إقتصاد

صندوق النقد الدولي: الحرب بين إسرائيل وحماس تؤثر بالفعل على السياحة واقتصادات المنطقة

تشعر دول الجوار، لا سيما تلك التي تعتمد على السياحة، بآثار الصراع الذي نجم عن هجوم حماس على إسرائيل.

مشاركون في جلسة حوارية في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السنوي في المملكة العربية السعودية بالرياض يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر. [فايز نور الدين/وكالة الصحافة الفرنسية]
مشاركون في جلسة حوارية في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السنوي في المملكة العربية السعودية بالرياض يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر. [فايز نور الدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |

الرياض -- قالت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي أمام منتدى استثمار سعودي يوم الأربعاء، 25 تشرين الأول/أكتوبر، إن الحرب المستعرة بين إسرائيل وحماس تؤثر بالفعل على اقتصادات المنطقة.

وذكرت كريستالينا جورجيفا في مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي في الرياض، إن دول الجوار، لا سيما تلك التي تعتمد على السياحة، تشعر بآثار الصراع الذي نجم عن هجوم حماس على إسرائيل.

وأضافت جورجيفا متحدثة أمام نخب مصرفية عالمية إنه "إذا نظرت إلى الدول المجاورة، مثل مصر ولبنان والأردن، فإن التأثير واضح بالفعل".

وقبل يوم، حذر قادة في قطاع المصارف الدولي أمام المنتدى من أن الحرب قد توجه ضربة قوية للاقتصاد العالمي، لا سيما إذا دخلت فيها دول أخرى.

رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، سليمان الفرجات، يقف أمام متحف بترا في موقع الأنباط الأثري يوم 12 كانون الأول/ديسمبر الماضي. وقد شهدت المملكة انتعاشة سياحية عقب الوباء في عام 2022، لكن الحرب بين حماس وإسرائيل تهدد اليوم القطاع مرة أخرى. [خليل المزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]
رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، سليمان الفرجات، يقف أمام متحف بترا في موقع الأنباط الأثري يوم 12 كانون الأول/ديسمبر الماضي. وقد شهدت المملكة انتعاشة سياحية عقب الوباء في عام 2022، لكن الحرب بين حماس وإسرائيل تهدد اليوم القطاع مرة أخرى. [خليل المزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

وتهدد الحرب بجر دول أخرى، وعلى الأخص لبنان مقر حزب الله المدعوم من إيران، والذي ينخرط في تراشقات نيران يومية مع القوات الإسرائيلية.

وأضافت جورجيفا "ما نراه هو المزيد من التوتر في عالم يعاني من القلق".

وتابعت "لدينا دول تعتمد على السياحة، وعدم اليقين هو أمر قاتل لتدفق السياح"، واصفة الكلفة الاقتصادية المحتملة على بلدان المنطقة قبل أن تسرد المخاطر المحددة.

وأوضحت "سيشعر المستثمرون بالتردد من الذهاب إلى ذلك المكان. تكلفة التأمين في حال نقل بضائع سترتفع. هناك أيضا مخاطر وجود المزيد من اللاجئين في البلدان التي تستضيف أساسا الكثير منهم".

'منعطف خطير'

بدوره، قال رئيس البنك الدولي أجاي بانغا أمام المؤتمر يوم الثلاثاء، "أعتقد أن تأثير ما حدث مؤخرا في إسرائيل وغزة على التنمية الاقتصادية سيكون أكثر خطورة".

وأضاف "أعتقد أننا أمام منعطف خطير جدا".

وقال لاري فينك الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك "إذا لم يتم حل هذه الأمور، فمن المحتمل أن يعني المزيد من الإرهاب العالمي، أي المزيد من انعدام الأمن والمزيد من الخوف في المجتمع، وأمل أقل".

وأضاف "وعندما يتراجع الأمل، نرى انكماشا في اقتصاداتنا".

وعادة، يشكل المؤتمر السنوي الذي يوصف بأنه "دافوس في الصحراء"، فرصة للسعودية لعرض الإصلاحات الاقتصادية الداخلية التي يؤكد مسؤولوها إن نجاحها يتوقف جزئيا على الاستقرار الإقليمي.

ففي هذا العام، استعادت المملكة العلاقات مع إيران وسوريا وضغطت من أجل التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في اليمن وكانت تجري مباحثات للاعتراف بإسرائيل قبل اندلاع أعمال العنف يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.

من جانبه، قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان أمام جلسة في المؤتمر يوم الأربعاء إنه "قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، حدث الكثير من خفض التصعيد، وهو الأمر الذي جلب الكثير من الأمل للمنطقة، ولا نريد للأحداث الأخيرة أن تعطل ذلك".

إما نظيره من البحرين، التي اعترفت بإسرائيل في إطار الاتفاقيات الإبراهيمية التي توسطت فيها الولايات المتحدة، فقد شجع على التكامل الإقليمي.

الآمال منعقدة على الاستقرار الإقليمي

أشار المسؤولون السعوديون إلى نيتهم المضي قدما في خطط إصلاحاتهم الاقتصادية على الرغم من المخاوف بشأن حدوث اضطرابات إقليمية أوسع نطاقا.

وقالت كريستين ديوان من معهد دول الخليج العربية في واشنطن إن “المملكة العربية السعودية تركز اليوم على تحولها الداخلي الذي يتطلب جوارا مستقرا".

وتابعت "من الصعب إقناع الناس بالاستثمار أو ممارسة الغولف في الرياض أو الاستمتاع بأشعة الشمس على طول ساحل البحر الأحمر عندما تُربط المنطقة بالحرب والإرهاب".

إلا أن بعض الحاضرين في المؤتمر عبروا عن التفاؤل على الرغم من العناوين المتشائمة.

في هذا الإطار، قال لورينت غرمين الرئيس التنفيذي للشركة الهندسية الإنشائية إيغيس جروب، إن "الحرب في أذهان الجميع".

وأضاف "لكني أعتقد أننا في عالم الاقتصاد أناس متفائلون. نتطلع لعودة الاستقرار في أسرع وقت ممكن".

إلى هذا، قال محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية ناصر التميمي يوم الأربعاء، "في المملكة العربية السعودية نفسها، كل شيء سيمضي قدما".

وأضاف "الشركات في الدول الغربية والهند والصين لن تفوت فرصة الدخول للسوق السعودي. فأنت تتحدث عن أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط وأضخم سوق إنشاءات في الشرق الأوسط".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *