فريق عمل الفاصل | 2025-03-04

عدن - قال مسؤولون عسكريون ومحللون إقليميون إن الحوثيين يستغلون معاناة الشعب الفلسطيني لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بهم لخدمة النظام الإيراني.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أعلن الحوثيون عن إنشاء قوة شعبية جديدة قوامها 10 آلاف متطوع لدعم غزة، بحسب المتحدث باسم الحوثيين محمد البخيتي.

وبعد مرور 15 شهرا، ما من دليل على نشر هذه القوات الموعودة.

وفي حديثه للفاصل، قال وكيل وزارة العدل اليمنية فيصل المجيدي إن "عسكرة الشباب والأطفال تحت راية حرب غزة ليس لها علاقة بالقضية الفلسطينية".

وأضاف "بل هو استغلال لتلك الراية الجاذبة للحشد".

وبدوره، قال الباحث في معهد الشرق الأوسط إبراهيم جلال في مقابلة أجراها في 19 كانون الثاني/يناير مع قناة فرانس 24 إن "الحوثيين تعلموا تقنيات ذكية في الدعاية والتضليل".

وأضاف أن الجماعة المدعومة من إيران تستغل القضية الفلسطينية "للّعب على عواطف ملايين العرب في المنطقة الذين لا يفهمون الديناميكيات والتعقيدات ذات الصلة".

هجمات الحوثيين المدعومة من إيران

وفي هذه الأثناء، يسعى النظام الإيراني إلى الاستفادة من الفوضى التي يثيرها الحوثيون في منطقة البحر الأحمر من خلال زعزعة استقرار اقتصادات خصومه الإقليميين.

وقالت الرئاسة المصرية في 26 كانون الأول/ديسمبر إن هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في البحر الأحمر كلفت مصر خسائر تقدر بـ 7 مليارات دولار من عائدات قناة السويس في عام 2024، وهو مثال واحد فقط على تداعيات أنشطة الجماعة.

وفي دليل حديث على تدخل طهران، اعترض خفر السواحل اليمني سفينة تحمل مكونات صواريخ وأنظمة رادار إيرانية كانت متجهة إلى الأراضي الخاضعة للحوثيين، حسبما أفادت وكالة خبر في 13 شباط/فبراير.

وأضافت الوكالة أن عملية الاعتراض جاءت بعد فترة وجيزة من قيام السلطات في ميناء الحديدة باعتقال شبكة تهريب تضم مواطنين إيرانيين وباكستانيين كانوا ينقلون شحنة "مشبوهة" من الأسمدة من ميناء تشابهار الإيراني.

ووفق خبراء أمنيين، فإن شحنة قطع الصواريخ والشحنات الأخرى مثلها تظهر استراتيجية النظام الإيراني في تسليح أذرعه الحوثيين لاستعراض قوته في جميع أنحاء المنطقة مع الحفاظ على إمكانية الإنكار.

وفي حين تسلح طهران الحوثيين ويشن هؤلاء هجمات على السفن التجارية، ينظم الحوثيون عراضات لافتة تضامنا مع غزة وصفها المحلل السياسي فيصل أحمد بأنها "حيلة لتحسين صورتهم".

وقال المحلل السياسي فارس البيل لموقع الفاصل إن "ما يعنيهم هو مصالحهم، إذ تركوا غزة تحت وطأة الحرب ولم يقدموا شيئا أكثر من الخطاب".

فعن طريق تنفيذ هجمات بزعم دعم شعب غزة وهي في واقع الأمر ليست كذلك، يسعى الحوثيون للتغطية على إخفاقاتهم الموثقة جيدا في الحكم في المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن.