أمن

الولايات المتحدة تكثف الجهود العسكرية والدبلوماسية لردع وكلاء إيران

تسعى الولايات المتحدة لتعزيز وضعية القوة في مختلف أنحاء المنطقة لمنع الجهات الرسمية أو غير الرسمية من تصعيد الحرب لتمتد إلى خارج غزة.

عناصر من قوات البحرية التابعون للوحدة الاستكشافية البحرية 26 يجرون تدريبات قناصة على متن السفينة الهجومية البرمائية يو إس إس باتان في خليج عدن بتاريخ 18 تشرين الأول/أكتوبر. [البحرية الأميركية]
عناصر من قوات البحرية التابعون للوحدة الاستكشافية البحرية 26 يجرون تدريبات قناصة على متن السفينة الهجومية البرمائية يو إس إس باتان في خليج عدن بتاريخ 18 تشرين الأول/أكتوبر. [البحرية الأميركية]

فريق عمل الفاصل |

من الأهداف الأساسية للولايات المتحدة وسط الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس منع أية جهات رسمية أو غير رسمية من تصعيد الأزمة بحيث تمتد إلى خارج غزة، وذلك عبر جهود عسكرية ودبلوماسية على حد سواء.

وتهدف وزارة الدفاع الأميركية في الشرق الأوسط إلى حماية قوات الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، حسبما ذكر المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر خلال إحاطة في 6 تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال رايدر إن الولايات المتحدة تهدف إلى تأمين المساعدة الأمنية لإسرائيل في ظل سعيها لمواجهة أية هجمات إرهابية من جانب حماس، والتنسيق مع إسرائيل للمساعدة في تأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين من قبل الحركة.

وتابع أنها تسعى أيضا إلى تعزيز وضعية القوة في مختلف أنحاء المنطقة لمنع أي جهات رسمية أو غير رسمية من تصعيد الأزمة بحيث تمتد إلى خارج غزة.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مطار بغداد الدولي بعد لقائه رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني في 5 تشرين الثاني/نوفمبر. [جوناثان إرنست/وكالة الصحافة الفرنسية]
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مطار بغداد الدولي بعد لقائه رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني في 5 تشرين الثاني/نوفمبر. [جوناثان إرنست/وكالة الصحافة الفرنسية]
وصلت حاملة الطائرات دوايت د. أيزنهاور إلى الشرق الأوسط في إطار تعزيز الولايات المتحدة وضعية القوة الإقليمية وسط الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. [الجيش الأميركي]
وصلت حاملة الطائرات دوايت د. أيزنهاور إلى الشرق الأوسط في إطار تعزيز الولايات المتحدة وضعية القوة الإقليمية وسط الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. [الجيش الأميركي]

ويشمل تعزيز وضعية القوة هذه نشر غواصة من فئة أوهايو وحاملتي الطائرات يو يو إس إس جيرالد آر فورد ويو إس إس دوايت دي أيزنهاور.

وقال رايدر إن تواجد حاملتي الطائرات في المنطقة "يعزز القدرات إلى حد كبير ولا سيما القدرة على دعم مجموعة واسعة من حالات الطوارئ، وذلك في ظل جهودنا الرامية إلى منع توسع الصراع وتأمين الحماية للقوات".

وعززت جهود الردع الأميركية هذه من خلال الانتشار الأخير للوحدة الاستكشافية البحرية الـ 26 والتي باتت اليوم على متن السفينة الهجومية البرمائية يو إس إس باتان في المنطقة.

وفي محادثة جرت في 5 تشرين الثاني/نوفمبر مع وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد ج. أوستن مجددا على التزام الولايات المتحدة بمنع أية جهة رسمية أو غير رسمية من تصعيد الصراع.

هجمات على القوات الأميركية

وخلال الأسابيع الماضية، نفذ وكلاء إيران هجمات بمسيرات وصواريخ استهدفت القوات الأميركية في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق وقاعدة التنف في سوريا.

وأوضح رايدر أنه تم تسجيل "20 هجوما في العراق و18 في سوريا، أي بإجمالي 38 هجوما" منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر.

ومنذ أن كشف عن هذا الرقم، حصلت هجمات أخرى إضافية.

حيث استهدفت 3 مسيرات في 7 تشرين الثاني/نوفمبر قاعدة عسكرية بمطار إربيل في العراق تستضيف قوات من التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بقيادة الولايات المتحدة، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال مسؤول عسكري أميركي إن الهجوم لم يسفر عن "أية إصابات أو أضرار في البنية التحتية".

وتبنت الهجوم جماعة تعرف بـ "المقاومة الإسلامية في العراق" على قنوات تلغرام تابعة لفصائل عراقية مقربة من طهران. وتبنت الجماعة نفسها غالبية الهجمات التي نفذت مؤخرا.

وفي زيارة لبغداد بتاريخ 5 تشرين الثاني/نوفمبر، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الهجمات التي ربطتها واشنطن بإيران "غير مقبولة إطلاقا".

منع تمدد الحرب

ومن الأهداف الأساسية لجهود بلينكن الدبلوماسية منع تمدد الحرب إلى جبهات أخرى ولا سيما لبنان، حيث يعتبر حزب الله المدعوم من إيران مسلحا أكثر بكثير من حماس، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي حين لم يعلن المسؤولون الأميركيون عن إحراز تقدم، إلا أن بعض المراقبين اعتبروا الخطاب الذي طال انتظاره والذي ألقاه أمين عام حزب الله حسن نصر الله يوم الجمعة تجنبا لمزيد من المواجهات المباشرة.

وقال جيمس جيفري، وهو دبلوماسي أميركي قاد سابقا الجهود ضد داعش، إن بلينكن يخوض مهمة منع التصعيد من جانب القوات الموالية لإيران.

وذكر جيفري الذي يرأس اليوم برنامج الشرق الأوسط بمركز ويسلن أن الرد الإسرائيلي الشرس على حماس في غزة شكّل بحد ذاته رادعا لحزب الله وإيران، كما شكّل رسالة مفادها "سنعاملكم بالطريقة نفسها وأسوأ منها حتى" في حال حصل تصعيد.

وفي هذا السياق، قال غازي فيصل حسين مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية لموقع الفاصل إن "المنطقة ستواجه سيناريو كارثيا في حال اعتمدت الشبكات الإيرانية التابعة لإيران خيار التصعيد والحرب على أكثر من جبهة".

وتابع أن القصف المتواصل للقواعد التي تضم قوات التحالف الدولي في العراق وسوريا يشكل "مؤشرا خطيرا لتدهور محتمل للوضع الإقليمي في أية لحظة".

وأضاف أن تواصل الهجمات قد يعرض هذه الفصائل التابعة لإيران مع زعمائها ومقراتها "لخطر الاستهداف".

وذكر أن الولايات المتحدة بينت للإيرانيين وحلفائهم بوضوح أن "تبعات التصعيد وتوسع الجبهات ستكون وخيمة وأي اعتداء أو انتهاك سيقابل برد حازم".

وكلاء النظام الإيراني في المنطقة

وقال حسين للفاصل إن طهران تنشر المعلومات الدعائية الخاطئة والمضللة بشأن "المقاومة" وتصور نفسها على أنها "قائد حركات المقاومة وتنشر هذه الشعارات لأغراض تخدم أجندتها".

وتابع أن النظام يسعى إلى توسيع هيمنته وفرض سيطرته على المنطقة.

وأضاف "من أجل تحقيق أهدافه، لا يحبذ إطلاقا الدخول في أي حرب مباشرة مع المجتمع الدولي قد تكون كلفتها عالية جدا".

وذكر أن إيران "مدركة تماما لعجزها ومدى الأضرار والهزيمة التي قد تلحق بها في حال قررت التدخل مباشرة".

ولكنه قال في الوقت عينه أنها دفعت الجماعات التابعة للحرس الثوري الإيراني، والتي يزيد عددها عن 30 جماعة، إلى الواجهة، "بحيث تتمكن في نهاية المطاف من التهرب من المسؤولية وعدم تحمل أية أعباء وتكاليف".

وأوضح أن هذه الجماعات المسلحة تقوض سيادة الدول حيث تنتشر ولا تعتمد "مبدأ الولاء للوطن والدفاع عن المصالح الوطنية" في أفعالها.

وأكد "في نهاية المطاف إنها تأخذ أوامرها من إيران"، وتأتي التعليمات التي تطبقها من المرشد الإيراني علي خامنئي.

ساهم أنس البار في إعداد هذا التقرير

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *