سياسة

توسع التظاهرات ضد النظام وحزب الله في السويداء بسوريا

قال ناشطون محليون إن الاحتجاجات هي الأوسع نطاقا حتى اليوم في المحافظة الجنوبية واتهموا النظام بمحاولة قمع رسالتهم. وانضم نساء وأبناء من عشائر البدو للاحتجاجات.

أشخاص يشاركون في تظاهرة مناهضة للنظام في مدينة السويداء الجنوبية بتاريخ 5 أيلول/سبتمبر. [سام حريري/وكالة الصحافة الفرنسية]
أشخاص يشاركون في تظاهرة مناهضة للنظام في مدينة السويداء الجنوبية بتاريخ 5 أيلول/سبتمبر. [سام حريري/وكالة الصحافة الفرنسية]

سماح عبد الفتاح |

قال ناشطون سوريون لموقع الفاصل إن التظاهرات المناهضة للنظام السوري في محافظة السويداء الجنوبية دخلت شهرها الثاني على التوالي، مع مطالبة المتظاهرين أيضا بوضع حد لهيمنة حليف النظام حزب الله على المنطقة.

وقال الناشط نزار أبو علي، وهو من مدينة السويداء، لموقع الفاصل إن التظاهرات الحالية هي "الأكبر على الإطلاق" في السويداء، "من حيث أعداد المشاركين أومن جهة انتشارها في مختلف مدن وقرى المحافظة".

وأضاف "أي أنها تحولت إلى تحرك وطني فعلي"، مع مطالبة المتظاهرين بوضع حد لهيمنة حزب الله وتدخله في الحرب السورية ومحاولاته نشر أفكاره في صفوف الشباب.

وتابع أن الحزب المدعوم من إيران أغرق المنطقة بالمخدرات، ما يزعزع استقرارها بشكل أكبر ويسهّل على النظام السوري والميليشيات التابعة لإيران بسط سيطرتها.

متظاهر يحمل لافتة مناهضة للنظام في مدينة السويداء الجنوبية بتاريخ 5 أيلول/سبتمبر. [سام حريري/وكالة الصحافة الفرنسية]
متظاهر يحمل لافتة مناهضة للنظام في مدينة السويداء الجنوبية بتاريخ 5 أيلول/سبتمبر. [سام حريري/وكالة الصحافة الفرنسية]
متظاهرون في السويداء بتاريخ 5 أيلول/سبتمبر. وانطلقت التظاهرات بعد توقف النظام السوري عن دعم الوقود في آب/أغسطس، ما شكّل ضربة قاسية للسوريين الذين يعانون من الحرب ومن أزمة اقتصادية حادة. [سام حريري/وكالة الصحافة الفرنسية]
متظاهرون في السويداء بتاريخ 5 أيلول/سبتمبر. وانطلقت التظاهرات بعد توقف النظام السوري عن دعم الوقود في آب/أغسطس، ما شكّل ضربة قاسية للسوريين الذين يعانون من الحرب ومن أزمة اقتصادية حادة. [سام حريري/وكالة الصحافة الفرنسية]

وذكر أن هذه التظاهرات هي الأولى التي تطالب مباشرة بإنهاء هيمنة حزب الله، "بعد أن ضاق الأهالي ذرعا بمحاولات تجنيد شباب السويداء من خلال استغلال الوضع المادي والمعيشي السيئ جدا".

وأشار إلى أن السكان المحليين بدأوا يرون إهمال النظام السوري للمنطقة في محاولة منه "لإفقارها ودفعها للقبول بالوقوع تحت سيطرة النظام والميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني".

النظام ينشر الأكاذيب

وبحسب الناشط مهند مقلد، وهو من مدينة السويداء، فإن الآلة الإعلامية للنظام تحاول بطرق عدة تصوير التظاهرات الشعبية على أنها "تحرك طائفي".

وقال للفاصل إن وسائل الإعلام الموالية للنظام تحاول وضع حد للتظاهرات عبر الإشارة إلى أنها بقيادة أبناء محافظة السويداء المنتمين للطائفة الدرزية ضد السوريين من أبناء الطائفة السنية والطوائف الأخرى.

ولكن مصادر ذكرت لصحيفة الشرق الأوسط في أواخر آب/أغسطس أن مشاركة النساء وعشائر البدو في التظاهرات تظهر أن هذه الأخيرة لا تمثل طائفة أو مجموعة محددة.

وقال مقلد إن وجهاء المنطقة سارعوا إلى توضيح هدف وأغراض التحرك الحقيقية، وهي إسقاط النظام الحالي.

وأضاف أنه على الصعيد الشعبي، يقوم النشطاء والمحتجون بالتواصل مع عناصر الشرطة والجيش المنتشرين بالمحافظة لإفهامهم حقيقة الموقف.

وذكر أن "النشطاء يقومون بمشاركة العناصر [الشرطة والجيش] بالطعام بشكل يومي بسبب عدم وصول المواد التموينية أو تأخرها عن مراكز النظام".

ولكن مقلد أشار إلى أن سكان السويداء متخوفون من عملية عسكرية مباغتة قد ينفذها النظام والميليشيات الإيرانية.

توسع التظاهرات الشعبية

وفي هذا السياق، قال الناشط المحلي وجيه الجوهري، الذي يعمل كسائق وكان من الأوائل الذين شاركوا في التظاهرات بالمدينة، إن "التحركات بدأت أساسا في مدينة السويداء وتركزت في الساحة الأساسية للمدينة وهي ساحة الكرامة".

وأضاف في حديثه مع الفاصل "ومنها انتشرت الوقفات الاحتجاجية خارج المدينة وشملت معظم البلدات والقرى التي بدأت بدورها تشهد تحركات يومية في الساحات العامة".

وفي تحرك يعكس بشكل إضافي مدى الاستياء الشعبي من النظام، أسقط المتظاهرون في 4 أيلول/سبتمبر صورة عملاقة عمرها عشرات السنين للرئيس السابق حافظ الأسد من على مبنى حكومي في وسط السويداء.

وتقام تظاهرات مميزة كل يوم جمعة، إذ ينضم متظاهرون من كل أنحاء المحافظة إلى التظاهرة الأساسية في وسط السويداء.

وأوضح الجوهري أن "بعض الميسورين من أبناء المنطقة يدعمون التحركات من خلال تقديم وجبات أساسية وتوزيعها مجانا للمحتجين دعما للتحرك".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *