعاء. [يزن عبد العزيز/الفاصل]
عائلة يمنية تسكن تحت جسر بيت بوس في صنعاء. [يزن عبد العزيز/الفاصل]

وقال للفاصل إنه كان يعمل في القطاع العام، لكن "توقف صرف الرواتب أجبرني على بيع ذهب زوجتي وشراء دراجة نارية لاستخدامها في العمل".

وأضاف "كل يوم يختلف عن الآخر في ما يتعلق بالوجبات اليومية".

وأردف العبسي "يمكن أن تتوفر وجبة واحدة في يوم ووجبتان في اليوم التالي، حسب ما أكسبه من عملي على الدراجة النارية وأيضا حسب ما إذا كانت هناك نفقات صحية لزوجتي أو أي من أطفالي والتي لها الأولوية".

أما عيش عبده، فيقيم تحت جسر بيت بوس في صنعاء.

وقال عبده للفاصل إنه نزح مع أطفاله من الحديدة منذ 3 سنوات بسبب الحرب، "والوضع لم يتغير كثيرا ونحن نعيش تحت الجسر ونأكل بقايا الوجبات التي يقدمها أحد المطاعم القريبة".

وقال البنك الدولي إنه منذ أن اجتاح الحوثيون صنعاء في انقلاب نفذ بشهر أيلول/سبتمبر 2014 متسببين بحرب طويلة الأمد، انطبعت حياة الشعب اليمني "بالمصاعب والعيش في المجهول والصراع المرير من أجل البقاء".

وذكر البنك الدولي "في محاولة للاستفادة من الموارد المحدودة أصلا، اضطرت الأسر إلى اللجوء إلى آليات تكيف شديدة التقشف، بما في ذلك تقليل عدد الوجبات والحد من تنوع الطعام الذي تستهلكه وتحديد من من أفراد الأسرة يجب أن تعطى الأولوية له لتناول الطعام".

تأثر قطاع التعليم

إلى هذا، تناول البنك الدولي في تقريره المكون من 50 صفحة والصادر في أيلول/سبتمبر الماضي الأزمة المستمرة في مدارس اليمن، مشيرا إلى أن الأطفال "تضرروا بشدة في مسيرتهم التعليمية".

وأضاف أن "المدارس تعاني من نقص التمويل وندرة المعلمين، إضافة إلى أن العديد من الأسر لا تستطيع إطلاقا تحمل تكاليف إرسال أطفالها إلى المدرسة".

وفي مديرية الشعر بمحافظة إب، قال مدير المدرسة الابتدائية صادق أحمد للفاصل إنه اضطر إلى حشر طلاب الصفوف الأربعة الأولى في فصل دراسي واحد، وطلاب الصفوف الأربعة التالية من الخامس إلى الثامن في فصل آخر.

وتابع أن المدرسة تضم أستاذين 2 "يدرّس كل منهما 4 صفوف"، ويقسمان وقتهما على هذه الصفوف الأربعة.

وأوضح أنه بينما يركز المعلم على مجموعة واحدة، "يبقى طلاب الصفوف الأخرى صامتين حتى انتهاء الدرس، وهكذا مع كل صف".

الملايين بحاجة إلى الحماية

وبعد مرور 8 سنوات على اندلاع الحرب، أصبح الدعم الدولي لليمن "أمرا بالغ الأهمية" إذ يحتاج 17.7 مليون شخص إلى الحماية، حسبما قال المدير القطري للبنك الدولي في اليمن ومصر وجيبوتي ستيفان غيمبرت على موقع إكس (تويتر سابقا).

وفي حديثه للفاصل، قال وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمنية نبيل عبد الحفيظ إن “الوضع الاقتصادي عسير ولا أحد ينكر ذلك”.

وأضاف أن "المعاناة تفاقمت بسبب توقف تصدير النفط والغاز، الأمر الذي سبب ضائقة اقتصادية للدولة خلال فترة الحرب".

وأشار إلى أن الأمم المتحدة وصفت الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث".

وأكد أن الأزمة كان لها "عواقب سلبية على سبل العيش وإمكانية الوصول إلى الغذاء بالنسبة لأغلب السكان، واضطر هؤلاء للتكيف مع الوضع إما عبر تخفيض عدد الوجبات يوميا أو الاكتفاء بوجبة واحدة".

وفي الوقت نفسه، أدى تدهور قطاعي التعليم والصحة إلى زيادة العبء على كاهل الأسر.

تفاقم المصاعب والفقر

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي فارس البيل للفاصل إن "الوضع المعيشي في اليمن كارثي تماما، ويطال التدهور الخطير نواحي الحياة كافة".

ولفت إلى أن "موظفي [القطاع العام] في مناطق سيطرة الحوثيين لا يتقاضون رواتبهم منذ 8 سنوات".

وأضاف أنه في ظل تراجع قيمة العملة وارتفاع الأسعار، معظم ما يحصل عليه موظفو القطاع الخاص هو "مجرد فتات".

وأشار البيل إلى أن العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أفلست بسبب الرسوم المتكررة التي فرضها الحوثيون المدعومون من إيران، ما عجل بإغلاقها وأجبرها على تسريح موظفيها.

وأضاف أن عددا قليلا من الأسر اليمنية تعتمد على التحويلات المالية من المغتربين خارج اليمن، في حين تلجأ غالبية السكان إلى الاكتفاء بما لديهم.

وتابع "هناك عائلات تموت جوعا في منازلها، في حين تضطر عائلات أخرى إلى النزول إلى الشوارع ليلا للبحث عن بقايا الطعام في صناديق القمامة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

لاتتدخلوافي صنعاء وشئونهاففي صنعاء وجميع المحافظات تحت سيطرة انصارالله الحوثيين يوجدالامن والامان وعليكم بإنتقادمناطق الجوع واللا امن ولااستقرار وكل فصيل يريدان

يقيم له جمهورية ولو على مساحة محافظة واحدة هناك الجرائم والفوضى نحن بخيروعافية وراحة بال بسلامة النطام والقائمين عليه

البنك الدولي يعني امريكا وإسرائيل وبريطانيا مصاصي دماء الشعوب

يارب قدرني ايصال يد الى الفقراء والمساكين واجعلني في قلوبهم شريف محبوب. يارب..

تم حزف التعليق لانتهاكه سياسة التعليقات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى في هذه المسابقة الرائعه ان اكون من احد الفائزين إنشاء . وارسل جزيل الشكر لجميع طاقم هذه المسابقه والأستاذ مصطفى وجميع المشاركين والفنانين جميعا نسئل الله العظيم التوفيق والنجاح لي ولكم بإذن الله تعالى