أمن

ضربات انتقامية أميركية ضد مواقع مرتبطة بإيران في شرقي سوريا

كانت هذه المرة الثالثة في أقل من 3 أسابيع التي استهدف فيها الجيش الأميركي مواقع مرتبطة بإيران ووكلائها في سوريا.

عناصر من قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يشاركون في مناورات عسكرية بمحافظة دير الزور الشرقية بتاريخ 25 آذار/مارس 2022. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]
عناصر من قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يشاركون في مناورات عسكرية بمحافظة دير الزور الشرقية بتاريخ 25 آذار/مارس 2022. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |

نفذت الولايات المتحدة ضربات ضد موقعين تابعين لإيران في سوريا مساء الأحد، 12 تشرين الثاني/نوفمبر، ردا على هجمات نفذت على القوات الأميركية، حسبما ذكر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.

وكانت هذه المرة الثالثة في أقل من 3 أسابيع التي استهدف فيها الجيش الأميركي مواقع في سوريا مرتبطة بإيران، علما أن هذه الأخيرة تدعم جماعات مسلحة متعددة في المنطقة تهاجم الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي.

وقال أوستن في بيان إن "قوات الجيش الأميركي نفذت ضربات دقيقة اليوم على منشآت في شرق سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة لإيران، وذلك ردا على الهجمات المتواصلة ضد الجيش الأميركي في العراق وسوريا".

وتابع أن "الضربات استهدفت منشأة تدريبية ومقرا آمنا بالقرب من بلدتي ألبوكمال والميادين على التوالي".

عنصر من قوات سوريا الديموقراطية يحمّل حزام رشاش على مركبته في البصيرة بمحافظة دير الزور في 4 أيلول/سبتمبر. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]
عنصر من قوات سوريا الديموقراطية يحمّل حزام رشاش على مركبته في البصيرة بمحافظة دير الزور في 4 أيلول/سبتمبر. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

وذكر أن الطائرات الحربية الأميركية نفذت ضربة على منشأة لتخزين الأسلحة تابعة لإيران في شرق سوريا في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، ردا على الهجمات التي استهدفت الجنود الأميركيين.

وتسعى الولايات المتحدة جاهدة لمنع إيران ووكلائها من تحويل الحرب بين حماس وإسرائيل إلى حرب إقليمية.

وقال أوستن في بيان إن "الجيش الأميركي نفذ ضربة للدفاع عن النفس على منشأة في شرق سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له".

وأضاف أن "هذه الضربة نفذت بطائرتي إف-15 أميركيتين ضد منشأة لتخزين الأسلحة".

وأوضح أن "هذه الضربة الدقيقة للدفاع عن النفس جاءت ردا على سلسلة من الهجمات التي طالت عناصر الجيش الأميركي في العراق وسوريا ونفذها أتباع فيلق القدس التابع للحرس الثوري".

ونقلت صحيفة واشنطن بوست على لسان أوستن قوله "نحث على عدم التسبب بأي تصعيد".

وأضاف أن الرئيس الأميركي جو بايدن "ليس له أولوية أعلى من سلامة الجنود الأميركيين".

وأكد أوستن أن الولايات المتحدة "مستعدة تماما لاتخاذ المزيد من الإجراءات الضرورية لحماية شعبنا ومنشآتنا".

’رسالة واضحة جدا‘

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية إن الضربة تم تضمينها "برسالة واضحة جدا عبر قنوات متعددة".

وأضاف أن "مفاد الرسالة الموجهة إلى كبار القادة الإيرانيين أننا ʼنريد منكم أن تصدروا توجيهات لوكلائكم وميليشياتكم بالتوقف عن مهاجمتناʻ".

وفي هذا الإطار، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن غارة الأربعاء أسفرت عن مقتل 9 أشخاص ينتمون إلى جماعات مدعومة من إيران في محافظة دير الزور الشرقية.

وأكد مسؤول عسكري أميركي رفيع أن الموقع في محافظة دير الزور كان تحت المراقبة حتى تتمكن الولايات المتحدة من اختيار وقت لتنفيذ الضربة "بأقل عدد ممكن من الضحايا".

وكان الجيش الأميركي قد استهدف منشأتين في سوريا في 26 تشرين الأول/أكتوبر قال إنهما تستخدمان من قبل الحرس الثوري والجماعات التابعة له، لكنه قدر أن تلك الضربات لم تتسبب في وقوع إصابات.

وفي هذا السياق، قال مسؤول أميركي لموقع المونيتور يوم الاثنين إن قواعد التحالف الدولي في سوريا تعرضت لـ 4 هجمات منفصلة بالصواريخ والمسيرات منذ أن نفذ الجيش الأميركي الغارات الجوية يوم الأحد.

وذكر أن القوات الأميركية تعرضت للهجوم 52 مرة على الأقل في العراق وسوريا منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر.

تصاعد الهجمات على القوات الأميركية

ويرتبط تصاعد الهجمات ضد القوات الأميركية بالحرب بين إسرائيل وحماس والتي اندلعت عندما نفذت الحركة الإرهابية هجوما صادما عبر الحدود من غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم من المدنيين.

واحتجزت حماس أيضا أكثر من 200 رهينة.

ورد الجيش الإسرائيلي بهجوم جوي وبري وبحري على غزة.

يُذكر أن نحو 2500 جندي أميركي يتواجدون في العراق، كما يتواجد نحو 900 جندي في سوريا، في إطار الجهود المبذولة لمنع ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جديد.

وسيطر تنظيم داعش سابقا على مساحات كبيرة من الأراضي في كلا البلدين، ولكن تم التصدي له من قبل القوات البرية المحلية التي دعمت بضربات جوية للتحالف الدولي في صراع دموي دام سنوات عدة.

وفي حادثة أخرى مرتبطة بالحرب بين إسرائيل وحماس، أكد مسؤولون أميركيون يوم الأربعاء أن الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن أسقطوا طائرة مسيرة أميركية.

ويعارض الحوثيون القوات الحكومية في اليمن ويشكلون جزءا مما يسمى "محور المقاومة" المؤلف من جماعات مناهضة لإسرائيل.

وأعلنوا مسؤوليتهم عن عدة هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل خلال حربها مع حماس، وقد اعترضت البحرية الأميركية الشهر الماضي صواريخ أطلقتها الجماعة المتمركزة في اليمن.

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله

وفي سياق منفصل، قال المرصد السوري إن غارات جوية إسرائيلية استهدفت يوم الأربعاء مواقع تابعة لحزب الله اللبناني قرب دمشق، ما أسفر عن مقتل 3 مقاتلين موالين لإيران.

وقصفت إسرائيل سوريا عدة مرات في الشهر الماضي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية على خلفية الحرب بين حماس وإسرائيل.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "3 مقاتلين غير سوريين موالين لإيران قتلوا في غارات إسرائيلية على مزارع ومواقع أخرى تابعة لحزب الله قرب عقربا والسيدة زينب".

وأوضح المرصد إن عقربا تضم مطارا عسكريا يبعد أكثر من 10 كيلومترات عن مطار دمشق الدولي.

وأضاف أن إسرائيل قصفت أيضا مواقع سورية للدفاع الجوي في محافظة السويداء الجنوبية.

وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في جنوبي سوريا، ما تسبب بأضرار مادية.

والشهر الماضي، أدت الغارات الإسرائيلية إلى خروج المطارين الرئيسيين في سوريا بدمشق وحلب عن الخدمة لمرات عدة خلال أسبوعين.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *