حقوق الإنسان

توقعات بتداعيات واسعة لاعتقال النظام الإيراني العشوائي لليهود

إضافة إلى إلحاق الضرر بالمجتمع الإيراني، تزعزع حملة النظام الأخيرة لاعتقال اليهود علاقته بالعديد من دول العالم.

صورة نشرت على الإنترنت في 20 حزيران/يونيو تظهر المواطن الإيراني محمود موسوي مجد الذي تم إعدامه بعد اتهامه بالتجسس. ولم تتوفر بعد معلومات عما إذا حصل على تمثيل قانوني للدفاع عن نفسه. [إيرنا]
صورة نشرت على الإنترنت في 20 حزيران/يونيو تظهر المواطن الإيراني محمود موسوي مجد الذي تم إعدامه بعد اتهامه بالتجسس. ولم تتوفر بعد معلومات عما إذا حصل على تمثيل قانوني للدفاع عن نفسه. [إيرنا]

نور الدين عمر |

قال محللون لموقع الفاصل إن قيام النظام الإيراني مؤخرا باعتقال واحتجاز عدد من اليهود، على ما يبدو على خلفية انتمائهم الديني وحده، سيكون له انعكاسات سلبية داخل إيران وخارجها.

وذكرت مصادر إعلامية أن مواطنين أميركيين اثنين كانا من بين 35 يهوديا تم إلقاء القبض عليهم في إيران في حزيران/يونيو الماضي خلال حملة حكومية أطلقت عقب الحرب التي استمرت 12 يوما مع إسرائيل.

ولا يزال 5 ممن اعتقلوا قيد الاحتجاز، بينهم أحد المواطنين الأميركيين.

وفي هذا السياق، قال الباحث المتخصص في الشؤون الدولية محمد حامد للفاصل إن "حملة الاعتقالات العشوائية التي شملت عددا من المواطنين اليهود في إيران تدل على توتر العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران".

ولفت إلى أن الاعتقالات كانت فعليا مخططا سياسيا من جانب النظام الإيراني وسط المفاوضات النووية المتعثرة مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنها ستحدث حتما توترات على الصعيد العالمي.

وتابع أن "اعتقال مواطنين أميركيين يعتبر تحديا واضحا للأمن القومي الأميركي الذي يضع سلامة مواطنيه فوق أي اعتبار".

ورجح أن تتصاعد حالة التوتر مع الولايات المتحدة نظرا "لغياب التمثيل القانوني للمعتقلين في إيران"، قائلا إن هذا أمر "تؤكده الوقائع المثبتة لأوضاع المعتقلين خلال الفترة الماضية".

وأوضح أنه "يتم زج [المعتقلين] بالسجون لفترات طويلة أو القيام بعمليات الإعدام الفورية وهو ما حصل فعلا خلال الحرب الأخيرة، حيث تم الإعلان عن عمليات إعدام لما اسمتهم السلطات الإيرانية بالجواسيس بعد أيام قليلة من اعتقالهم".

ولفت إلى أن هذه العمليات غالبا ما حدثت "بمجرد انتهاء التحقيقات المزعومة دون مثولهم أمام القضاء والحصول على حق التمثيل القانوني للدفاع عنهم".

تأثير داخلي وخارجي

وبدوره، قال فتحي السيد الباحث المتخصص بالشأن الإيراني في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية إن "الاعتقال العشوائي لأبناء الطائفة اليهودية في إيران سيكون له تأثيره السلبي على المجتمع الإيراني".

وأضاف للفاصل أن "هؤلاء ورغم انتمائهم الديني فضلوا البقاء في وطنهم الأم رغم الشعارات المعادية لإسرائيل واليهود التي تبنتها القيادة الإيرانية".

وتابع أن طريقة معاملة النظام الإيراني لأبناء الطائفة اليهودية ستكون لها أيضا تداعيات عالمية من شأنها أن تؤثر سلبا على البلاد.

وذكر أن المجتمعات اليهودية في العديد من بلدان العالم ستظهر تضامنا مع أبناء طائفتهم وأقاربهم في إيران، وهو ما ستكون له تداعيات سياسية من دون شك على النظام الإيراني.

وأكد أن هذا سيؤثر على العلاقات الدولية ويبقي البلاد في حالة من عدم الاستقرار إلا إذا "قدمت طهران التنازلات وتعهدت بعدم التعرض للأقليات اليهودية وغيرها من القوميات التي تعاني من الظلم الممنهج".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *