أمن

الحوثيون ينشئون وجودا بحريا لهم في جزيرة كمران بالبحر الأحمر

أجرت الجماعة المدعومة من إيران مناورة بحرية قبالة الجزيرة في أيار/مايو، عرضت فيها ʼأنواعا متعددة من الزوارق السريعةʻ المجهزة بأسلحة مختلفة.

صورة لجزيرة كمران التقطت في كانون الأول/ديسمبر 2008. [بي. ميتشان/ويكيميديا ​​كومنز]
صورة لجزيرة كمران التقطت في كانون الأول/ديسمبر 2008. [بي. ميتشان/ويكيميديا ​​كومنز]

فيصل أبو بكر |

قال خبراء إن الحوثيين المدعومين من إيران حولوا جزر اليمن في البحر الأحمر إلى مناطق عسكرية، ما سمح للحرس الثوري الإيراني بالتحرك هناك وتصعيد التهديد ضد حركة الشحن الدولية.

ومنذ أسابيع، يقوم الحوثيون بمضايقة واحتجاز ومهاجمة السفن في البحر الأحمر ومحيطه بغض النظر عن جنسيتها، وقد حذروا جميع السفن والشركات من مغبة التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.

وردا على ذلك، أعلنت الولايات المتحدة في 19 كانون الأول/ديسمبر عن إطلاق عملية حارس الازدهار، وهي مبادرة أمنية جديدة متعددة الجنسيات في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

وستجري عملية حارس الازدهار تحت مظلة القوات البحرية المشتركة المكونة من 39 عضوا وقيادة فرقة العمل المشتركة 153 التي تركز على الأمن في البحر الأحمر.

حارس أمن على متن سفينة الشحن غالاكسي ليدر التي استولى عليها المقاتلون الحوثيون في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، في ميناء مطل على البحر الأحمر بمحافظة الحديدة اليمنية. [وكالة الصحافة الفرنسية]
حارس أمن على متن سفينة الشحن غالاكسي ليدر التي استولى عليها المقاتلون الحوثيون في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، في ميناء مطل على البحر الأحمر بمحافظة الحديدة اليمنية. [وكالة الصحافة الفرنسية]

وكانت إيران قد هددت في وقت سابق بأن الجهود المبذولة لتعزيز قوة متعددة الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر، ستواجه "مشاكل غير عادية"، حسبما ذكرت قناة الجزيرة.

وقال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية الرسمية (إيسنا) في إشارة إلى البحر الأحمر، "لا يمكن لأحد أن يتحرك في منطقة نسيطر عليها".

وحتى قبل الموجة الأخيرة من التهديدات، كانت التوترات في تصاعد دائم.

وفي تقرير رفع يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قالت لجنة الخبراء المعنية باليمن إن "التوتر في البحر الأحمر مرتفع حاليا في ظل قيام الحوثيين بإنشاء وجود بحري في جزيرة كمران قبالة الحديدة".

وذكر التقرير أن الحوثيين أجروا في 13 نيسان/أبريل مناورة بحرية قبالة جزيرة كمران.

وتابع أنه "تم عرض أنواع متعددة من الزوارق السريعة المجهزة بمختلف أنواع الأسلحة، مثل منظومة الصواريخ متعددة الإطلاق عيار 107 ميليمترات، بالإضافة إلى الرشاشات الثقيلة والخفيفة".

التجسس الإيراني

وفي هذا السياق، قال مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد للفاصل إنه منذ سيطرة الحوثيين على الحديدة، وسعت الجماعة نطاق سيطرتها ليطال الجزر اليمنية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وبالإضافة إلى جزيرة كمران، تمكن الحوثيون من إنشاء وجود عسكري دائم لهم في جزيرة أنتوفاش الاستراتيجية، بحسب وكالة شيبا الاستخبارية.

وقال مصدران في جزيرة كمران للوكالة إن الحوثيين يقومون بدوريات شرقي الجزيرة ويمنعون الصيادين من الاقتراب من مناطق معينة.

وأضافا أن "وجود الحوثيين في هذه الجزر التي تحولت إلى غرف عمليات للحرس الثوري الإيراني قد تزايد". وتابعا أن "القيادة والسيطرة على هذه الجزر اليمنية أصبحت مسؤولية الحرس الثوري".

وأشار محمد إلى وجود نظام اتصالات عالي الدقة يستخدم للتجسس على الممر الملاحي الدولي وجميع السفن التي تمر عبره.

ومن المعروف أن سفينة التجسس الإيرانية بهشد كما سابقتها سافيز، تقدمان الدعم اللوجستي والاستخباراتي لعصابات تهريب الأسلحة في البحر الأحمر، وفقا لمركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية.

وتقدم سفينة جمع المعلومات الاستخبارية والتي تقوم بدوريات في البحر الأحمر، الدعم اللوجستي لنقل شحنات الأسلحة وتفريغها في الجزر والموانئ الخارجة عن الخدمة.

وبحسب تقرير صادر عن وكالة شيبا، ترتبط 3 سفن أخرى بسفينة بهشاد وقد "تم أيضا تثبيت أنظمة دفاع جوي".

وأوضح محمد أن "إحدى الجزر مليئة بالأسلحة، خاصة الألغام البحرية والصواريخ والطوربيدات البحرية والزوارق [المسيرة] المفخخة".

وأردف أنه "يتم نقل الأسلحة والصواريخ وقطع الصواريخ وغيرها من المعدات [عن طريق الجزر] بحرا من قبل القراصنة وتجار الأسلحة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لاستخدامها في حربهم" مع الحكومة اليمنية والتحالف العربي.

تصاعد التوتر

وقال مندوب اليمن الدائم لدى اليونسكو محمد جميح للفاصل إن "الحوثيين باعتبارهم يد إيران في المنطقة، عملوا على زيادة التوتر في البحر الأحمر لتهديد العالم".

وأكد أن "إيران استهدفت السفن التجارية في الخليج العربي ومضيق هرمز وفي البحر الأحمر وخليج عُمان وبحر العرب، سواء بشكل مباشر أو عبر ميليشياتها في المنطقة".

وأضاف أن ذلك توج "بما يحدث الآن في البحر الأحمر"، في إشارة إلى سلسلة الهجمات التي نفذها الحوثيون منذ بدء الحرب بين إسرائيل وغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول عندما هاجمت حماس إسرائيل.

وقال الجميح إن "غزة لن تستفيد من تهديدات الحوثيين للسفن وتعريض الملاحة البحرية للخطر، ولن يجني اليمنيون خيرا منها أيضا".

ومن جانبه، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للفاصل إنه مع تزايد التهديدات في البحر الأحمر، "أصبحت الجزر اليمنية مناطق لشن هجمات إرهابية على السفن والملاحة الدولية، الأمر الذي يستدعي تدخلا دوليا".

ولفت إلى أن الهدنة مع الحوثيين المعلنة في نيسان/أبريل 2022 أتاحت لإيران فرصة لتعزيز وجودها العسكري وتسريع وتيرة تسليح الحوثيين.

وأضاف أن الحوثيين يملكون اليوم أسلحة تفوق نوعيا كل ما كانوا يملكونه قبل انقلابهم في أيلول/سبتمبر 2014، "وهذا الأمر يسلط الضوء على تدخل إيران لتحقيق مصالحها".

وأشار أحمد إلى زيارة وزير الدفاع المزعوم للحوثيين إلى جزيرة كمران في أوائل أيار/مايو لمراجعة مستوى جهوزية القوات العسكرية، بحسب ما أوردته وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقال "يدل ذلك على جهوزية الحوثيين وإيران لتوجيه تهديداتهم ضد الملاحة الدولية، بغض النظر عن الأحداث في غزة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *