إقتصاد

رمضان في اليمن ’الأسوأ منذ عقد‘ وسط أنشطة التعطيل الحوثية

شهد شهر رمضان المبارك انخفاضا في الاستهلاك ونقصا في السلع، علما أنه يشكل عادة موسم الذروة للمتسوقين والتجار على حد سواء.

أمناء الصناديق ينتظرون دخول المتسوقين إلى متجرهم الفارغ بصنعاء خلال شهر رمضان في العام 2024. [يزن عبد العزيز/الفاصل]
أمناء الصناديق ينتظرون دخول المتسوقين إلى متجرهم الفارغ بصنعاء خلال شهر رمضان في العام 2024. [يزن عبد العزيز/الفاصل]

فيصل أبو بكر |

عدن - قال خبراء اقتصاد وتجار ومواطنون في اليمن إن شحنات المواد الغذائية إلى البلاد توقفت بسبب هجمات الحوثيين على البحر الأحمر، الأمر الذي أدى إلى ركود اقتصادي خيم على شهر رمضان المبارك.

وقال جلال حسن وهو مدير سوبر ماركت في حي الأصبحي بصنعاء إن طلب المستهلكين على المواد الغذائية وغيرها من السلع المرتبطة بشهر رمضان انخفض خلال العام الجاري بشكل ملحوظ.

وأضاف للفاصل "خلال الخمسة أيام الأولى من شهر رمضان، انخفضت نسبة البيع وطلب المنتجات لأكثر من 50 بالمائة وهذا يخفض دخل السوبر ماركت وبالتالي قدرتنا على توفير مرتبات العاملين".

وأكد أن السوبر ماركت نفسه يجد صعوبة لتأمين دفع الإيجار.

نساء يمنيات يتسولن على جانب الطريق في حي بيت بوس بصنعاء. [يزن عبد العزيز/الفاصل]
نساء يمنيات يتسولن على جانب الطريق في حي بيت بوس بصنعاء. [يزن عبد العزيز/الفاصل]

وفي هذه الأثناء، بات وجهاء الأحياء في صنعاء يتلقون طلبات مساعدة عديدة من الفقراء والنازحين الذين كانوا يتلقون السلال الغذائية قبل تعليق هذه المساعدات.

وقال أحد عقال إحدى حارات صنعاء المدعو سلطان أحمد للفاصل إن "الجهات المشرفة على توزيع المساعدات تطلب من عقال الحارات الرفع بالحالات المحتاجة جدا والفقيرة".

وفي هذا السياق، قالت سمراء علي وهي ربة منزل في صنعاء، إن تعليق المساعدات "ضاعف من معاناتنا" خلال شهر رمضان.

وأضافت علي للفاصل أنها تركز حاليا على تأمين "القوت البسيط لي وابنتي لأن الأمور أصبحت صعبة جدا بعد توقف توزيع السلات الغذائية".

وأشارت إلى أن رمضان "هو شهر الخير"، مضيفة أنه في حين جرت العادة أن يتلقى الأشخاص الأقل حظا صدقات من أبناء بلدهم الأكثر ثراء، إلا أن "الظروف التي نمر بها حاليا معقدة".

ومن جانبه، كشف الموظف في القطاع العام سالم الهادي أنه اشترى في شهر رمضان الحالي المواد الغذائية الأساسية فقط وبكميات أقل من المعتاد، "لأننا لم نحصل إلا على نصف راتب في ظل ارتفاع الأسعار المتواصل وأيضا انخفاض قيمة الريال اليمني".

انخفاض في الواردات

ومن جهته، قال تاجر الجملة في صنعاء أحمد علي للفاصل إن طلب المستهلكين على المواد الغذائية انخفض بأكثر من النصف.

وأوضح أن "كبار الموردين باع أقل من الكميات التي طلبها تجار الجملة في ظل انخفاض الواردات وتأخر وصول بعض المواد الأساسية في ظل أحداث البحر الأحمر".

ولفت علي إلى أن كبار الموردين يخشون بيع ما لديهم من مخزون ونفاده.

وأضاف أنه في بعض الأثناء، يسعى بعض تجار السوق لشراء كميات أكبر واحتكار حركة التجارة بهدف رفع الأسعار والسيطرة على السوق.

وأثارت هجمات الحوثيين على سفن الشحن التجارية الدولية مخاوف أمنية وأجبرت عددا من شركات الشحن العالمية على تغيير خططها ومساراتها البحرية.

وتسبب ذلك بمشاكل لليمن الذي يستورد 90 في المائة من احتياجاته الغذائية، حسبما أكد للفاصل رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر.

وأوضح أنه نتيجة لذلك ارتفعت تكلفة نقل الحاوية الواحدة "بأكثر من مائة في المائة" من 3500 دولار إلى 7000 دولار.

أصعب رمضان

وفي حديثه للفاصل، قال الخبير الاقتصادي فارس النجار إن "شهر رمضان 2024 يعتبر هو الأصعب لدى اليمنيين منذ انقلاب الحوثي في أيلول/سبتمبر 2014".

وأشار إلى "الحرب الاقتصادية" التي يشنها الحوثيون على البضائع القادمة من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية وهجماتهم في البحر الأحمر.

وأضاف أن هذه الأحداث تجعل اليمن يواجه "مشكلة مركبة بحيث أثرت سلبا على وصول المساعدات الإنسانية بوقتها المطلوب ومنعت وصول الغذاء والدواء للشعب اليمني بشكل انسيابي".

وتابع أن ذلك أدى إلى تسببها في "ارتفاع نسبة التضخم في قيمة العملة وانخفاض في الإنتاج وارتفاع في مستوى البطالة".

وأضاف أن هجمات البحر الأحمر أدت أيضا إلى تأخير إيصال المساعدات الغذائية الإنسانية إلى المنظمات الدولية والمحلية العاملة داخل اليمن، ما زاد من حدة انعدام الأمن الغذائي فيه "والذي يعتبر في أسوأ حالاته".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *