إقتصاد
توزيع المساعدات الغذائية في اليمن تتعرقل بسبب ممارسات الحوثيين
أضحى الجوع أكثر انتشارا في اليمن حيث تواجه وكالات الإغاثة صعوبات متزايدة وسط هجمات الحوثيين المستمرة في البحر الأحمر.
فيصل ابو بكر |
عدن -- قال مسؤولون ومنظمات دولية تعمل في اليمن، إن هجمات الحوثيين المدعومين من إيران في البحر الأحمر عطّلت توزيع المساعدات الغذائية الإنسانية في البلاد.
وفي هذا السياق، أعلن مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في الساحل الغربي لليمن، شنغيراي شيمبواندا، أن برنامج الغذاء العالمي يواجه صعوبات في تنفيذ برامجه نتيجة هجمات الحوثيين على الشحن الدولي.
وأضاف شيمبواندا خلال اجتماع عقده في 28 فبراير/شباط مع مدير عام مديرية المخا، سلطان محمود، أن أزمة البحر الأحمر تسببت في نقص بالمساعدات وأدت إلى تأخير وصولها في الوقت المناسب.
يذكر أن ميناء المخا يقع على البحر الأحمر في محافظة تعز اليمنية.
وخلال الاجتماع، ناقش الطرفان خطط برنامج الأغذية العالمي ومشاريعه وتدخلاته الإنسانية في مجالات دعم التغذية والوجبات المدرسية وتأثير هجمات الحوثيين في البحر الأحمر على عمليات المنظمة.
وصرّح شيمبواندا إنه في يوم الاجتماع، تم توزيع المساعدات الغذائية على 5 آلاف أسرة و15 مركزا صحيا و26 ألف و611 طالبا وطالبة في 57 مدرسة، وذلك بعد تأخير دام شهرين نتيجة لهجمات البحر الأحمر.
بدوره، أشاد محمود بدعم برنامج الأغذية العالمي وقال إنه ساهم بشكل كبير في تخفيف المعاناة على ساحل البحر الأحمر في اليمن، حيث لجأ العديد من النازحين بسبب الحرب التي أشعلها انقلاب الحوثيين عام 2014.
وفي بيان صدر في 7 آذار/مارس، دان المتحدث باسم المقاومة الوطنية اليمنية في الساحل الغربي، العميد صادق دويد، هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وطواقمها المدنية.
وتابع، أن هذه الهجمات تضر باليمن واليمنيين، كما أنّها تلوث البيئة البحرية وتقطع أرزاق الصيادين.
اليمنيون ينتظرون المساعدات الغذائية
ما يزال المستفيدون من برنامج الأغذية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين ينتظرون المساعدات التي كانت تُصرف كل ثلاثة أشهر، وبينهم هلال عبده المقيم في مدينة الحديدة وعائلته.
وقال عبده "نحن جائعون"، مُطالبا بوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وتابع "ليس لدينا أي وسيلة لكسب الرزق سوى دراجة نارية توفر دخلا ضئيلا جدا".
أضاف أن السلة الغذائية التي اعتاد الحصول عليها كل ثلاثة أشهر كانت تحتوي على الدقيق والزيت والفاصوليا، وكانت أساسية لاستمرار قدرته على الصمود.
بدورها، اشتكت النازحة من مدينة الحديدة والمقيمة في صنعاء، ياسمين مُحسن، من الوضع المعيشي الصعب الذي تعيشه منذ توقف مساعدات برنامج الأغذية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأشارت الأم لثلاثة أطفال، إلى أنها تقوم بالأعمال المنزلية بدوام جزئي لبعض الأسر الميسورة وذلك من أجل الحصول على بعض المال.
وأردفت "كانت السلة الغذائية تحل مشكلة توفير الاحتياجات الأساسية، في حين كنت أستخدم ما أكسبه من الأعمال المنزلية لدفع الإيجار وتغطية بعض الاحتياجات الأخرى لأطفالي".
ورأت أنه إذا ما تم تعليق المساعدات الغذائية، فلن تتمكن من إطعامهم.
تزايد انعدام الأمن الغذائي
أوضح مدير عام مكتب حقوق الإنسان في صنعاء، فهمي الزبيري، أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر "تزيد المعاناة الإنسانية وتتسبب في تعليق المساعدات للمستفيدين منها في اليمن".
وأضاف في تصريح للفاصل، أن برنامج الغذاء العالمي كان قد أعلن في كانون الأول/ديسمبر الماضي تعليق توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين بسبب عدم التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين بشأن آلية التوزيع.
اليوم، يهدد التنظيم المدعوم من إيران "المستفيدين في المناطق الخارجة عن سيطرته، ويُنذر هذا الأمر بارتفاع حدّة المجاعة وانعدام الأمن الغذائي إلى أعلى المستويات"، على حد قوله.
وفي حديثه للفاصل، قال وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي "من الطبيعي أن ترتفع المخاوف إلى درجة كبيرة من قطع المساعدات التي يقدمها البرنامج نتيجة اعتداءات الحوثيين على السفن التجارية".
وأضاف أنه نتيجة للهجمات على السفن التجارية، ارتفعت تكاليف الشحن وأقساط التأمين، الأمر الذي "ينذر بمجاعة واسعة النطاق بعد تسع سنوات من الحرب التي أشعلها الحوثيون، وكلاء إيران في اليمن".
وشدد المجيدي على أن "المتضرّر الأول من الحوادث التي وقعت في البحر الأحمر هو الشعب اليمني، لأنها أدت حتى الآن إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية".
وتابع "تخشى الحكومة من أن يؤدي ذلك إلى ندرة في المواد الغذائية لأن اليمن هو مستورد صاف للمواد الغذائية"، مشيرا إلى أن الحوثيين أضروا بالفقراء.