أمن
حادث مريب بسفارة في الدنمارك يكشف عن حرب ظل متوسعة للنظام الإيراني
يحذر خبراء من أن خلايا الحرس الثوري الإيراني توسع نطاق أنشطتها التجسسية والإرهابية ضد أهداف يهودية وإسرائيلية من أوروبا إلى أستراليا.
![الشرطة الدنماركية وسيارة إسعاف في السفارة الإسرائيلية في هيليروب بكوبنهاغن بتاريخ 3 تموز/يوليو بعد الاستجابة لطرد مشبوه. [ستيفن كناب/ريتزاو سكانبيكس عبر وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/09/04/51769-denmarksuspiciouspackageattheisrael-600_384.webp)
نور الدين عمر |
أوردت محطة دي آر الدنماركية أن الشرطة الدنماركية أغلقت المنطقة المحيطة بالسفارة الإسرائيلية في كوبنهاغن بعد اكتشاف طرد مشبوه وقامت بنشر فرق تفكيك القنابل وضباط يرتدون بدلات واقية.
وحذر خبراء أمن موقع الفاصل من أن الحادث الذي وقع في تموز/يوليو كان جزءا من حملة مدروسة من قبل الحرس الثوري الإيراني لزعزعة استقرار المجتمعات اليهودية وتهديد البعثات الدبلوماسية في مختلف أنحاء العالم.
وذكر المحلل العسكري يحيى محمد علي أن طهران تكثف عمليات جمع الاستخبارات حول العالم "التحضير للهجمات الإرهابية حالما تدعو الحاجة".
واستجابت أجهزة الأمن الأوروبية التي هي بالفعل في حالة تأهب قصوى عقب سلسلة تبادل صواريخ بين إيران وإسرائيل، بتأمين المراقبة على مدار الساعة وتعزيز الحماية للمواقع اليهودية.
وأضاف علي أنه تم إجهاض العديد من الهجمات المخططة في الدنمارك والسويد وبلدان أوروبية أخرى.
نمط تصعيدي
هذا وجاء حادث كوبنهاغن بعد انفجار وقع في تشرين الأول/أكتوبر على بعد 500 متر فقط من السفارة نفسها.
ويواجه مراهقان سويديان يبلغان من العمر 16 و19 سنة اتهامات على خلفية نقل 5 قنابل يدوية وتفجير 2 منها بالقرب من المبنى.
ووقع هذا الهجوم بعد وقت قصير من إطلاق نار على السفارة الإسرائيلية في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وتوصل المحققون إلى أن الحادثين يشيران إلى نمط ناشئ من العمليات المدعومة من إيران.
وفي أواخر حزيران/يونيو ألقت الشرطة الدنماركية القبض على رجل في مدينة آرهوس بتهمة التجسس على ممتلكات يهودية في ألمانيا لصالح الاستخبارات الإيرانية، حسبما أفاد المدعون العامون الألمان.
وأضاف المدعون أن الرجل كان قد جمع معلومات عن 3 مواقع "على الأرجح استعدادا لمزيد من الأنشطة الاستخباراتية في ألمانيا، وربما يشمل ذلك شن هجمات إرهابية ضد أهداف يهودية".
وفي هذا السياق، قال الخبير المختص في الشؤون الإيرانية فتحي السيد للفاصل إن طهران قد تغلغلت بالمجتمعات المحلية لبناء شبكات تستهدف المصالح اليهودية والإسرائيلية.
وأضاف أنها تشن في الوقت نفسه حملات دعائية تستغل حرب غزة والصراعات الأوسع في الشرق الأوسط.
وقد تم تأكيد النطاق العالمي للحملة في أستراليا.
فقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز في 26 آب/أغسطس إنه ثبت وقوف إيران وراء هجمات الحرق العمدي المعادية للسامية التي استهدفت مطعم كوشير في سيدني وكنيسا يهوديا في ملبورن في عام 2024.
ودان هذه الأفعال واصفا إياها بأنها "أعمال عدوانية خطيرة" تهدف إلى تمزيق التماسك الاجتماعي في أستراليا.
وأضاف ألبانيز أن كانبيرا طردت سفير طهران في أول عملية طرد من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية وأكدت خططها بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
وحذر الخبراء من أن العمليات الخفية التي ينفذها النظام الإيراني والتي تجمع بين عمليات التجسس والتخريب والدعاية، لم تعد مجرد تهديدات إقليمية بل باتت حملة منسقة تمتد عبر القارات وتعرّض الأمن الدولي للخطر.