أمن
تصعيد محتمل للصراع إثر تزايد هجمات المقاتلين المدعومين من إيران على القوات الأميركية
توعدت الولايات المتحدة بالرد على هجوم قاتل في الأردن، وهو الهجوم الأحدث في عدد متزايد من الهجمات التي ينفذها المقاتلون المدعمون من إيران ضد القوات الأميركية والقوات الحليفة في المنطقة.
فريق عمل الفاصل |
قد تؤدي الزيادة في هجمات المقاتلين المدعومين من إيران على القوات الأميركية في المنطقة وآخرها هجوم قاتل نفذ بمسيرة في الأردن، إلى تصعيد ملحوظ في الصراع الإقليمي الراهن في ظل توعد الولايات المتحدة بالانتقام من المسؤولين عن تلك الهجمات.
وألقت الولايات المتحدة باللائمة على المقاتلين المدعومين من إيران في هجوم نفذ بمسيرة على قاعدة في شمالي شرقي الأردن بالقرب من الحدود السورية، علما أن الهجوم أسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة 34 آخرين في وقت متأخر من يوم السبت، 27 كانون الثاني/يناير.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان يوم الأحد "نعرف أن الهجوم نفذ من قبل جماعات مسلحة متشددة مدعومة من إيران في سوريا والعراق".
وتوعد بـ "محاسبة كل المسؤولين في الوقت وبالطريقة التي نختارها".
وبدوره، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان منفصل إن الميليشيات المدعومة من إيران هي المسؤولة، مؤكدا "سنتخذ كافة الإجراءات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا ومصالحنا".
وتبنت جماعة تطلق على نفسها اسم المقاومة الإسلامية في العراق وهي مظلة تندرج ضمنها كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وغيرها من الميليشيات المدعومة من إيران، الهجمات على 3 قواعد ومن بينها قاعدة تقع على الحدود بين الأردن وسوريا.
ودان وزير خارجية المملكة المتحدة ديفيد كاميرون في منشور على تطبيق إكس الهجوم "الذي شنته الميليشيات التابعة لإيران"، مطالبا "إيران بخفض التصعيد في المنطقة".
وبدورها، قام الأردن "باستنكار الهجوم الإرهابي" الذي استهدف "القوات الأميركية التي تتعاون مع الأردن في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية بترا.
وفي هذا السياق، طالب العراق يوم الاثنين "بوقف دوامة العنف" في الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في بيان "تستنكر الحكومة العراقية التصعيد المستمر"، مضيفا أنها على استعداد "للعمل على رسم قواعد تعامل أساسية تجنب المنطقة المزيد من التداعيات والحيلولة دون اتساع دائرة الصراع".
يُذكر أن القوات الأميركية تعمل في القاعدة التي تعرف باسم البرج 22 بالقرب من حدود الأردن مع العراق وسوريا.
ووفق القيادة المركزية الأميركية، تضم القاعدة نحو 350 فردا من الجيش وسلاح الجو الأميركي يقومون بأدوار دعم من بينها مهام لصالح التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وتدعم قاعدة البرج 22 قاعدة التنف التي تقع على الجانب الآخر من الحدود السورية والتي تتعرض لهجمات متكررة من جانب المقاتلين المدعومين من إيران منذ سنوات.
نفي إيران يفتقر للمصداقية
وقالت إيران يوم الاثنين إن ليس لها أي علاقة بالهجوم على القاعدة الحدودية النائية في الأردن وأنكرت الاتهامات بأنها دعمت الجماعات المسلحة المسؤولة عن الضربة.
وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان أن "جمهورية إيران الإسلامية لا تريد توسع الصراع في المنطقة"، مضيفا أن طهران "ليست متورطة في قرارات فصائل المقاومة".
وكانت إيران قد قالت في السابق إنها ترى أن "من واجبها" دعم ما تسميها "فصائل المقاومة" في المنطقة، لكنها تصر على أن هذه الأخيرة "مستقلة" في قراراتها وأفعالها.
ويفتقر نفي إيران تورطها في الهجمات للمصداقية نظرا للتمويل المباشر الذي تحصل عليه تلك الجماعات من طهران والتدريبات والأسلحة التي تتلقاها من الحرس الثوري الإيراني.
يُذكر أن التوترات تصاعدت في المنطقة عقب الهجوم الإرهابي لحركة حماس التي تعد وكيلا لإيران على إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وأشادت طهران بهجوم حماس واصفة إياها بأنه "ناجح"، إلا أنها نفت أي تورط لها رغم تزويدها الحركة بالتمويل والتدريب على مدى سنوات.
ووفقا للبنتاغون، فقد تعرضت القوات الأميركية والقوات الحليفة في العراق وسوريا منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر للاستهداف في نحو 160 هجوما، فيما نفذت واشنطن ضربات انتقامية في كلا البلدين.
وتبنت جماعة المقاومة الإسلامية في العراق المزعومة العديد من الهجمات على الجنود الأميركيين.
وأدى أحد هذه الهجمات في سوريا بأواخر كانون الأول/ديسمبر إلى تسليط الضوء على تقويض مثل هذه الهجمات العشوائية جهود محاربة تنظيم داعش وتسببها بسقوط ضحايا بين المدنيين وبأضرار بالممتلكات.
هذا ويشهد لبنان أعمال عنف تورطت فيها الجماعات المدعومة من إيران، إذ يتم تبادل إطلاق النيران عبر الحدود بصورة شبه يومية بين حزب الله وإسرائيل.
ومنذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، يقوم الحوثيون في اليمن الذين يتلقون دعما كبيرا من إيران، بمهاجمة ومضايقة السفن التي تعبر ممرات الشحن الدولي في البحر الأحمر.
وقد تسببت الهجمات على السفن التجارية الدولية بتعطيل كبير في التجارة البحرية وحركة الشحن العالمية وأدت إلى زيادة في أسعار النفط والسلع الحيوية الأخرى .
وردعا على هجمات الحوثيين، نفذ الجيشان الأميركي والبريطاني ضربات ضد قواعد الحوثيين في اليمن.
وأدرجت الحكومة الأميركية في 17 كانون الثاني/يناير الحوثيين مجددا على لائحة الكيانات "الإرهابية" على خلفية هجماتهم المتكررة ضد الشحن الدولي في البحر الأحمر.
ومع أن طهران لا تعترف بأنها تسلح الحوثيين وتمولهم، إلا أن النظام الإيراني قدم علنا دعمه التام للجماعة وأغدق عليها بالثناء على الفوضى التي تحدثها في البحر الأحمر.
نفذ الحوثيون "عملا ممتازا فعلا"، حسبما أعلنه المرشد الإيراني علي خامنئي في كلمة يوم 16 كانون الثاني/يناير.