أمن

مسؤولون أميركيون يطالبون إسرائيل بالحد من الخسائر البشرية في غزة في ظل استمرار الحرب

في حين من الواضح أن إسرائيل تبذل محاولات ملموسة لحماية المدنيين، يحث كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية جيش الدفاع الإسرائيلي على جعل حربه ضد حماس أكثر دقة.

صورة االتقطت أثناء جولة إعلامية نظمها الجيش الإسرائيلي في 15 كانون الأول/ديسمبر، زار فيها صحافيون نفقا أفادت تقارير أن حماس استخدمته لمهاجمة إسرائيل عبر معبر إيريز الحدودي في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقال الجيش الإسرائيلي في 17 كانون الأول/ديسمبر إنه اكتشف أكبر نفق لحماس في قطاع غزة حتى الآن، يقع على بعد بضع مئات الأمتار من معبر إيريز الحدودي. [جاك غويز/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة االتقطت أثناء جولة إعلامية نظمها الجيش الإسرائيلي في 15 كانون الأول/ديسمبر، زار فيها صحافيون نفقا أفادت تقارير أن حماس استخدمته لمهاجمة إسرائيل عبر معبر إيريز الحدودي في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقال الجيش الإسرائيلي في 17 كانون الأول/ديسمبر إنه اكتشف أكبر نفق لحماس في قطاع غزة حتى الآن، يقع على بعد بضع مئات الأمتار من معبر إيريز الحدودي. [جاك غويز/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

يقوم مسؤولون أميركيون كبار بدفع إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لمنع مقتل المدنيين الفلسطينيين وجعل حربها ضد حماس أكثر "دقة".

وتزايدت التحذيرات في الأسابيع الأخيرة مع استمرار ارتفاع عدد القتلى وحدوث فجوة بين التزامات إسرائيل باحترام حياة المدنيين والواقع على الأرض.

وفي تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في 2 كانون الأول/ديسمبر، أعاد التأكيد على أن "التزام أميركا بأمن إسرائيل هو التزام ثابت".

ولكنه أضاف "سنواصل الضغط على إسرائيل لحماية المدنيين وضمان التدفق المكثف للمساعدات الإنسانية".

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع الإسرائيلي في تل أبيب يوم 18 كانون الأول/ديسمبر. [ألبرتو بيتزولي/وكالة الصحافة الفرنسية]
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع الإسرائيلي في تل أبيب يوم 18 كانون الأول/ديسمبر. [ألبرتو بيتزولي/وكالة الصحافة الفرنسية]
خريطة وزعها المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على موقع إكس في 13 كانون الأول/ديسمبر، طريقا آمنا في خان يونس للمدنيين في غزة.
خريطة وزعها المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على موقع إكس في 13 كانون الأول/ديسمبر، طريقا آمنا في خان يونس للمدنيين في غزة.

وحذر قائلا "إذا دفعت [المدنيين] في أحضان العدو، فإنك تستبدل النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية".

وذكر "لا يمكن الفوز في حرب المدن إلا من خلال حماية المدنيين".

وتابع "لقد أوضحت مرارا وتكرارا لقادة إسرائيل أن حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة هي مسؤولية أخلاقية وضرورة استراتيجية".

وأضاف "لقد قمت شخصيا بالضغط على القادة الإسرائيليين لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين والابتعاد عن الخطاب غير المسؤول ومنع العنف من جانب المستوطنين في الضفة الغربية وتوسيع نطاق الوصول إلى المساعدات الإنسانية بشكل كبير".

ومع تأكيدها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ضغطت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أيضا على قوات الدفاع الإسرائيلية للحد من الخسائر في صفوف المدنيين.

وكانت قد قالت في تصريحات لها يوم 2 كانون الأول/ديسمبر في مؤتمر المناخ كوب 28 الذي عقد في دبي "لقد قتل عدد كبير جدا من الفلسطينيين الأبرياء".

ومؤخرا، أرسل الرئيس الأميركي جو بايدن مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان للاجتماع بحكومة الحرب الإسرائيلية والتأكيد على "التزام [الحكومة الأميركية] تجاه إسرائيل وكذلك الحاجة إلى حماية حياة المدنيين وضمان تدفق المزيد من المساعدات الإنسانية ووصولها إلى غزة للمدنيين الفلسطينيين".

وقال بايدن في مؤتمر صحافي يوم 13 كانون الأول/ديسمبر إن "سلامة الفلسطينيين الأبرياء لا تزال تشكل مصدر قلق كبيرا".

وعندما سئل عما إذا كان يريد من إسرائيل أن تخفف هجومها العسكري على غزة، قال بايدن "أريدها أن تركز على كيفية إنقاذ أرواح المدنيين. لا أريدها أن تتوقف عن ملاحقة حماس، بل أريدها أن تكون أكثر حذرا".

وقال سوليفان في مقابلة مع القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن التحول من العمليات العسكرية المكثفة إلى مرحلة هي "أكثر دقة وأكثر استهدافا".

إسرائيل تتخذ خطوات

وفي الأسابيع الأولى من الحرب، حدد المسؤولون الأميركيون عدة إجراءات على جيش الدفاع الإسرائيلي اتخاذها لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر.

وقالوا إنه بإمكان إسرائيل أن تقلل من الخسائر في صفوف المدنيين عبر تحسين طريقة استهدافها لقادة حماس وجمع المزيد من المعلومات الاستخبارية عن شبكات القيادة والسيطرة التابعة للحركة واستخدام قنابل أصغر لهدم أنفاقها واستخدام القوات البرية لفصل المراكز السكانية المدنية عن أماكن تركز الإرهابيين.

ومنذ ذلك الحين، ضغطت الإدارة الأميركية على حليفتها لترفع الحظر عن المساعدات الإنسانية لسكان غزة والعمل على تحرير الرهائن الذين اختطفتهم حماس يوم الهجوم وتبني استراتيجية عسكرية أكثر استهدافا.

وعلى الرغم من الانتقادات الدولية المتزايدة التي وجهت لإسرائيل بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين، اتخذ جيش الدفاع الإسرائيلي عددا من الخطوات للتخفيف من الخسائر في صفوف المدنيين وسط الحرب المستمرة مع حماس، حسبما ذكر محللون.

وطالب الجيش الإسرائيلي بصورة متكررة الفلسطينيين بالفرار إلى مناطق أكثر أمانا منذ ما قبل بداية القتال البري وقدم للمدنيين معلومات عن المناطق الآمنة لتسهيل عمليات الإجلاء وتمكين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وحددت إسرائيل عشرات الملاجئ في غزة حيث سيكون المدنيون في مأمن من ضربات الجيش الإسرائيلي.

ومنذ ذلك الحين، قام الجيش الإسرائيلي بتوزيع خرائط على وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية ومنصات التواصل الاجتماعي لإعلام المواطنين بمكان عمليات القوات الإسرائيلية.

وقالت الولايات المتحدة إن الخرائط تشكل خطوة إيجابية من جانب إسرائيل لحماية المدنيين، لكن ثمة حاجة إلى بذل المزيد من الجهود إذ يصعب على العديد من سكان غزة الوصول إلى شبكات الاتصالات إضافة إلى عدم توفر الكهرباء.

وبحسب تقرير صدر في 8 كانون الأول/ديسمبر عن منظمة الدفاع عن الديمقراطيات وهو معهد أبحاث مقره واشنطن يركز على الأمن القومي والسياسة الخارجية، "في اشتباكات سابقة، حذر جيش الدفاع الإسرائيلي المدنيين من الغارات الجوية المستقبلية عن طريق إسقاط منشورات أو إجراء مكالمات هاتفية أو إسقاط قنابل تدق الأسطح وهي قنابل غير فتاكة يتم إسقاطها على أسطح المباني لتحذير السكان من أن غارة جوية على المبنى وشيكة".

ومنذ بدء غزوها البري في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، عمدت القوات الإسرائيلية إلى إسقاط منشورات فوق غزة .

وقال جو تروزمان محلل الأبحاث في مجلة لونغ وور جورنال التابعة لمنظمة الدفاع عن الديمقراطيات إن "الخرائط أثبتت جدواها".

وأضاف أن "الفلسطينيين يلتزمون بتوجيهات الجيش الإسرائيلي بإخلاء المناطق التي تعتبر مناطق خطر محتملة. وبالتالي يمثل هذا الأمر انتكاسة لحماس والجماعات الإرهابية الفلسطينية الأخرى التي تستغل سكان غزة كدروع بشرية في محاولة لحماية مواردها ضد الهجمات الإسرائيلية".

دروع بشرية

ويشكل استخدام المدنيين كدروع بشرية استراتيجية طويلة الأمد بالنسبة لحماس، كما أظهره بناؤها الأنفاق ومراكز القيادة لمقاتليها تحت المستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية.

وتطلق حماس الصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون من المناطق المكتظة بالسكان أو القريبة منها، وفقا لتقرير صادر عن مركز التميز للاتصالات الاستراتيجية التابع لحلف شمال الأطلسي ومقره لاتفيا.

وأضاف التقرير أن الحركة تستخدم المدنيين في عمليات جمع المعلومات الاستخبارية وتقاتل الجيش الإسرائيلي من المناطق السكنية أو التجارية.

وعندما سئل عن سبب قيام حماس ببناء 500 كيلومتر من الأنفاق تحت الأرض بدون إنشاء ملاجئ للمدنيين، قال القيادي البارز في حماس موسى أبو مرزوق إن الأنفاق "تهدف إلى حمايتنا" أي حماس، من الطائرات الإسرائيلية وتسهيل الهجمات على أهداف إسرائيلية.

وفي 1 تشرين الثاني/نوفمبر، كتبت ناتالي إيكانو محللة الأبحاث في منظمة الدفاع عن الديمقراطيات "عبر وضعها المدنيين في مواقعها العسكرية أو فوقها، تعلم حماس أنها لا يمكن أن تخسر".

وأوضحت "إما أن يمنع ذلك إسرائيل من الهجوم لأن الجيش الإسرائيلي يحاول تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، أو إذا هاجمت إسرائيل فسيضمن استخدام الدروع البشرية سقوط عدد كبير من الضحايا بينهم".

وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في 18 كانون الأول/ديسمبر إن "قتل المدنيين يعتبر بالنسبة لحماس استراتيجية".

وأضاف "أما بالنسبة لنا فهو مأساة".

وقال ضابط سلاح جو اسرائيلي لم يفصح عن اسمه إن غزة وهي منطقة ضيقة يبلغ عدد سكانها 2.4 مليون نسمة، تضم "مدنيين وسكان وإرهابيين يقطنون في مناطق مزدحمة".

وأضاف "يجب أن نكون من ناحية أقوياء للغاية وأن نستخدم الكثير من الذخائر، ولكن من ناحية أخرى علينا أن نستخدمها بدقة".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

نعم من خللا تجاربي كان من خلا سنين عمري الماضيه