أمن

إيران تجري مناورات مزعزعة للاستقرار في مياه الخليج

تعتبر المناورات البحرية المقبلة التي ستجريها إيران مع الصين وروسيا في الخليج استمرارا للاستفزازات التي أدت إلى عدم الاستقرار والمزيد من التوترات.

بحارة إيرانيون يشاركون في احتفال قبل انطلاق المناورات البحرية الثلاث بين إيران وروسيا والصين في كانون الأول/ديسمبر 2019. [إيرنا]
بحارة إيرانيون يشاركون في احتفال قبل انطلاق المناورات البحرية الثلاث بين إيران وروسيا والصين في كانون الأول/ديسمبر 2019. [إيرنا]

نور الدين عمر |

قال خبراء إن خطة إيران التي أعلنتها مؤخرا لإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا والصين في مياه الخليج تمثل مؤشرا واضحا على أن طهران تعتزم مواصلة أفعالها الاستفزازية في المنطقة.

فقد أعلن قائد البحرية الإيرانية الأدميرال شهرام إيراني يوم السبت، 1 كانون الأول/ديسمبر، أن إيران ستجري مناورات بحرية مع الصين وروسيا في مياه الخليج في عام 2024.

وقال إنه تمت دعوة باكستان والبرازيل وعُمان والهند وجنوب إفريقيا، كما تمت دعوة دول بحر قزوين للمشاركة بصفة مراقب.

وتعليقا على القرار، قال الخبير العسكري السعودي، منصور الشهري، إن إجراء مناورات عسكرية في أية منطقة في العالم تشهد صدامات كبيرة وتوترا سياسيا يشكل محاولة للإبقاء على هذه الأحوال غير المستقرة.

غواصة إيرانية تشارك في مناورة بحرية في كانون الثاني/يناير. [إيرنا]
غواصة إيرانية تشارك في مناورة بحرية في كانون الثاني/يناير. [إيرنا]

وأضاف أن الأمر قد يصل إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية.

خلق صراع إقليمي

وتابع الشهري أن المناورات الثلاثية قد حدثت في السنوات القليلة الماضية مع نفس الجهات الفاعلة.

لكن تلك المناورات لم تحظ بهذا الاهتمام والزخم الإعلامي.

وبحسب الشهري، فإن هذه المناورات، التي تقول طهران إنها تهدف إلى تأمين سلامة الممرات المائية، ستتعارض مع العمليات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها لتأمين منطقة الخليج.

وأوضح أن العمليات البحرية التي تجرى تحت ستارة تحسين سلامة المرور البحري "ستؤدي دون شك إلى احتكاك مع الدول التي تقوم منذ سنوات وبالتنسيق مع دول الخليج بتأمين السلامة البحرية".

من جانبه، قال الدكتور فتحي السيد المتخصص في الشأن الإيراني، إن "إيران التي تتفاخر إعلاميا بدعم الشعب الفلسطيني وقضيته لم تقدم منذ بدء الحرب في غزة أي مساعدات أو دعم يذكر".

وأضاف السيد الذي يعمل في مركز الشرق الأوسط للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، أن إيران تمر بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها، كما أن الدول التي تتواجد فيها ذراع الحرس الثوري تواجه تحديات مماثلة.

وأضاف في حديث لموقع الفاصل أنه كان أجدى بالقادة الإيرانيين تخصيص أموال المناورات والتي ستكون تكلفتها باهظة جدا لصالح الشعب الإيراني وشعوب المنطقة، وخصوصا المدنيين في غزة.

وتابع لكن كالمعتاد، فإن السياسات المزعزعة للاستقرار هي الأولوية للحرس الثوري مهما كان الثمن.

أعمال استفزازية

وأشار السيد إلى أن إيران "تحاول البقاء في الواجهة سياسيا وإعلاميا بأي طريقة كانت، حتى لو كان الأمر سيؤدي إلى خلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة".

وأكد أن طهران بعد محاولتها تصديره الثورة وإرسال الأسلحة إلى عدد من البلدان "قد بدأت تصدير التوتر وعدم الاستقرار".

بدوره، قال الضابط المتقاعد في الجيش الإماراتي، عبد الله العامري، إن "إيران تتصرف في منطقة الخليج العربي وكأنها المالك أو الحاكم الفعلي والأوحد".

وأضاف في حديث لموقع الفاصل أنه "على الرغم من استعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران ودول الخليج واستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين طهران والرياض، تستمر إيران بعمليات الاستفزاز في مياه الخليج".

وأوضح العامري أن هذه المناورات لها معاني سياسية واستراتيجية كبيرة، خاصة وان الممرات المائية التي تحيط بمنطقة الخليج تعتبر خطوطا حمراء في ضوء هجمات الحوثيين على السفن التجارية في المنطقة.

ولفت إلى أن "إصرار إيران على إجراء المناورات يعني استغلالها دون شك حرية التحرك في مياه الخليج لنقل المزيد من الأسلحة والمعدات العسكرية لأذرعها في المنطقة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

دعمالاخؤأنناألمسلمين