أمن

هجوم عشوائي على القوات الأميركية في سوريا يضاف إلى سنوات من الإصابات الجائرة في صفوف المدنيين

قال مسؤولون إنه تم تنفيذ أكثر من 100 هجوم ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا خلال الشهرين الماضيين دون تأثير يذكر، لكن عواقب الهجمات على السكان المحليين كانت كبيرة.

سكان محليون ينظرون إلى الدمار والدماء في الشارع بعد هجوم صاروخي شنه مسلحون مدعومون من إيران في الشدادي، سوريا، في 26 كانون الأول/ديسمبر. [من الأرشيف]
سكان محليون ينظرون إلى الدمار والدماء في الشارع بعد هجوم صاروخي شنه مسلحون مدعومون من إيران في الشدادي، سوريا، في 26 كانون الأول/ديسمبر. [من الأرشيف]

فريق عمل الفاصل |

أخطأ هجوم استهدف القوات الأميركية في سوريا يوم الثلاثاء، 26 كانون الأول/ديسمبر، وأعلن ما يسمّى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" المسؤولية عنه، هدفه وأدى إلى مقتل وجرح مدنيين أبرياء. والمقاومة الإسلامية في العراق كناية عن مجموعة من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، بينها كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق.

وذكرت مصادر مختلفة في المنطقة، بينها وكالة نورث برس، أن رجلا مسنا في السبعينيات من عمره قتل في الهجوم، كما أصيب طفل صغير.

وحاول المسلحون استهداف القوات الأميركية المتمركزة في الشدادي جنوب محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.

يذكر أن القوات الأميركية تعمل في سوريا كجزء من المهمة المتواصلة للقضاء على مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في المنطقة.

وتقوض مثل هذه الهجمات التي تشن على قوات التحالف الجهود المبذولة للقضاء على داعش وتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين وأضرار في الممتلكات، علما أنها تحدث بشكل متكرر على أيدي المسلحين المدعومين من إيران.

وأحصى المسؤولون العسكريون الأميركيون أكثر من 100 هجوم ضد قواتهم في العراق وسوريا منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، وقد أعلن ما يسمّى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" مسؤوليتها عن معظمها.

وفي معظم الأحيان، لا ترد القوات الأميركية على مثل هذه الهجمات، لكن أحيانا يرى الجيش الأميركي ضرورة الرد، فيرد بشكل متناسب لحماية جنوده وقواعده.

ونفذت كتائب حزب الله في العراق يوم الاثنين هجوما بطائرة مسيرة ضد القوات الأميركية في أربيل، ورد الجيش الأميركي عليها.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان إن "القوات العسكرية الأميركية شنت ضربات ضرورية ومتناسبة على ثلاث منشآت تستخدمها كتائب حزب الله والجماعات التابعة لها في العراق".

وأضاف أن "هذه الضربات الدقيقة هي رد على سلسلة من الهجمات ضد الجنود الأميركيين في العراق وسوريا من قبل الميليشيات التي ترعاها إيران... وتهدف إلى تعطيل وإضعاف قدرات الميليشيات المتحالفة مع إيران المسؤولة بشكل عنها بشكل مباشر".

وأضاف البيان أن هجوم الاثنين أدى إلى إصابة ثلاثة جنود أميركيين، أحدهم في حالة حرجة.

وأفادت وكالة رويترز أن غارة جوية أميركية نفذت في 3 كانون الأول/ديسمبر بالقرب من مدينة كركوك الشمالية أسفرت عن مقتل خمسة عناصر عراقيين من ميليشيا مدعومة من إيران بينما كانوا يستعدون لإطلاق قذائف متفجرة على القوات الأميركية.

وفي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، استهدفت القوات الأميركية مواقع كتائب حزب الله لمدة يومين على التوالي بعد أن أطلق المسلحون صاروخا بالستيا من مسافة قريبة على القوات الأميركية وقوات التحالف في قاعدة عين الأسد الجوية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية عبر موقع إكس إن الطائرات المقاتلة الأميركية عمدت في 22 تشرين الثاني/نوفمبر إلى "تنفيذ ضربات منفصلة ودقيقة ضد منشأتين في العراق".

وقالت كتائب حزب الله إن الضربات أسفرت عن مقتل ثمانية من مقاتليها.

وفي 21 تشرين الثاني/نوفمبر، اشتبكت طائرة حربية من طراز إيه-سي-130 مع "عناصر مسؤولين عن إطلاق هجوم صاروخي على جنود أميركيين وقوات التحالف في قاعدة الأسد الجوية بالعراق"، حسبما ذكرت القيادة المركزية الأمريكية على موقع إكس.

الآثار السلبية على السكان المحليين والسيادة

كانت الهجمات العشوائية مثل الهجوم الذي نفذ في سوريا والتي يطلق فيها مسلحون مدربون بصورة عشوائية صواريخ غير موجهة في الاتجاه العام للأهداف ما يؤدي إلى إصابات بين صفوف المدنيين الأبرياء، شائعة في السنوات الأخيرة بالمنطقة.

ففي عام 2021، نفذت الميليشيات التي تدعمها إيران في العراق عشرات الهجمات في جميع أنحاء البلاد، مستهدفة المطارات والقواعد الجوية والمناطق الدبلوماسية في بغداد من بين أهداف أخرى.

وأسفرت الهجمات عن مصرع مئات المدنيين العراقيين وتسببت في إلحاق الضرر بعدد لا يحصى من المنازل والشركات والبنى التحتية.

وفي عام 2022، أطلقت ميليشيات مرتبطة بإيران وابلا من الصواريخ على مطار بغداد، فدمرت مدرجا وطائرتين مدنيتين.

وخلال العام الجاري، حاولت الميليشيات التي تدعمها إيران ضرب القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في شمالي شرقي سوريا بشهر آذار/مارس، ولكن بدلا من ذلك أخطأت هدفها وأصابت عددا من المنازل على بعد 5 كيلومترات ما أدى إلى إصابة نساء وأطفال.

وكما أوضح أحد المحللين، فإن كتائب حزب الله وبالتالي معظم المسلحين الذين تدعمهم إيران إن لم يكن كلهم في المنطقة، هم "قوة مسلحة فوضوية تعتبر نفسها فوق الدولة وفوق القانون".

قالت المصادر إن الضربات الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر أصابت جرف الصخر، وهي منطقة يصفها العديد من المراقبين بأنهاقاعدة عمليات يديرها مسلحون مدعومون من إيران.

وتعتبر منطقة جرف الصخر الواقعة شمال محافظة بابل في العراق، من أبرز المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات المسلحة الموالية لإيران منذ تحريرها من تنظيم داعش عام 2014.

وتمنع الميليشيات التي تسيطر على جرف الصخر سكانها من العودة، وتُتهم تلك الميليشيات بتحويل المنطقة إلى مقر عمليات ومخازن ذخيرة وسجون كبيرة، وهو ما أكدته تصريحات بعض السياسيين، بحسب قناة العربية.

ويتماهى هذا الأمر مع ما بات يعتبر في منطقة الشرق الأوسط نمطا يقوم على استخدام الجماعات المسلحة المدعومة من إيران لمدنيين كدروع بشرية واستغلال البنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات، لتخزين الأسلحة والمتفجرات.

وبين عامي 2014 و2017، حررت القوات العراقية مناطق أخرى حول جرف الصخر من داعش، لكن الميليشيات الموالية لإيران مثل كتائب حزب الله وحركة النجباء وعصائب أهل الحق سعت منذ ذلك الحين إلى فرض هيمنتها عليها.

وكانت تقارير قد ذكرت في وقت سابق من العام الجاري أن هذه الجماعات المسلحة تمنع دخول السكان إلى هذه المناطق، بحجة عدم تطهيرها من مخلفات الحرب وأن الميليشيات تتواجد هناك لحفظ الأمن ومنع عودة المتطرفين.

وقال مراقبون إنه ليس سرا أن الميليشيات المدعومة من إيران أنشأت قواعد عسكرية في منطقة جرف الصخر.

وتُتهم الميليشيات التابعة لإيران بتحويل البلدات التي تسيطر عليها إلى أصول عسكرية وتفرض عليها حراسة مشددة.

وحذر مراقبون من تورط الجماعات المسلحة العراقية أكثر في الأعمال العدائية ضد القوات الأميركية على الأراضي العراقية والسورية.

واعتبروا أن هذا الأمر يشكل انتهاكا للسيادة العراقية والمصالح والقوانين الوطنية التي تحرّم استخدام الأراضي العراقية منطلقا لتعريض المنطقة للخطر.

وقال الخبير العسكري إياد الطوفان للفاصل إن على الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات اللازمة لكبح جماح وكلاء إيران، انطلاقا من حرصها على منع انزلاق البلاد إلى صراع إقليمي خطير.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

بدال ماتنتقدون المليشيات روحوا اوكوفوا مع غزة وحاولوا تضربون المصالح الاسرائيلية هذا اذابيكم حظ بس مبين عليكم كل حظ مابيكم عارات وتبقون عارات