سياسة
خامنئي يسعى لتأكيد ولاء وكلائه العراقيين وتعزيز وحدتهم مع تصاعد حدّة المنافسة بينهم
أظهر النظام الإيراني دعمه للميليشيات العراقية التي تدور في فلكه في الوقت الذي يُهدد الصراع الداخلي وحدتها.
أنس البار |
مع تزايد الضغوط الخارجية عليه، يسعى النظام الإيراني إلى تعزيز وكلائه في العراق ووضع حد للتوترات بين أبرز جماعتين مواليتين له، عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله.
فالميليشيتان تتصارعان على المال والنفوذ وقيادة ما يسمىبـ "محور المقاومة".
وقال محللون، إن النظام الإيراني يحاول إظهار دعمه لكلاهما حتى لا يخرج الوضع عن السيطرة ولا تضعف إحدى أهم جبهاته الإقليمية جراء انخراط أطرافها في صراعات الداخلية.
وكان المحلل السياسي طارق الشمري قد كشف للفاصل في أيلول/سبتمبر الماضي، أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني قاد حراكا لتخفيف حدّة التوترات بين الميليشيات.
وخلال خطبة المرشد الإيراني علي خامنئي في 4 تشرين الأول/أكتوبر، سعى النظام الإيراني إلى تأكيد متانة الجبهة العراقية من خلال إجلاس زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي في الصف الأمامي.
فهذا الصف يخصص عادة لكبار المسؤولين والقيادات الرفيعة في الحرس الثوري الإيراني.
وحظي القيادي السابق في كتائب حزب الله هاشم الحيدري مقعدا مميّزا ولكن في الخلف.
وأشار الشمري إلى أن النظام الإيراني قصد من هذه الخطوة توجيه رسالة إلى وكلاء العراق وعلى رأسهم عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، مفادها أنه "ليس قريبا من طرف وبعيدا عن الآخر".
وتؤكد الرسالة إلى وكلائه في العراق ضرورة أن يضعوا "تنافسهم ومصالحهم جانبا وأن يكون ولاؤهم فقط للمشروع الإيراني"، خصوصً مع تزايد الضغوط على النظام الإيراني ووكيله الرئيس، حزب الله اللبناني.
تصاعد أهمية الخزعلي
في قراءة تحليلية لترتيبات الجلوس خلال خطبة الجمعة، أكد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الأهمية المتزايدة التي بات النظام الإيراني يعطيها للخزعلي ضمن استراتيجيته الإقليمية الأوسع.
ويرى النظام الإيراني أن تأكيد الخزعلي في خطاب متلفز طاعته لخامنئي واستعداده للقتال و"التضحية بالمال والأرواح"، جاء كورقة أخرى تصب في صالحه.
وفي هذا الإطار، اعتبر الشمري إن هذا الأمر ربما أثار حفيظة كتائب حزب الله، مع ما قد يكون لذلك من تداعيات محتملة على النظام الإيراني.
وأضاف أن "هذه الميليشيا قد لا ترضى بأن تبقى ناشطة عسكريا في الساحة الإقليمية وحدها مع بعض الميليشيات العراقية الصغيرة وتتحمل العبء الأكبر من الضربات الانتقامية بينما تذهب الامتيازات الإيرانية إلى منافستها".
ولكن في الوقت الراهن، أكدت كتائب حزب الله أنها ستواصل خدمة النظام الإيراني، مع إعلان زعيمها أبو حسين الحميداوي في 21 أكتوبر/تشرين الأول استعداده "لتوسيع الحرب" ضد إسرائيل.
وحثّ على مواصلة الهجمات، مع التركيز على "تفعيل العمليات المشتركة" مع الحوثيين، حلفاء إيران في اليمن.
التعليق ممتاز جدا