أمن

العراق يلاحق الميليشيات المدعومة من إيران بعد هجمات مرتبطة بحرب حماس

قد تكون الهجمات التي تنفذها الميليشيات التي تعمل بالوكالة عن إيران والتي تهدف لتوسع الصراع بين إسرائيل وحماس ، قد يكون لها تداعيات ’كارثية‘ على العراق.

امرأة عراقية ترفع علم ميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران خلال مسيرة لإحياء يوم القدس في شارع أبو نواس ببغداد يوم 29 نيسان/أبريل 2022. [صباح عرار/وكالة الصحافة الفرنسية]
امرأة عراقية ترفع علم ميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران خلال مسيرة لإحياء يوم القدس في شارع أبو نواس ببغداد يوم 29 نيسان/أبريل 2022. [صباح عرار/وكالة الصحافة الفرنسية]

أنس البار |

على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس، شنت الجماعات التابعة لإيران هجمات استفزازية على القواعد العراقية التي تستضيف أعضاء التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ومنذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، شن وكلاء إيران ما لا يقل عن 12 هجوما بالصواريخ والطائرات المسيرة على قاعدة عين الأسد في غربي العراق وقاعدة حرير في شمال البلاد، ما تسبب بوقوع إصابات طفيفة في صفوف جنود التحالف.

وفي بيانات نشرت على تطبيق تليغرام، أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن معظم هذه الهجمات وعن أخرى مماثلة استهدفت قواعد التحالف في شرقي سوريا.

ويشير الاسم إلى "وحدة مجموعة من الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران" و"لا تمثل مجموعة محددة قائمة بذاتها"، وفقا لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

عنصران مدججان بالسلاح من ميليشيا كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران يظهران مع علم الميليشيا في هذه الصورة غير المؤرخة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. وأعلنت الميليشيا انضمامها إلى الحرب بين إسرائيل وحماس إلى جانب حركة حماس الفلسطينية.
عنصران مدججان بالسلاح من ميليشيا كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران يظهران مع علم الميليشيا في هذه الصورة غير المؤرخة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. وأعلنت الميليشيا انضمامها إلى الحرب بين إسرائيل وحماس إلى جانب حركة حماس الفلسطينية.

وذكر المعهد أن الموجة الأخيرة من الهجمات تسلط الضوء على "استراتيجية المواجهة بالوكالة" التي تتبعها الميليشيات التابعة لإيران والتي تقف خلفها هذه الأخيرة، وذلك لإخفاء هوية المهاجمين والتهرب من مسؤولية في العديد من الهجمات السابقة.

وبحسب معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومراقبين آخرين، يلعب فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني "دورا تنسيقيا" في الهجمات.

فيسهل فيلق القدس عمل وكلائه ويمدهم بالذخيرة والتدريب والمشورة، ويحاول تقديمهم كجبهة موحدة في حين أنهم في الواقع في نزاع دائم على القيادة ومناطق النفوذ.

تداعيات ’كارثية‘ على العراق

وفي هذا السياق، قال محللون إن الهجمات الأخيرة مؤشر جديد على اصطفاف الميليشيات مع أجندة إيران، إلا أنها لا تأخذ في الاعتبار حجم العواقب التي ستتركها على مصالح العراق.

وفي هذا السياق، أكد الخبير الاستراتيجي أحمد الشريفي لموقع الفاصل أن الانجرار إلى الحرب بين إسرائيل وحماس ضمن "جبهة موحدة" مؤلفة من الجماعات الإقليمية الموالية لإيران، له تداعيات خطيرة على الأمن القومي العراقي.

ولفت إلى أن اتساع نطاق الصراع قد تكون له تداعيات "كارثية" على العراق، ليس على المستوى الأمني فحسب بل على المستوى الاقتصادي أيضا.

وأضاف أنه إذا استمر تصاعد التوترات، فسيكون من المستبعد بقاء الوضع الأمني في العراق تحت السيطرة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة هددت بالرد "بشكل حاسم وسريع" على أي محاولة من جانب إيران لتوسيع نطاق الحرب وتعريض المصالح الأميركية أو جنودها للخطر.

ونشرت الولايات المتحدة "عشرات" الدفاعات الجوية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك نظام الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الباليستية.

وأردف أنه تم أيضا نشر سفن حربية وطائرات مقاتلة وحاملتي طائرات في المنطقة لتوجيه رسائل تحذيرية واضحة لإيران وحلفائها.

إلى هذا، أفاد موقع المونيتور عن رصد السفينة الهجومية البرمائية يو إس إس باتان في البحر الأحمر يوم الأربعاء، 1 تشرين الثاني/نوفمبر، في أعقاب الهجمات التي شنها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن.

التزام بأمن العراق

وحذر مدير مركز الفكر السياسي إحسان الشمري من أن الجماعات المدعومة من إيران تحول العراق إلى "ساحة معركة" لن يجني منها العراقيون الذين أنهكتهم الحروب السابقة إلا المزيد من المشاكل والأزمات.

وأكد للفاصل أن التصعيد مستمر، رغم الخطاب الرسمي الداعم للتهدئة وضرورة إيجاد حلول لمنع تفاقم الصراع وامتداده إلى ساحات جديدة.

وأفادت وكالة الأنباء العراقية أن المتحدث باسم الجيش العراقي اللواء يحيى رسول استنكر استهداف المنشآت التي تتمركز فيها قوات التحالف، وأمر بملاحقة منفذي الهجمات.

وفي اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حث وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن السوداني على "ملاحقة المسؤولين عن الهجمات والوفاء بالتزام العراق بالحفاظ على الأمن في هذه المنشآت".

وفي اتصال هاتفي منفصل مع السوداني، أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن شكره له على تأكيده التزام الحكومة العراقية بحماية القوات الدولية التي تدعم جهود مكافحة أنشطة فلول داعش.

الميليشيات تتحدى السلطات العراقية

ومع ذلك، تواصل الجماعات التابعة لإيران تحدي السلطات العراقية وعدم احترام القانون وعملية صنع القرار السياسي والتعهدات الرسمية، وذلك من خلال الاستمرار في شن الهجمات.

ولتأكيد اصطفافها مع إيران، أعلنت بعض هذه الجماعات مثل حركة النجباء وسيد الشهداء رفضها الصريح لتحذيرات الحكومة ومطالبتها من قبل عدة أطراف بوقف استفزازاتها.

وكان المتحدث باسم كتائب حزب الله جعفر الحسيني، قد أعلن في وقت سابق أن الميليشيا العراقية المدعومة من إيران انضمت إلى الحرب إلى جانب حماس.

وبحسب موقع المونيتور، شكلت كتائب حزب الله أيضا "غرفة عمليات" لدعم حركة حماس الفلسطينية وتضم جماعتين عراقيتين بارزتين مدعومتين من إيران هما عصائب أهل الحق ومنظمة بدر.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

لماذا يحق لحلفاء إسرائيل أن يدعموها ولا يحق لحلفاء المقاومة في فلسطين أن يدعموا المقاومين في غزة ؟؟؟
لماذا هذا الكيل بمكيالين أيها الناس ؟؟؟؟