أمن
إعادة تموضع الميليشيات الخاضعة للحرس الثوري في شرقي الفرات
قامت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في أعقاب الضربات الأميركية الانتقامية، بتغيير مواقع مقاتليها وأسلحتها في شرقي نهر الفرات.
أنس البار |
لا تزال الميليشيات المدعومة من إيران في شرقي سوريا بحالة تأهب منذ منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر، عندما شنت القوات الأميركية عدا من الضربات الانتقامية عليها ردا على سلسلة هجمات طالت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي.
وقالت مصادر محلية إن الجماعات المسلحة التابعة لإيران قامت ردا على الضربات الأميركية، بتغيير مواقع مقاتليها وأسلحتها، فنقلتهم إلى مناطق شرقي نهر الفرات بالقرب من الحدود مع العراق.
وذكرت مصادر في شبكة عين الفرات أن حافلات تحمل عشرات من عناصر الميليشيات العراقية التابعة لإيران عبرت خلال الأسابيع الماضية من العراق إلى سوريا عبر منفذي ألبوكمال والهري الحدوديين.
وأوضحت المصادر لموقع الفاصل أن هذا التحرك جرى تحت إشراف ضباط من الحرس الثوري الإيراني، علما أن الميليشيات الخاضعة للحرس الثوري عملت على نقل المزيد من المقاتلين إلى المنطقة لتعزيز تواجدها.
وتابعت أنه تم نشر عناصر الميليشيات المدربين من قبل ضباط إيرانيين بالحرس الثوري في الصحراء المحيطة بالميادين، في عدة مناطق بمحافظة دير الزور.
واستولت الميليشيات على بعض المنازل في أحياء دير الزور السكنية، فحولتها إلى ثكنات ومقرات للاجتماعات ونقاط عسكرية، كما استخدمتها لتخزين السلاح أو إطلاق الصواريخ أرض-أرض قصيرة المدى، بحسب ما جاء في عدد من التقارير.
وأضطر الكثير من الأهالي لمغادرة أحيائهم في تلك المناطق خشية استخدامهم كدروع بشرية من قبل الميليشيات.
وقالت مصادر محلية إن الميليشيات تجري دوريات في المنطقة لمراقبة الحركة العامة في الشوارع والأسواق، وذلك في استعراض للقوة هدفه تعزيز نفوذها وبسط المزيد من السيطرة في دير الزور.
هجمات استفزازية
هذا وقد تعرضت مصالح الولايات المتحدة والتحالف الدولي في سوريا والعراق لسلسلة من الهجمات الاستفزازية التي نفذها وكلاء إيران على خلفية الحرب المتواصلة في غزة بين إسرائيل وحماس.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية يوم الجمعة، 17 تشرين الثاني/نوفمبر، أن القوات الأميركية المنتشرة في العراق وسوريا تعرضت لأكثر من 55 هجوما منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، ما تسبب بإصابات طفيفة لعشرات الجنود الأميركيين.
وبين 19 تشرين الأول/أكتوبر و12 تشرين الثاني/نوفمبر، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 29 هجوما نفذته الميليشيات المدعومة من إيران على قواعد التحالف الدولي في مناطق مختلفة في سوريا.
وشمل ذلك 6 هجمات طالت معسكر التنف في جنوب سوريا و5 هجمات على حقل العمر النفطي و4 هجمات على حقل كونيكو للغاز في دير الزور، وهجوما على روباريا عند أطراف المالكية، حسبما ذكر المرصد.
وأضاف المرصد أن الهجمات شملت أيضا 5 هجمات على قاعدة خراب الجير في الرميلان و6 هجمات على قاعدة الشدادي وهجوما على قاعدة تل بيدر في محافظة الحسكة وهجوما على قاعدة قسرك.
وتبنت ما تسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي واجهة لتحالف يضم ميليشيات عراقية مدعومة من إيران، هجمات عدة بما فيها تلك التي وقعت في سوريا مؤخرا.
وفي بيان نشر يوم السبت على تطبيق تلغرام، قال المتحدث باسم كتائب حزب الله علي العسكري إن الهجمات التي نفذتها المقاومة الإسلامية في العراق تأتي في إطار "استراتيجية استنزاف".
ʼغرف عملياتʻ
وتؤكد شبكة عين الفرات أن وكلاء إيران أنشأوا غرفة عمليات "لإدارة العمليات العسكرية" في دير الزور.
وتعد هذه ثاني غرفة عمليات يقوم الحرس الثوري الإيراني بإنشائها منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بعد شن الحركة هجوما إرهابيا عنيفا على إسرائيل.
وتم إنشاء غرفة العمليات الأولى في لبنان بتاريخ 10 تشرين الأول/أكتوبر، بحسب إعلان صدر عن المقاومة الإسلامية في العراق.
وذكرت شبكة عين الفرات في تقرير صدر في 4 تشرين الثاني/نوفمبر، أن الحرس الثوري جنّد العشرات من المقاتلين المحليين لميليشياته في المنطقة الواقعة شرقي الفرات.
وجاء في التقرير أن الحرس الثوري أخضعهم منذ أيلول/سبتمبر الماضي لتدريبات مكثفة على استخدام الأسلحة الرشاشة وكيفية زرع العبوات الناسفة.
وقالت الشبكة إن الحرس الثوري يعتمد أكثر فأكثر على المجندين الجدد لإطلاق الضربات الصاروخية، لافتة إلى أنه بحسب مصادرها تم عقد اجتماع سري في منتصف تشرين الأول/أكتوبر بين قادة الجماعات السورية ومسؤولين في الحرس الثوري.
وأوضحت المصادر أن الهدف من الاجتماع كان البحث في كيفية تنفيذ هجمات جديدة من دون التعرض لقصف انتقامي.
عقوبات على كتائب حزب الله
هذا وكشفت الولايات المتحدة يوم الجمعة عن عقوبات ضد 7 أشخاص قالت إنهم تابعون لميليشيات موالية لإيران ومسؤولة عن الهجمات التي طالت مؤخرا قواعدها العسكرية في المنطقة.
حيث قالت وزارة الخزانة الأميركية إنها فرضت عقوبات على 6 أفراد تابعين لكتائب حزب الله وعلى قائد جماعة أخرى موالية لإيران في العراق ذكرت واشنطن أنها أيضا متورطة في الهجمات ضد القوات الأميركية.
وذكرت الخزانة أن كتائب حزب الله تحصل على التدريب والتمويل والدعم من الحرس الثوري الإيراني وهي "مسؤولة عن سلسلة الهجمات الأخيرة ضد الولايات المتحدة وشركائها في العراق وسوريا في أعقاب الهجمات المروعة التي نفذتها حماس ضد إسرائيل".
وأسفرت الهجمات التي نفذتها الجماعة الإرهابية الفلسطينية المدعومة من إيران جنوبي إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، عن مقتل 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وفي العراق، حذر مراقبون من الانخراط المتزايد للجماعات المسلحة العراقية في الأعمال العدائية ضد القوات الأميركية سواء الموجودة على الأراضي العراقية أو في سوريا.
وذكروا أن ذلك يشكل انتهاكا للسيادة والمصالح العراقية والقوانين الوطنية التي تمنع استخدام الأراضي العراقية كمنطلق لتهديد المنطقة.
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري أعياد الطوفان للفاصل إن "على الحكومة العراقية اتخاذ ما يلزم للجم وكلاء إيران انطلاقا من حرصها على منع البلاد من الانزلاق في نزاع إقليمي خطير".
وأضاف أن "القوات الأميركية موجودة بطلب من العراق وإن بغداد مسؤولة عن توفير الغطاء الأمني لتلك القوات".
وشدد على ضرورة "الوقوف بحزم ضد كل الوكلاء [الإيرانيين] وعرقلة أنشطتهم وتحركاتهم المثيرة للتصعيد واستغلالهم للتوترات لخلق الفوضى".
عاشت الجمهورية الاسلامية وقوى المقاومة ضد الامبريالية الأمريكية وحليفتها اسرائيل الصهيونية والنصر قادم لامحالة بأذن الله على امريكا عدوة الشعوب ووكر الشيطان الأكبر