إرهاب
هجمات الحوثيين تهدد التجارة في البحر الأحمر مع تفاقم الأزمة الإنسانية باليمن
يسلط استهداف وإغراق الجماعة لسفن الشحن الضوء على المخاطر البحرية المتنامية التي تهدد التجارة العالمية العابرة بالممر المائي الحيوي.
![صورة تظهر ناقلة النفط سونيون التي ترفع العلم اليوناني والتي تعرضت لأضرار جسيمة في هجوم للحوثيين بالبحر الأحمر في آب/أغسطس 2024، وهي راسية في ميناء بيرايوس باليونان بتاريخ 21 آذار/مارس. [نيكولاس كوتسوكوستاس/نور فوتو عبر وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/08/11/51443-red-sea-risk-600_384.webp)
فيصل أبو بكر |
عدن - حذر خبراء وخبراء اقتصاد من أن قيام الحوثيين مؤخرا بإغراق سفن شحن تجارية عزز المخاوف المرتبطة بوقف حركة الملاحة في البحر الأحمر، ما يهدد تدفق التجارة العالمية ويفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
وقالوا إن الهجمات التي نفذت في مطلع تموز/يوليو على سفينتي ماجيك سيز وإتيرنيتي سي حصلت في ممر مائي يمر عبره نحو 15 في المائة من حجم التجارة العالمية، ما يشكل تهديدا مباشرا للاقتصاد العالمي واستقرار الأسواق الدولية.
ويواجه اليمن الذي يستورد نحو 90 في المائة من مواده الغذائية وأدويته وسلعه الاستهلاكية عبر هذا الممر، خطر تفاقم النقص وارتفاع الأسعار بسبب اعتماده شبه الكامل على الواردات.
وفي هذا السياق، وصف المحلل السياسي محمود الطاهر الهجمات المتصاعدة بأنها "قرصنة بحرية وإرهاب ممنهج يستهدف الاقتصاد العالمي".
وقال للفاصل إن الحوثيين يبررون عدوانهم بذريعة "دعم غزة"، رغم أن معظم السفن المستهدفة لا تربطها أي صلة بإسرائيل.
وأضاف أن الجماعة المدعومة من إيران أوقفت هجماتها مؤقتا في أيار/مايو بعد أن تعهدت بعدم استهداف السفن الأميركية، باستثناء السفن التي تعتقد أنها مرتبطة بإسرائيل، لكنها منذ ذلك الحين "تراجعت عن تعهداتها".
وتابع "يتطلب ذلك تدخلا حاسما من الولايات المتحدة والدول المعنية لضمان حرية الملاحة".
وأشار إلى أن الهجمات البحرية المستمرة أدت إلى ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين بنسبة تصل إلى 300 في المائة في بعض الحالات، ما انعكس سلبا على أسعار السلع عالميا وزاد من تكاليف المعيشة لا سيما في البلدان النامية.
وأردف أن الحوثيين يربطون هجماتهم سياسيا بغزة من أجل "كسب التعاطف الشعبي"، لكن أهدافهم الحقيقية تخدم "أجندة إيران وخلق أوراق ضغط في مفاوضات الملف النووي".
وأكد أن الجماعة "تقوض أي جهود للسلام في اليمن والمنطقة حيث تستخدم الموارد لتغذية آلة الحرب والتجنيد الإجباري وتعيق وصول المساعدات الإنسانية".
’لا اكتراث‘ بالوضع الإنساني
ومن جهته، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت للفاصل إن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر لها تداعيات اقتصادية جسيمة.
وأشار إلى أن شركات الشحن الكبرى مثل ميرسك اضطرت إلى تحويل مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح، ما أدى إلى تضاعف تكاليف الشحن 3 مرات وإطالة مدة الرحلة من آسيا إلى أوروبا بأكثر من 10 أيام.
وذكر ثابت أن هذه التكاليف المتصاعدة تؤثر مباشرة على أسعار النفط والحبوب والمواد الخام، في حين يواجه اليمن تداعيات مباشرة مع تزايد تردد شركات الشحن في الإبحار إلى الموانئ اليمنية.
وشدد على إن الوضع الإنساني في اليمن يستمر بالتدهور مع انهيار الاقتصاد وضعف القطاع الخاص واستمرار تعليق الرواتب وحاجة أكثر من 21.6 مليون يمني إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وختم قائلا إن جماعة الحوثي "لا تبدي أي اكتراث بالكارثة الإنسانية، بل تسخر المساعدات الدولية لأغراضها السياسية والعسكرية وتمعن في تنفيذ أجندة إيران دون أي اعتبار لمصالح اليمنيين وأمنهم واستقرارهم".