أمن

هجمات سيبرانية جديدة تشل شبكات الحوثيين وتفاقم الأزمة الأمنية

عطلت موجة من الاختراقات المؤسسات والمصارف وخدمات الاتصالات التي يديرها الحوثيون، ما كشف عن ثغرات نظامية وقطع الخدمات عن ملايين الناس في مختلف أنحاء اليمن.

شعار مجموعة القرصنة السعودية S4uD1Pwnz. [تلغرام]
شعار مجموعة القرصنة السعودية S4uD1Pwnz. [تلغرام]

فيصل أبو بكر |

عدن -- أدت هجمات سيبرانية منسقة إلى شل البنية التحتية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ما عطل الحياة اليومية لملايين الناس وكشف عن فشل الميليشيا المدعومة من إيران في تأمين البنية التحتية الحيوية.

ومنذ تموز/يوليو، تبنت مجموعة القرصنة السعودية S4uD1Pwnz عمليات اختراق في مختلف القطاعات الأساسية، بما في ذلك هجمات متكررة على شبكة يمن نت ويمن موبايل تسببت بانقطاع الخدمة على نطاق واسع في صنعاء ومحافظات أخرى.

وقالت المجموعة إنها اخترقت أيضا مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية التي تدير موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.

وأشار القراصنة إلى أنهم تمكنوا من الوصول إلى بيانات شحن وسجلات موظفين وعدّلوا قواعد بيانات وأقفلوا منصات قبل نشر نماذج عن المعلومات المسروقة عبر الإنترنت.

وحذرت المجموعة من أن هجمات إضافية ستلي ذلك.

وأثار هذا التهديد مخاوف إزاء اضطرابات أكبر في سلاسل الإمداد بالمناطق الخاضعة للحوثيين حيث تصل معظم الأغذية والأدوية والوقود عبر هذه الموانئ نفسها.

ثغرات نظامية

وذكر خبراء أن الهجمات كشفت عن ثغرات أساسية في الدفاعات الرقمية للحوثيين.

وفي هذا الإطار، قال فهمي الباحث الرئيس السابق لجمعية الإنترنت في اليمن إن "شركات الاتصالات تعتمد على أنظمة قديمة مليئة بالثغرات الأمنية، ما سهّل اختراقها بهجمات بدائية".

وأضاف أن "جماعة الحوثي غير قادرة على تأمين القطاع رغم عوائده الضخمة".

وأشار إلى البرمجيات غير المرخصة وغياب أنظمة كشف التسلل ونقص تدريب الموظفين كأدلة على الإهمال المؤسساتي طويل الأمد.

ومنذ العام 2014، عزلت سيطرة الحوثيين القطاع عن الشراكات الدولية.

ونتيجة لذلك، تعتمد الجهات المشغلة على بنية تحتية عمرها أكثر من عقد ولا تستطيع تلبية معايير الأمن السيبراني العالمية.

وكانت التداعيات فورية.

فالمصارف أبلغت عن تأخير في المعاملات وعانت المستشفيات لتحويل البيانات الطبية وواجهت الشركات تأخيرا في دفع الرواتب جراء شلل الأعمال.

وبدوره، قال مسؤول في الأمن السيبراني بمؤسسة عامة يمنية طلب عدم الكشف عن هويته إن الشبكات في مناطق سيطرة الحوثيين تعاني من غياب حماية مزمن.

وأوضح للفاصل أن المواطنين أصبحوا فعليا "خط الدفاع الأول".

وحذر من أن فشل الحوثيين في معالجة الخروقات يعكس "عدم استعداد خطيرا" ويقوض الثقة القليلة المتبقية بقدرتهم على إدارة شؤون البلاد.

وعلى شبكة الإنترنت، سخر اليمنيون من الأعطال واصفين الشبكات المدارة من الحوثيين بأنها "ساحة تدريب للمخترقين المبتدئين".

الاستغلال بدل الحماية

وبحسب خبراء تحدثوا للفاصل، تسلط الهجمات السيبرانية أيضا الضوء على سوء استخدام الحوثيين للبنية التحتية المدنية لكسب المال والسيطرة.

وعبر احتكار شبكة يمن نت وشركات تزويد الخدمات الأخرى، تجني الميليشيا عائدات بمليارات الريالات كل سنة باستخدام الشبكات لمراقبة المدنيين وقمع المعارضة.

وأوضح الخبراء أنه عوضا عن الاستثمار في الأمن السيبراني يتم تخصيص مكاسب قطاع الاتصالات للجهد الحربي، ما يترك الخدمات المدنية الأساسية عرضة لمزيد من الأعطال.

ولفت الباحث إلى "استغلال الحوثيين القطاع في تعزيز نفوذهم السياسي والعسكري فيما يدفع المواطن الثمن الأكبر ".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *