صحة
مساعدة حيوية للنساء اليمنيات المتأثرات بمضاعفات الولادة المؤلمة
تخفف خدمات الرعاية الصحية المجانية المقدمة للنساء الأكثر ضعفا من إصابات الولادة المؤلمة وتؤمن المشورة النفسية والعائلية.
فيصل أبو البكر |
تسببت الإصابات الناجمة عن الولادة الصعبة في المنزل بألم شديد ومعاناة نفسية لسعاد البالغة من العمر 23 عاما وهي من سكان صنعاء، ووصفت محنتها لموقع الفاصل مستخدمة اسما مستعارا.
وقالت وهي أم لطفلين وعانت من ناسور الولادة الذي يعد من أخطر الإصابات المرتبطة بالولادة، "كنت أشعر بالخجل الشديد وانعزلت عن الجميع بمن فيهم زوجي وتوقفت عن عملي".
وأضافت سعاد "لكني تحليت بالشجاعة وذهبت إلى مركز علاج الناسور الولادي في مستشفى الثورة بصنعاء".
وتنجم هذه الحالة عن مخاض مطول ومعرقل بدون إمكانية الحصول على العلاج الطبي المتخصص ويمكن أن تسبب أعراضا مؤلمة تنتج عنها عزلة اجتماعية.
وقالت سعاد "أجريت العملية وتعالجت منه مجانا والآن عادت حياتي لطبيعتها".
ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لتوفير خدمات الرعاية الصحية المجانية للنساء والفتيات الأكثر ضعفا في اليمن.
وفي الفترة الممتدة بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو من العام الجاري، أوصل صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى نحو مليون شخص خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة والحماية من العنف والإغاثة في حالات الطوارئ.
وقدم مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية 23 مليون دولار لصندوق الأمم المتحدة للسكان لتوفير الإغاثة الطارئة وخدمات الصحة الإنجابية الوقائية والمنقذة للحياة لـ 1.3 مليون من النساء والفتيات الأكثر ضعفا في اليمن.
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان في بيان صدر بتاريخ 29 تموز/يوليو إن ذلك سيساهم في تأمين الخدمات في 14 مستشفى و4 عيادات متنقلة.
وسيتم أيضا دعم 20 مساحة آمنة للنساء والفتيات كجزء من الرعاية النفسية والاجتماعية والمساعدة الفورية المنقذة للحياة للعائلات الهاربة من النزاعات أو الكوارث الطبيعية، وذلك عبر آلية الاستجابة السريعة التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
احتياجات عاجلة بالرعاية الصحية
وفي هذا السياق، قالت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن إنشراح أحمد "لا تزال احتياجات النساء والفتيات في اليمن كبيرة وعاجلة".
وأضافت أحمد "سوف تمكّن هذه المساهمة السخية صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاءه من مواصلة تقديم خدمات الحماية والصحة للنساء والفتيات للنجاة بحياتهن وسط واحدة من أسوأ الأزمات عالميا".
ووفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، يعاني أكثر من 5 ملايين امرأة وفتاة في سن الإنجاب من محدودية أو عدم إمكانية الحصول على خدمات الصحة الإنجابية، بما في ذلك 1.5 مليون امرأة حامل تعاني من سوء تغذية الحاد.
وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان قد أطلق حملة طبية في أيار/مايو لعلاج ناسور الولادة مجانا في مستشفى الثورة في صنعاء ومستشفى الصداقة في عدن.
وتم افتتاح العيادات في مستشفى المكلا في تموز/يوليو وفي مستشفى الثورة بمحافظة الحديدة في آب/أغسطس.
وقالت منسقة برنامج ناسور الولادة ألطاف شرف الدين إن "وحدات علاج الناسور الولادي تقوم باستقبال المريضات للمعاينة والتشخيص وبالتالي تحديد موعد العملية".
وإن البرنامج تابع لوزارة الصحة العامة اليمنية ويدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان ويقدم الرعاية الطبية والأدوية المجانية لعلاج هذه الحالة.
واعتبرت شرف الدين أن ناسور الولادة "وأشارت إلى أن مرض الناسور الولادي هو "مرض صامت وكثير من المصابات يخجلن عن الإفصاح به رغم تأثيراته السلبية على الصحة البدنية والنفسية".
تقديم الدعم النفسي
وبدوره، قال منسق برامج مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري عمر الفضلي للفاصل إن المؤسسة تقدم خدمات الطب النفسي والعلاج النفسي مجانا في مركز الإرشاد النفسي التابع لها.
ولفت إلى أن "مركز الإرشاد النفسي يستقبل يوميا ما بين مائة و200 مريض، حيث تقدم له الخدمات الطبية والعلاجية والأدوية مجانا بفضل مساهمة الداعمين وفي مقدمتهم صندوق الأمم المتحدة للسكان".
وأضاف أن المؤسسة توفر أيضا خطا ساخنا للاستشارات النفسية والأسرية.
ومن جانبها، قالت جيهان عبدالعزيز الأخصائية النفسية في جمعية التحدي لرعاية المعاقات في صنعاء إن "الأمم المتحدة تقدر أن حوالي 22 مليون من اليمنيين بحاجة للمساعدات الإنسانية، وأكثر من نصفهم من الفتيات والنساء".
وتابعت "خلال فترة عملي العام الماضي في مستشفى الأمل للأمراض النفسية في صنعاء وجدت أن المجتمع يحاول أن يتكتم على المرضى النفسيين إذا كن من الإناث".
وذكرت "هذا يفاقم الوضع النفسي ويضاعف من المشكلة".
وأشارت عبدالعزيز إلى أن النساء يعانين أكثر من غيرهن في أوقات الحرب، إذ يتحملن العبء داخل الأسرة وغالبا ما يضعن مشاكلهن جانبا.
وأضافت أن "إحصاءات صندوق الأمم المتحدة للسكان أكدت أن النساء والأطفال يشكلون نحو 80 في المائة من 4.5 مليون نازح داخل اليمن".
وقالت إن 26 في المائة من العائلات النازحة في اليمن تعيلها نساء، "وهذا يظهر جزء معاناة النساء التي أفرزتها الحرب".