أمن

دعم القوات البحرية في اليمن ضد الحوثيين

القوات البحرية الحوثية مسلحة تسليحا جيدا من قبل إيران. وعبر الانضمام إلى التحالف الدولي لتأمين البحر الأحمر، تستفيد القوات البحرية التابعة للحكومة الشرعية في اليمن من فرصة قتالية سانحة.

العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ينظر عبر منظار إذ يراقب عناصر خفر السواحل أثناء إجراء دورية في البحر الأحمر قبالة مدينة المخا في محافظة تعز بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي في 12 كانون الأول/ديسمبر. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]
العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ينظر عبر منظار إذ يراقب عناصر خفر السواحل أثناء إجراء دورية في البحر الأحمر قبالة مدينة المخا في محافظة تعز بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي في 12 كانون الأول/ديسمبر. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

قال محللون إن الدعوة التي قدمت للقوات البحرية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا للانضمام إلى تحالف بحري متعدد الجنسيات في البحر الأحمر، من شأنها تعزيز قدرتها على مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.

وفي مقابلة جرت مع تلفزيون عدن في 11 كانون الأول/ديسمبر، قال قائد القوات البحرية والدفاع الساحلي عبدالله النخعي إن القوات البحرية في الحكومة الشرعية تلقت دعوة للانضمام إلى التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وذكر أن "االقوات البحرية تحاول أن تكون مشاركتها فاعلة سواء بالزوارق أو الأفراد أو الاتصالات"، مشيرا إلى تزويد القوات البحرية بزورقي مدفعية خلال الأسابيع القادمة.

هذا وأعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف متعدد الجنسيات في البحر الأحمر في 18 كانون الأول/ديسمبر بهدف مواجهة الخطر الحوثي في الممر المائي الاستراتيجي.

عناصر من خفر السواحل اليمني موالون للحكومة المعترف بها دوليا، على متن قارب سريع وقارب دوريات في البحر الأحمر قبالة المخا في محافظة تعز بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي في 12 كانون الأول/ديسمبر. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]
عناصر من خفر السواحل اليمني موالون للحكومة المعترف بها دوليا، على متن قارب سريع وقارب دوريات في البحر الأحمر قبالة المخا في محافظة تعز بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي في 12 كانون الأول/ديسمبر. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأعلن البنتاغون في 21 كانون الأول/ديسمبر أنه حتى اليوم انضمت أكثر من 12 دولة إلى عملية حارس الازدهار، وهي قوة مهام دولية جديدة تهدف لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكثف الحوثيون خلال الأسابيع الماضية هجماتهم على سفن الشحن التي تمر عبر الممر المائي.

دعم القوات البحرية اليمنية

وقال محللون إنه الآن، ومع بدء القوات البحرية الشرعية في اليمن بالعمل مع التحالف الدولي لوقف الهجمات الإرهابية الحوثية في البحر الأحمر، بات من المرجح أن تحصل مواجهات بينها وبن القوات البحرية التي يقودها الحوثيون.

وقال الخبير العسكري العميد عبد الله الأشول إن "القوات البحرية التابعة للحكومة الشرعية في عدن-المخا بالساحل الغربي بحاجة للدعم بأسلحة نوعية وتدريب أفرادها حتى تستطيع مواجهة التحديات في حماية السفن التجارية".

وتابع أن القوات البحرية والدفاع الساحلي هي فرع من القوات المسلحة اليمنية، وقد شكلت بعد توحيد اليمن في العام 1990 ودمج القوات البحرية الشمالية والجنوبية.

وذكر أن "هذه القوات لها قواعد بحرية في حضرموت وعدن والحديدة ووحدات بحرية عائمة ووحدات دفاع ساحلي ووحدات مشاة بحرية".

وبعد انقلاب الحوثيين على مؤسسات الدولة في عام 2014، سيطروا على القوات البحرية وخفر السواحل في محافظة الحديدة التي أصبحت منطلقا للهجمات الإرهابية التي تنفذها إيران من خلال الحوثيين على السفن التجارية.

وكان هدف إيران من تدخلها في اليمن يتمثل بإيجاد موطئ قدم لها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب الذي يمر عبره ما يقدر بـ 12.5 إلى 20 في المائة من حركة التجارة العالمية كل سنة.

أسلحة الحوثيين

وقال الأشول إن "الترسانة البحرية التابعة للحوثي تضم أسلحة نوعية ومسيرات وزوارق مسيرة ومتفجرة".

وتابع أنه من جهة أخرى، فإن القوات البحرية التابعة للحكومة الشرعية "تمتلك إمكانات بسيطة، منها عدد من الزوارق لحماية السواحل اليمنية وضبط المخدرات والسلاح الإيراني المهرب للحوثيين".

وتشمل الأسلحة البحرية للحوثيين صاروخ البحر الأحمر، وهو صاروخ ثنائي حراري وموجه بالرادار مضاد للسفن مطور من صاروخ سعير، إلى جانب صاروخي محيط وعاصف البحريين اللذين يعملان بالوقود الصلب والسائل.

كذلك، يملك الحوثيون صاروخي مندب-1 ومندب-2، وهما صاروخان موجهان بحريان يتميزان بالإصابات الدقيقة، إضافة لصاروخي روبيج بـ21 وروبيج بـ22، وهما صاروخان روسيان طورهما الجيش اليمني وأعادهما إلى الخدمة، ويصل مداهما إلى أكثر من 300 كيلومتر.

وأضاف الأشول أن الحوثيين كشفوا عن عدد من الرادارات والصواريخ البحرية والألغام البحرية في استعراض عسكري نظم في 21 أيلول/سبتمبر.

وأوضح أنه رغم أن القوات البحرية في الحكومة الشرعية تملك قدرات محدودة، إلا أنها وافقت على الانضمام لقوة المهام الجديدة، وطالب المجتمع الدولي بدعمها بمزيد من الأسلحة والتدريب لتتمكن من مواجهة القوات البحرية للحوثيين.

مواجهة "القوة الانتحارية" لإيران

وفي هذا السياق، قال عبد السلام محمد مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية إن "جماعة الحوثي المدعومة من إيران، بعد السيطرة على صنعاء في عام 2014، أخذت مقدرات خفر السواحل في الحديدة وأضافت لها خبرات إيرانية".

وذكر للفاصل أنه "تم تزويد الحوثيين أيضا بصواريخ بحرية وقوارب بعضها ذاتية الحركة ومتفجرة".

وتابع أن "خبرة جماعة الحوثي خلال سنوات طويلة من العمل مع تجار تهريب السلاح والقراصنة وتجار المخدرات جعلتها على دراية وثيقة بمنطقة البحر الأحمر".

وقال إن "ذلك بالإضافة إلى سيطرتها على منظومة الاتصالات البحرية، حيث أنهم الآن يوجهون السفن للمرور من خلال الموانئ الخاضعة لسيطرتهم".

وأضاف أن القوات البحرية للحوثيين هي "قوة انتحارية إيرانية" مكونة من قوارب مفخخة وصواريخ بحرية.

وبدوره، قال المحلل السياسي فيصل أحمد إن "الحرس الثوري الإيراني كان يخطط لهجمات إرهابية ضد السفن التجارية حتى قبل أحداث غزة".

وأوضح أنه بحسب وكالة شيبا الاستخبارية، وهي منصة معلومات مفتوحة المصدر، فقد تلقى الحوثيون تدريبات على الهجمات البحرية واختطاف السفن واستخدام الألغام البحرية في ميناء اللحية.

وذكر للفاصل أنه في هذه الأثناء، "يتمحور عمل البحرية التابعة للشرعية في ضبط شحنات الأسلحة والمخدرات القادمة من إيران ومكافحة القرصنة البحرية".

وتابع أن هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر بدعم من إيران "عمليات إرهابية تستوجب الوقوف لمواجهتها من المجتمع الدولي وبمشاركة فاعلة من البحرية اليمنية شريطة دعمها".

وأضاف أن "المواجهات العسكرية بين هاتين القوتين البحريتين باتت واردة الآن بعد موافقة الحكومة اليمنية على الانضمام إلى التحالف البحري الدولي الجديد [في البحر الأحمر]".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

حلو