أمن
أسلحة من إيران والصين تغذي آلة الحرب الحوثية
تفضح عملية اعتراض شحنة معدات عسكرية طبيعة التحالف الانتهازي الذي يمدد أمد الحرب في اليمن والثمن الذي يستمر المدنيون بدفعه.
![خزان ضغط تمت مصادرته ضمن شحنة 2 آب/أغسطس. [إكس/محمد النقيب]](/gc1/images/2025/10/07/52302-houthis-shipment-seized-600_384.webp)
فريق عمل الفاصل |
كشفت السلطات اليمنية ما وصفه محللون بأنه أقوى دليل حتى الآن على الدعم الإيراني والصيني لتسليح الحوثيين، ويتمثل بمخزون من معدات متقدمة لتصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ تم إخفاؤه داخل شحنة عادية في ميناء عدن.
ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على كيفية تمكين طهران وبيجين لصراع ترك ملايين اليمنيين في مواجهة المجاعة والمرض والتشرد.
وتم في 2 آب/أغسطس اعتراض الشحنة المؤلفة من 58 حاوية بوزن يزيد عن 2500 طن، خلال تفتيش جمركي روتيني. ولم يتم الكشف عن كامل محتوياتها إلا بمطلع تشرين الأول/أكتوبر، بحسب ما أفاد به موقع ديفانس لاين الإخباري اليمني.
ترسانة مخفية
وكانت الشحنة قادمة من جيبوتي ومموهة كبضائع تجارية، وكانت مرسلة إلى الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين لكنه تم تحويل مسارها إلى عدن بعد فرض قيود على دخول السفن إلى الميناء السابق.
![محرك توربوجت لطائرة مسيرة تمت مصادرته مع الشحنة نفسها. [إكس/محمد النقيب]](/gc1/images/2025/10/07/52303-houthis-shipment-seized-2-600_384.webp)
وعثر المفتشون داخلها على خطوط إنتاج كاملة للطائرات المسيرة ومحركات نفاثة ومنصات إطلاق ومخارط ومكابس صناعية، إضافة إلى أنظمة مراقبة وتشويش وألياف كربون وسبائك ألمنيوم ومواد خام أخرى مخصصة لإنتاج الصواريخ.
وأظهرت الصور التي نشرتها السلطات اليمنية أن العديد من المكونات هي من منشأ صيني وشملت خزانات ضغط من الفولاذ المقاوم للصدأ تستخدم لتخزين المواد الكيميائية.
ووفقا لمصادر ديفانس لاين، فإن النظام الإيراني يزود الحوثيين بمواد خطرة حيوية لإنتاج الصواريخ الباليستية والوقود الصلب.
وفي حزيران/يونيو، صادرت القوات اليمنية أيضا أكثر من 750 طنا من الذخائر الإيرانية على متن مركب شراعي كان متجها إلى مناطق الحوثيين.
وقال محللون إن هذه الحوادث تكشف عن جهد منسق بين الحرس الثوري الإيراني وكيانات صينية لإعادة بناء وتوسيع قدرات الحوثيين التسليحية.
ويوفر الحرس الثوري التدريب والتمويل والإشراف الاستراتيجي، ما حوّل الحوثيين إلى ذراع قادرة على تهديد الملاحة الدولية والدول المجاورة مع السماح لطهران بممارسة الإنكار المعقول.
مكسب الصين المدروس
هذا وتتبع بيجين ما يسميه محلل شؤون الشرق الأوسط محمد سلامي سياسة عدم الاستقرار الموجه في البحر الأحمر، إذ تحافظ على ما يكفي من الفوضى لتعقيد العمليات البحرية الغربية وحماية ممراتها الملاحية في الوقت عينه.
وقدمت الشركات الصينية تقنيات مزدوجة الاستخدام ونسقت سرا مع طهران وكبار المسؤولين الحوثيين لحماية السفن الصينية.
وبينما يسعى النظام الإيراني إلى إبراز قوته ودفع أجندته الإقليمية، تستغل بيجين حالة عدم الاستقرار لتعزيز موطئ قدمها الاقتصادي.
ومعا، حوّل الطرفان اليمن إلى مركز لتصنيع الأسلحة يهدد أحد أهم طرق التجارة في العالم.
الكلفة البشرية
وزاد تدفق الأسلحة من نشاط الحوثيين وعزز معاناة اليمن.
وتفيد منظمات إغاثية بارتفاع عمليات اختطاف الحوثيين للعاملين في المجال الإنساني والصحافيين والمدنيين، وهذا أسلوب تستخدمه الجماعة المدعومة من إيران لإسكات الأصوات المعارضة وانتزاع فدى مالية في ظل تناقص تمويلها.
وإن العنف الذي يستمر منذ سنوات حرم الشعب من الغذاء والدواء والمأوى الآمن، دافعا بالانهيار الإنساني في اليمن إلى مرحلة جديدة من اليأس.
وقال محللون إن المجتمع الدولي يواجه اليوم خيارا بين مواجهة الأطراف التي تطيل أمد الحرب أو السماح لإيران والصين بتشديد قبضتهما على بلد منهك أصلا.