حقوق الإنسان

العريش المصرية بمثابة مركز إنساني لجهود الإغاثة في غزة

مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يؤكد الحاجة إلى توسيع المركز في العريش من أجل زيادة تدفق المساعدات الدولية إلى غزة عبر معبر رفح.

عمال يفرغون المساعدات الإنسانية في مطار العريش المصري يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر، قبل نقلها إلى معبر رفح الحدودي مع غزة. [خالد دسوقي/وكالة الصحافة الفرنسية]
عمال يفرغون المساعدات الإنسانية في مطار العريش المصري يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر، قبل نقلها إلى معبر رفح الحدودي مع غزة. [خالد دسوقي/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

أكدت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور، عقب زيارة قامت بها مؤخرا إلى مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء المصرية، أن المدينة أصبحت "المركز الإنساني الجديد لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة".

وخلال سلسلة من المقابلات بعد زيارة قامت بها يوم الثلاثاء، 5 كانون الأول/ديسمبر إلى العريش، قالت باور إنه "على هذا النحو، تلعب العريش دورا حاسما وتحتاج إلى توسيع"، وتعهدت باسم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بتقديم أكثر من 21 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الجديدة.

خلال الحرب بين إسرائيل وحماس، "برزت مصر كلاعب إقليمي حيوي ووسيط أساسي ونقطة وصول رئيسة للمساعدات الإنسانية إلى غزة، وفقا لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومقره الولايات المتحدة.

واعتبر المركز أنه "بالنظر إلى المستقبل، من المرجح أن ينمو دور مصر"، وجاء هذا الإعلان خلال زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى واشنطن يوم الخميس للقاء مسؤولين حكوميين والمشاركة في حدث مع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

تفريغ المساعدات لغزة على مدرج مطار العريش المصري في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. [خالد دسوقي/وكالة الصحافة الفرنسية]
تفريغ المساعدات لغزة على مدرج مطار العريش المصري في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. [خالد دسوقي/وكالة الصحافة الفرنسية]
عسكريون أميركيون في مصر يفرغون المساعدات المخصصة لغزة عبر النقل العسكري في 28 تشرين الثاني/نوفمبر. [القيادة المركزية الأميركية]
عسكريون أميركيون في مصر يفرغون المساعدات المخصصة لغزة عبر النقل العسكري في 28 تشرين الثاني/نوفمبر. [القيادة المركزية الأميركية]

ولفت مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أنه "بينما يسعى العالم إلى تجاوز الصراع المباشر، ستكون مصر قناة حيوية لمساعدات إعادة الإعمار ومن المرجح أن تكون ضمانة رئيسة لأي ترتيب سياسي يظهر في غزة".

وقالت باور خلال مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية يوم الأربعاء، "لقد بنت مصر خلال الشهر الماضي مركزا إنسانيا لضمان وصول أكبر قدر ممكن من الإمدادات الإنسانية إلى غزة".

وأضافت "معظم السكان في غزة يعتمدون حاليا، وبشكل كامل، على المساعدات الإنسانية".

"لذلك قمت بزيارة المركز في العريش للنظر فيما يمكننا القيام به معا لدعم المصريين، ودعم شركائنا في المجال الإنساني، إضافة إلى إيصال المزيد من الغذاء والدواء والمأوى والدعم النفسي الاجتماعي للأشخاص الذين يعانون كثيرا داخل غزة".

وتابعت، هذا الجهد يتطلب التعاون "ليس فقط من جانب المصريين، الذين يستضيفون كل هذه الإمدادات، ولكن أيضا من جانب إسرائيل، المستعدة للسماح للعاملين في المجال الإنساني بالتحرك بحرية أكبر بعد التفتيش قبل دخولهم غزة".

وأشارت باور أيضا إلى أنه من أجل الحفاظ على تدفق المساعدات الدولية إلى غزة عبر معبر رفح وزيادته، "يجب توسيع هذا المركز في مصر".

قصارى جهودنا

رأت باور أنه "يتعين على الجهات المانحة والدول التي لديها الموارد أن تقدم في الواقع المزيد من المساعدات الإنسانية والمزيد من الأموال"، داعية "كل دولة إلى بذل المزيد من الجهد".

وأضافت "إلى هذا، يجب أن يكون التفتيش عند الجانب الإسرائيلي أسرع بكثير، ويجب أن تكون الشاحنات قادرة على التحرك بسرعة أكبر إلى غزة بالإضافة إلى ضمان أمن الأشخاص الذين يقدمون هذه المساعدة".

وفي مقابلة أجرتها معها شبكة سي أن بي سي يوم الأربعاء، أشارت باور إلى أن حركة المرور التجارية تحتاج إلى الوصول إلى غزة بالإضافة إلى حركة المساعدات الإنسانية ليكون استئناف التجارة جزءا من حل طويل الأمد للأزمة.

وأردفت "لكننا بحاجة أيضا إلى تسريع تدفق المساعدات، وقد رأيت مئات الشاحنات بالقرب من معبر رفح أمس، كل شاحنة منها تحمل بطانيات وأدوية وأشياء الحاجة ماسة إليها".

ولفتت إلى انه "من الضروري أن تكون تلك الشاحنات في غزة وليس في مصر، لكن ثمة تأخير كبير يحدث". "وهذا ما تفعله الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، أي العمل مع الإسرائيليين والمصريين وآخرين لتسريع الإجراءات".

وفي حديثها يوم الثلاثاء في مطار العريش، أكدت باور أن "الولايات المتحدة تبذل الآن كل ما في وسعها لدفع هذا التقدم".

لكنها قالت إن هذا الأمر يتطلب ثلاثة أمور: حماية المدنيين الفلسطينيين، ومواصلة زيادة المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، وزيادة "الموارد والأموال والإمدادات التي نقدمها للمدنيين الأبرياء".

وتابعت باور، "منذ بداية الصراع، عمل الرئيس [جو] بايدن والمسؤولون في إدارته على إزالة العقبات الدبلوماسية، والتنقل بين الخدمات اللوجستية المعقدة، والعمل على حل القضايا التي تظهر يوميا لإيصال أكبر كمية ممكنة من المساعدات إلى غزة"..

واعتبرت أنه "سيكون من الضروري أن تعيد إسرائيل فتح الباب أمام وصول السلع التجارية، وتوسيع استجابة المجتمع الإنساني واستعادة الخدمات الأساسية، لا سيما إمدادات المياه والوقود الإضافية".

وقالت باور "إننا متشوقون للغاية لرؤية هدنة أخرى حتى يتسنى تدفق المزيد من المساعدات الإنسانية ، ما يسمح بإطلاق سراح المزيد من الرهائن. كما أن الولايات المتحدة تعمل بنشاط من أجل ذلك".

وأضافت "التحدي الآن هو أن العديد من قادة حماس الذين يقفون وراء قتل وخطف الإسرائيليين ما يزالون أحرارا. ومرة أخرى، فإن الهدنة الإنسانية أمر حيوي، لكن من الضروري أيضا ألا تتمكن حماس من فعل ما فعلته مرة أخرى في 7 تشرين الاول/أكتوبر".

وفي 28 تشرين الثاني/نوفمبر، أرسلت الولايات المتحدة ثلاث طائرات عسكرية تحمل أكثر من 27 طنا من إمدادات الأمم المتحدة إلى مصر خلال هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحماس.

وتأتي هذه المساعدات بالإضافة إلى أكثر من 500 ألف رطل من المساعدات الغذائية الأميركية التي تم تسليمها الأسبوع الماضي.

’مؤشرات واعدة‘ لوصول المساعدات

قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، الخميس، إنه يرى مؤشرات واعدة على احتمال فتح معبر رئيس من إسرائيل إلى غزة قريبا للسماح بدخول المساعدات، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقبل 7 تشرين الأول/أكتوبر واندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، كانت يدخل إلى غزة عبر نقطة تفتيش كرم أبو سالم 60 في المائة من السلع.

وأوضح غريفيث إنه ظهرت دلائل في الأيام الأخيرة على أن إسرائيل ومصر أصبحتا أكثر قبولا لفكرة إعادة فتح معبر كرم أبو سالم تدريجيا.

ويقع المعبر على الحدود الثلاثية بين إسرائيل وغزة ومصر.

وقال غريفيث "ما زلنا نتفاوض، وثمة بعض المؤشرات الواعدة في الوقت الحالي" بأن الوصول عبر معبر كرم أبو سالم سيكون ممكنا قريبا.

لكن اسرائيل قالت لاحقا لوكالة الصحافة الفرنسية أنها لن تسمح سوى بتفتيش شاحنات المساعدات هناك قبل توجيه الامدادات نحو معبر رفح بين مصر وغزة.

وقال متحدث باسم هيئة وزارة الدفاع الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الاراضي الفلسطينية (كوغات) "سنسمح بفحص أمني لشاحنات المساعدات الإنسانية عند معبر كرم أبو سالم، ولكن ليس عبور الشاحنات إلى غزة".

وأضاف غريفيث أنه تدور أيضا نقاشات حول إمكانية توصيل المساعدات إلى غزة من الأردن، عبر معبر جسر اللنبي إلى الضفة الغربية.

وأضاف أن ممثلا في الأردن "يقوم بالفعل بتجهيز عمليات تسليم المساعدات المحتملة برا... من الأردن عبر جسر اللنبي مباشرة إلى كرم أبو سالم".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *