أمن
مضايقات إيران في محيط المضايق الأساسية تهدد الاقتصاد العالمي
يقول محللون إن إغلاق إيران لمضيق هرمز سيناريو مستبعد إذ أن مثل هذه الخطوة قد تضر بإيران كما بقطاع النفط العالمي، ولكن تبقى الولايات المتحدة وحلفاؤها مصممين على الدفاع عن المضيق البحري.
فريق عمل الفاصل |
وسط الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في غزة، وجدت إيران فرصة جديدة لاستغلال وكلائها في اليمن، أي الحوثيين، لتهديد الأمن البحري في مضيق باب المندب وفي البحر الأحمر بوسائل عدة.
وفي هذه الأثناء، تواصل توجيه تهديدات للمضيق التجاري الحيوي الآخر في المنطقة، وهو مضيق هرمز، مهددة بشكل مباشر التجارة العالمية في الخليج إضافة إلى اقتصاد المنطقة وأمنها.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ماثيو ميلر إن "دعم النظام الإيراني للحوثيين سمح بهجمات غير مبررة على بنى تحتية مدنية في إسرائيل وعلى الشحن التجاري في البحر الأحمر وخليج عدن".
وذكر في بيان صدر في 7 كانون الأول/ديسمبر أن "الهجمات التي شنت من مناطق سيطرة الحوثيين هددت أيضا السفن الحربية الأميركية المتواجدة في المياه الدولية".
وأضاف أن "مثل هذه الهجمات تعطل الأمن البحري وتعرقل حرية الملاحة للسفن التجارية، ما يزيد انعدام الاستقرار الإقليمي ويهدد بتوسيع نطاق الصراع بين إسرائيل وحماس".
وفي هذا السياق، قال المسؤول في وزارة الخزانة الأميركية براين إي. نيلسن إن "الحوثيين يستمرون بتلقي التمويل والدعم من إيران والنتيجة غير مفاجئة".
وأطلق الحوثيون سلسلة مسيرات وصواريخ من اليمن باتجاه إسرائيل في الأسابيع الماضية، كما استولوا على سفينة شحن الشهر الماضي.
وقال مسؤول عسكري أميركي إن البحرية الأميركية أسقطت في 6 كانون الأول/ديسمبر مسيرة انطلقت من منطقة يمنية خاضعة للحوثيين في جنوبي البحر الأحمر.
كذلك، قامت مدمرة صواريخ موجهة أميركية في البحر الأحمر بإسقاط عدة مسيرات في 3 كانون الأول/ديسمبر أثناء مساعدتها 3 سفن تجارية كانت مستهدفة بمسيرات متفجرة وصواريخ بالستية مضادة للسفن من اليمن، حسبما ذكر الجيش الأميركي.
وتبنى الحوثيون الهجمات على اثنتين من السفن.
وقالت القيادة المركزية التابعة للجيش الأميركي بعد الهجوم إن "هذه الهجمات تشكل تهديدا مباشرا للتجارة الدولية والأمن البحري".
وتابعت "عرّضت حياة الأطقم الدولية التي تمثل بلدانا متعددة حول العالم للخطر".
وأضافت "لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه الهجمات مدعومة كليا من إيران، على الرغم من أن الحوثيين هم الذين شنوها من اليمن".
تهديدات بإغلاق مضيق هرمز
ولإيران تاريخ طويل في مضايقة السفن في مضيق هرمز، وقد أصدرت تهديدات استفزازية في عدة مناسبات بـ"إغلاق" المضيق الذي يمر عبره خُمس إمدادات النفط العالمية.
وفي تشرين الأول/أكتوبر، هدد النائب الإيراني حسن نوروزي قائلا إنه "من غير المستبعد أن نغلق مضيق هرمز" في حال تفاقمت الحرب بين حماس وإسرائيل، حسبما نقل موقع إيران إنترناشونال.
وكتب توم شارب الضابط السابق في البحرية الملكية البريطانية وقبطان سفينة حربية في مقالة نشرت في صحيفة تليغراف "هرمز فريد من نوعه بين المضائق التجارية الأساسية حول العالم".
وأضاف أن "مضيق ملقا وقناة السويس وقناة بنما وجبل طارق والمضايق الدنماركية وباب المندب ودوفر حولها كلها ممرات بديلة".
وأضاف "من الاثنين المتبقيين، أي هرمز والبوسفور، يعد هرمز الوحيد الذي تحده دولة ليست في حلف شمال الأطلسي [إيران] وخصصت مليارات الدولارات لتطوير أصول عسكرية للتمكن من إغلاقه".
وقال شارب إن هذه الأصول تشمل "قاذفات صواريخ بالستية متنقلة وآلاف سفن الهجوم السريع ومركبات زراعة الألغام".
وفي هذا الإطار، ذكر البنك الاستثماري جي بي مورغان في بيان نقلته رويترز أنه "في حال توسع الصراع ليشمل إغلاق مضيق هرمز... فسيعطل قطاع النفط في المنطقة ويرفع أسعار النفط بصورة كبيرة".
وأضاف البنك "المهم أنه في حين أن إيران هددت على مر السنين بإغلاق المضيق، إلا أنها لن تنفذ يوما تهديدها هذا".
وهددت إيران بإغلاق مضيق هرمز ومنع كل صادرات النفط الواردة من الخليج العربي في عام 2018. وهددت أيضا بإغلاق المضيق في 2011 و2012، ولكنها لم تنفذ أية محاولة جدية لإغلاقه منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ووصف مسؤولون أميركيون تهديدات إيران بأنها مجرد "كلام".
وقال جون كيلدوف الشريك المؤسس للصندوق الاستثماري في مجال الطاقة إيغين كابيتال لمحطة سي إن بي سي نيوز في كانون الأول/ديسمبر 2018 إن تعليقات إيران هي "مجرد تهديد كلامي" سمعها المحللون بمجال النفط عدة مرات من قبل.
وتابع أن "إغلاق المضيق لن يضر فقط بقطاع النفط العالمي بل سيضر بإيران نفسها. فليس من مصلحتها القيام بذلك".
وفي مقالته لصحيفة تليغراف، قال شارب إن أي إغلاق في الوقت الراهن يشكل سيناريو "مستبعدا للغاية".
وكتب أن "الإيرانيين يحتاجون للتجارة المتدفقة إلى الخارج، بالقدر نفسه الذي يحتاج الجميع إلى تدفقها إلى الداخل".