حقوق الإنسان
اعتقالات جماعية تنفذها طهران لمدنيين إيرانيين وسط تصاعد الارتياب من ’التجسس‛
تجري حاليا ’حملة مطاردة‛ فوضوية مع قيام النظام باعتقال المدنيين بحجج واهية في محاولة لإنقاذ صورته بعد الاختراق الإسرائيلي.
![أزهار تزين حبل مشنقة تخليدا لذكرى 4 رجال أُعدموا على خلفية دورهم في احتجاجات انطلقت في إيران عقب وفاة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر 2022 أثناء احتجازها لدى شرطة الآداب الإيرانية، وذلك خلال مظاهرة في 2 آذار/مارس 2023. [أليسون بيلي/نور فوتو عبر وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/06/26/50925-iran-hanging-protest-600_384.webp)
فريق عمل الفاصل |
يقوم الحرس الثوري الإيراني باعتقال "جواسيس" إيرانيين مزعومين بشكل جماعي وسط موجة ارتياب تكشف عدم كفاءة النظام الجوهرية وعدم اكتراثه لمواطنيه.
وأصدرت وزارة الاستخبارات الإيرانية إرشادات توجيهية تطلب من المواطنين الإبلاغ عن الجيران الذين يرتدون "أقنعة وقبعات ونظارات شمسية حتى في الليل" وأيضا الأشخاص الذين يستلمون "طرودا بصورة متكررة عن طريق البريد السريع"، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن.
وأشارت الشبكة إلى أن التوجيهات التي تزداد عصبية تشمل التنبه "للأصوات غير العادية داخل المنازل مثل الصراخ وصوت المعدات المعدنية والطرق المستمر" و"المنازل التي تسدل ستائرها حتى أثناء فترة النهار".
واعتقل النظام عشرات الأشخاص في مختلف أنحاء البلاد على خلفية تهمة مزعومة بتقويض "الأمن النفسي للمجتمع" من خلال نشر محتوى على الإنترنت دعما لإسرائيل وبين هؤلاء 60 شخصا في مدينة أصفهان وحدها، وفقا لسي إن إن.
هذا وأعدم النظام في 16 حزيران/يونيو رجلا كان قد اعتقل قبل عامين بتهمة التجسس. وأعدم كذلك في 22 حزيران/يونيو ماجد مصيبي الذي اتهمه بأنه عميل لجهاز التجسس الإسرائيلي بالموساد، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي 23 حزيران/يونيو، قال القضاء الإيراني إنه شنق محمد أمين مهدوي شايسته الذي أدين بـ "التعاون الاستخباراتي" مع إسرائيل وعلاقات مزعومة بالموساد إلى جانب التعاون مع وسيلة إيران إنترناشيونال الإعلامية.
النظام يهاجم المدنيين
وإن النظام الإيراني معروف بنمط مهاجمة المدنيين عقب الخروقات الأمنية، كما ظهر عقب احتجاجات انتخابات العام 2009 والاضطرابات المرتبطة بارتفاع أسعار الوقود في عام 2019 عندما تم اعتقال الآلاف بموجب قوانين غامضة للأمن القومي.
ووفق منظمات حقوق الإنسان، تستخدم طهران بصورة متكررة مزاعم التجسس كذريعة لتكميم أفواه المعارضين السياسيين وسحق الأصوات المعارضة ما يجعل شرعية الاعتقالات الحالية موضع شك إلى حد كبير.
وقد شلت الحياة الطبيعية في ظل تنفيذ قوة الباسيج شبه العسكرية التابعة للحرس الثوري دوريات ليلية، فيما أوردت وسائل إعلام إيرانية ودولية منع الصحافيين من التقاط الصور وسط رقابة على الصحافة.
وتنبع هستيريا النظام من الكشف عن قيام عملاء للموساد بإنشاء قواعد للمسيرات داخل إيران وتهريبهم المتفجرات قبل الهجمات الاستباقية غير المسبوقة التي شنتها إسرائيل على أهداف نووية وعسكرية.
وكشفت عملية الاختراق هذه عن نقاط ضعف صارخة في قدرات النظام في مجال مكافحة التجسس، ما يثير تساؤلات حول كيفية إفلات هذه العملية من الرصد في عدة محافظات ومناطق عسكرية حساسة.
ولكن بدلا من الاعتراف بإخفاقاتها، اختارت الجمهورية الإسلامية ترهيب المواطنين العاديين الذين يواجهون الآن خطر الاعتقال على خلفية نشاطات بسيطة مثل ارتداء واقيات الطقس أو استلام طلبيات، على حد قولهم.
ويتشابه ذلك مع التكتيكات المستخدمة من قبل أنظمة استبدادية أخرى ترد على التهديدات الخارجية بعمليات تطهير داخلية، وهذه مقاربة يقول محللون إنها تؤشر إلى الضعف وليس إلى القوة.