أمن

العين على الحدود اللبنانية وسط تحذير دولي من اتساع رقعة الحرب بين إسرائيل وحماس

يحاول قادة العالم احتواء الحرب بين إسرائيل وحماس وتجنب فتح جبهة ثانية مع حزب الله على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان.

العلم الفلسطيني وعلم حزب الله يرفرفان في الهواء فيما تسيّر قوات حفظ السلام التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان دورية في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل على تلة حمامس في منطقة الخيام جنوبي لبنان، يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر. [جوزيف عيد/ وكالة الصحافة الفرنسية ]
العلم الفلسطيني وعلم حزب الله يرفرفان في الهواء فيما تسيّر قوات حفظ السلام التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان دورية في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل على تلة حمامس في منطقة الخيام جنوبي لبنان، يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر. [جوزيف عيد/ وكالة الصحافة الفرنسية ]

فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |

مع دخول الحرب بين حماس وإسرائيل يومها العاشر في 17 تشرين الأول/أكتوبر واستعداد إسرائيل لشن هجوم بري على غزة، أعرب قادة العالم عن قلقهم بشأن فتح جبهة ثانية على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان.

وتراهم يسعون إلى تجنب تمدد الصراع الذي من شأنه أن يجذب جهات فاعلة إقليمية أخرى ويؤدي إلى انعكاسات مدمرة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الاثنين إن إسرائيل "ليس لديها مصلحة" في شن حرب على حدودها الشمالية مع لبنان ولا تريد تصعيد الوضع هناك في إطار ملاحقتها لحركة حماس في الجنوب.

وأضاف "إذا اختار حزب الله طريق الحرب فسوف يدفع ثمنا باهظا جدا... أما إذا ضبط نفسه فسوف نحترم الوضع ونبقي الأمور على ما هي عليه، على الرغم من إطلاق النار من الجانبين".

جنود إسرائيليون يتمركزون في بلدة كريات شمونة الشمالية بالقرب من الحدود مع لبنان يوم 16 تشرين الأول/أكتوبر. [جلاء مرعي/وكالة الصحافة الفرنسية]
جنود إسرائيليون يتمركزون في بلدة كريات شمونة الشمالية بالقرب من الحدود مع لبنان يوم 16 تشرين الأول/أكتوبر. [جلاء مرعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

والاثنين أيضا، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران وحزب الله من "اختبار صبر" إسرائيل في الشمال.

وقال نتنياهو "أقول لإيران وحزب الله ألا يختبرا إسرائيل وإلا سيدفعان ثمنا باهظا"، مضيفا أن إسرائيل "مستعدة لحرب على الجبهة الشمالية".

وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين أنه يقوم بإجلاء السكان الذين يعيشون على طول حدوده الشمالية، مع تزايد حدة الاشتباكات مع حزب الله وإطلاق حزب الله وحماس، التي لها مقاتلين في لبنان، صواريخ على شمالي إسرائيل.

ويوم الثلاثاء، كشف الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية قتلت أربعة مسلحين حاولوا التسلل من لبنان وزرع عبوة ناسفة. وفي وقت سابق، قال الجيش إنه استهدف ليلاً حزب الله بضربات جوية على جنوبي لبنان.

ويوم الأحد، قُتل مدني إسرائيلي وضابط في الجيش في هجمات صاروخية من لبنان، ونفذ الجيش ضربات انتقامية على البنية التحتية لحزب الله.

وبحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي، قصفت طائرات إسرائيلية عدة مواقع لحزب الله في لبنان.

’نراقب عن كثب‘

وقال الجيش اللبناني، اليوم الاثنين، إن عمليات البحث أدت إلى اكتشاف 20 منصة إطلاق صواريخ بالقرب من الحدود مع إسرائيل، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.

وكشف الجيش أنه عُثر على أربع منصات إطلاق قرب قرية قليلة جنوب صور كانت بداخلها صواريخ وجاهزة للإطلاق، مضيفا أن خبراء عسكريين يقومون بتفكيكها.

ووفقا للمونيتور، يمتلك حزب الله ما لا يقل عن 100 ألف قذيفة مصممة للإطاحة بسرعة بالدفاعات الجوية الشمالية لإسرائيل.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي يوم الجمعة عن الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، "إننا نراقب ما يجري عن كثب".

"ليس لدينا أي مؤشر في هذه اللحظة على أن حزب الله قد اتخذ قرارا ما بالتدخل".

وحذر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال اتصال هاتفي الاثنين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من "إمكانية توسيع نطاق الحرب والصراع إلى جبهات أخرى".

وكانت إيران قد أشادت بهجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر ، مؤكدة في الوقت عينه عدم تورطها فيه. ومن المعلوم أن طهران تدعم منذ فترة طويلة حزب الله وحماس، وكانت على اتصال وثيق مع حلفائها الإقليميين منذ الهجوم على إسرائيل.

وفي تغريدة يوم الاثنين على موقع X (تويتر سابقا)، حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من أن "احتمال توسع الحرب إلى جبهات أخرى يقترب إلى مرحلة لا مفر منها".

وفي إشارة إلى لقائه مع زعيم حزب الله حسن نصر الله يوم السبت، قال أمير عبد اللهيان في بث مباشر للتلفزيون الرسمي إن "خطوة استباقية من المقاومة، خلال الساعات المقبلة، أمر وارد جدا".

جهود لاحتواء الأزمة

في هذه الأثناء، حشد المجتمع الدولي جهوده لمحاولة حماية المدنيين ومنع انتشار الصراع إلى جميع أنحاء المنطقة.

وكانت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون واضحين في دعمهم لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنهم حريصون على تجنب فتح جبهة ثانية مع حزب الله في لبنان.

بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الجمعة زيارة لست دول عربية هي الأردن وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، ليصل إلى إسرائيل يوم الاثنين.

وقال بلينكن "هناك إصرار في كل دولة ذهبت إليها على عدم تمدد الصراع". وأضاف "ينبغي ألا يقوم أي طرف بعمل في مكان آخر من شأنه أن يصب الزيت على النار".

وتحاول مصر وقطر وتركيا أيضا احتواء الأزمة، وجميعهم يتمتعون بعلاقات جيدة مع إسرائيل ويعتقد الخبراء أنه سيكون لهم بعض التأثير على حماس.

أما الصين وروسيا، فكانتا أكثر انتقادا لرد إسرائيل على الهجوم، لكن قد يكون لهما بعض التأثير على إيران لمنع تمدد الصراع.

الحؤول دون فتح جبهة ثانية

حذر العاهل الأردني الملك عبد الله اليوم الثلاثاء من وضع خطير في الشرق الأوسط إذا سمح للصراع بين إسرائيل وحركة حماس بالتمدد إلى دول أخرى.

وأشار عبد الله إلى أن "المنطقة برمتها على حافة الهاوية". "هناك ضرورة لبذل الجهود للتأكد من أن الأمور لن تتفاقم إلى هذا الحد".

وقال وزير الخارجية الفرنسي من بيروت يوم الاثنين، إنه يتعين على السلطات اللبنانية اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتجنب الحرب مع إسرائيل.

ودعت باريس حزب الله وإيران إلى ضبط النفس، وحذر الرئيس إيمانويل ماكرون يوم الأحد طهران "من أي تصعيد أو تمديد للصراع".

وحذر ماكرون بشكل خاص من أي تمدد للصراع إلى لبنان، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني.

وقالت الرئاسة الفرنسية إنه "بالنظر إلى علاقاتها مع حزب الله وحماس، تتحمل إيران مسؤولية وعليها أن تبذل قصارى جهدها لتجنب أي آتون نار إقليمية".

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لشبكة سي بي إس خلال عطلة نهاية الأسبوع "هناك خطر حقيقي من تصعيد هذا الصراع.. أي فتح جبهة ثانية في الشمال وبالطبع تورط إيران فيه".

وأكد سوليفان أن واشنطن لديها قنوات خاصة لنقل مخاوفها إلى طهران، وقد استخدمتها في الأيام الأخيرة.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *