العلوم والتكنولوجيا

الجواسيس الرقميون يفضحون تصاعد الحرب الاستخباراتية بين إسرائيل وإيران

مع تصاعد التوترات، تنشر الدول شبكات تجسّس تستغل وسائل التواصل الاجتماعي والمصادر البشرية لجمع أسرار عسكرية حساسة.

غونين سيغيف، الوزير الإسرائيلي السابق الذي وُجهت إليه تهمة التجسس لصالح إيران، يظهر في محكمة بالقدس يوم 5 تموز/يوليو 2018. [رونين زفولون/وكالات - وكالة الصحافة الفرنسية]
غونين سيغيف، الوزير الإسرائيلي السابق الذي وُجهت إليه تهمة التجسس لصالح إيران، يظهر في محكمة بالقدس يوم 5 تموز/يوليو 2018. [رونين زفولون/وكالات - وكالة الصحافة الفرنسية]

نور الدين عمر |

الاعتقال الأخير لعميل إيراني في إسرائيل يُعد مؤشراً على الطبيعة المتطورة للتجسس الحديث، حيث تتقاطع تطبيقات المراسلة المشفّرة مع الاستخبارات البشرية لتشكّل عمليات استخباراتية بين الخصمين.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فقد تمكن العميل الذي قٌبض عليه من التسلل إلى خطط عسكرية إسرائيلية، وحصل على معلومات حساسة تتعلق بهجمات برية محتملة على منشآت نووية إيرانية، ومسارات طيران مخصصة للطائرات المسيرة الإسرائيلية.

استخدام الجاسوس لتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي كان لافتاً، إذ أن السلطات الإيرانية تحظر على مواطنيها وشركاتها استخدام المنصات نفسها.

الخبير العسكري السعودي اللواء المتقاعد منصور الشهري قال في حديثه لموقع الفاصل، إنه "لطالما كانت أعمال التجسس هي الأداة الأبرز في الحروب بين الدول".

إسرائيليون من أصل إيراني يصلّون عند حائط البراق في القدس يوم 4 أيار/مايو عام 2000 من أجل يهود إيرانيين معتقلين في إيران بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. [مناحم كاهانا/وكالة الصحافة الفرنسية]
إسرائيليون من أصل إيراني يصلّون عند حائط البراق في القدس يوم 4 أيار/مايو عام 2000 من أجل يهود إيرانيين معتقلين في إيران بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. [مناحم كاهانا/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأضاف: "إلا أن هذه الأداة أصبحت أكثر تطورا وأهمية في عصرنا الحالي بسبب التقدم التكنولوجي الكبير وسهولة التواصل ونقل المعلومات".

وأوضح الشهري أن "في الصراع الإسرائيلي-الإيراني، يُعدّ التجسس عنصراً أساسياً في العمليات العسكرية، إذ يُمكّن من التخطيط الدقيق وجمع المعلومات الاستخباراتية بعد تنفيذ العمليات".

وأشار إلى أنه "على الرغم من تطور تكنولوجيا الأقمار الصناعية وأجهزة المراقبة، فإن العنصر البشري ما يزال محوريا، لا سيما عند دمجه مع قنوات اتصال آمنة ومشفّرة مثل تطبيق تلغرام".

ولاحظ الشهري أن من المفارقات أن يعمل العملاء الإيرانيون عبر منصات التواصل الاجتماعي الغربية في حين تقيّد حكومتهم وصول المواطنين إلى نفس الأدوات، ما يبرز الأهمية الاستراتيجية التي توليها طهران لقدرات التجسس الرقمي.

طرق التجنيد

من جهته، قال خبير الشؤون الإيرانية شيار تركو لموقع الفاصل، إن الحرس الثوري الإيراني طور نهجا متعدد الأبعاد في زرع العملاء، بما في ذلك داخل إسرائيل.

ولفت إلى أنه منذ وصول النظام الإيراني إلى السلطة، عمل الحرس الثوري الإسلامي بشكل مطرد على توسيع نطاقه الاستخباراتي خارج حدود إيران.

وأضاف تركو أنه "نظرا لتعقيد المواجهة بين إسرائيل وإيران... لجأ الحرس الثوري الإيراني إلى استخدام خيارات معينة لتجنيد العملاء داخل إسرائيل"، مشيرا إلى ثلاث استراتيجيات رئيسة يستخدمها للتجنيد.

وأوضح أنه في إحدى الاستراتيجيات، تُستخدم الحوافز المالية كوسيلة لتجنيد أفراد موجودين بالفعل داخل إسرائيل.

ويتمثل نهج آخر في زرع عملاء من أصل إيراني يتمتعون بروابط خاصة واجتماعية تدفعهم إلى الاستمرار في التعاون.

وثمة طريقة أخرى تعتمد على استغلال العلاقات العاطفية، لكنها تُعتبر أضعف الخيارات، حسبما ذكر تركو، إذ تتطلب سنوات من الإعداد وعمليات سرية مستمرة دون تواصل مباشر مع المشرفين.

وتابع الشهري أن "حرب التجسس" بين الدولتين ستتصاعد مع استمرار التوترات وضعف الثقة الدولية بإيران.

وتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة اعتقالات إضافية لعملاء إيرانيين يحاولون جمع معلومات استخباراتية إسرائيلية حساسة، ما يشير إلى الطبيعة المستمرة لهذا الصراع غير المرئي.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *