إرهاب
حزب الله يمارس الترهيب ضد معارضيه في ظل تلاشي قبضته على المجتمع
يؤشر هجوم في وضح النهار على رجل دين معتدل إلى تصاعد قمع الحزب المدعوم من إيران للأصوات المستقلة التي تتحدى سلطته.

نهاد طوباليان |
بيروت -- تعرض رجل دين معتدل لضرب مبرح في وضح النهار في معقل لحزب الله بتاريخ 10 حزيران/يونيو، وذلك في هجوم يقول المعارضون إنه جزء من حملة ترهيب متصاعدة للأصوات المستقلة في لبنان.
حيث تم الاعتداء على الشيخ ياسر عودة في بلدة حارة حريك جنوبي بيروت على يد مختار الباشورة محمد كامل شحرور، حسبما نقله موقع جنوبية.
ووقعت الحادثة أثناء تنقل عودة على متن دراجة نارية بالقرب من مكتب رجل الدين البارز السيد محمد حسين فضل الله، وكان برفقة شخص من مكتب هذا الأخير.
وقام شحرور بضرب وصفع الشيخ بصورة متكررة مهددا "بتصفية دمك بالأرض" إذا استمر بانتقاد حزب الله عبر محطات التلفزة، بحسب ما نقله شاهد عيان.
وسقط عودة على الأرض بعد الضربات المتكررة وكان عاجزا عن الكلام.
واعتبر معارضو حزب الله أن الهجوم شكّل فعليا إنذارا للأصوات المستقلة، لافتين إلى امتناع الحزب عن إدانته.
وفي هذا السياق، قال مدير تحرير موقع أساس ميديا الناشط السياسي محمد بركات لموقع الفاصل إن الحادثة تتبع نمطا من الترهيب التصاعدي.
وأوضح "كان الاعتداء رهيبا وقاسيا على عودة. لم تكن رسالة شخصية له، بل اعتداء سياسي عليه بسبب مواقفه المنتقدة لحزب الله".
تراجع الدعم السياسي
ووضع بركات التهديدات والاعتداءات الأخيرة بسياق ما أفرزته الانتخابات البلدية من نتائج تنذر حزب الله بتفلت قاعدته الشعبية من يديه.
وتابع أن الحزب فشل بتحقيق التزكية في عشرات القرى والبلدات وقد خرق لوائحه عدد من المرشحين من خارج الحزب بفارق كبير.
وقال "يريد حزب الله إسكات الأصوات المعارضة له"، محذرا من أن معارضيه قد يواجهون "جولة جديدة من الاعتداءات قد تصل لحد الاغتيالات لمعارضين لهم حضورهم واستقلاليتهم".
ورغم هذا الترهيب، تعهد العديد من الشخصيات البارزة بمواصلة رفع الصوت ضد الحزب المدعوم من إيران.
وبدوره، رأى المنسق العام لجبهة جنوبيون مستقلون محمد شعيب في حديث للفاصل أن الاعتداء على عودة يسلط الضوء على تهديد حزب الله بأن "أي صوت اعتراضي سيدفعكم حياتكم ثمنا".
وكان شعيب قد رفع دعوى قضائية ضد حزب الله في كانون الأول/ديسمبر الفائت على خلفية تعرض أملاكه ببلدة تول الجنوبية للسرقة واحتجاز ابنته في النبطية لمشاركتها في استبيان حول الانتخابات النيابية للعام المقبل.
وسأل "حينما كان بعز جبروته وقوته، كنا نقول كلمة الحق بوجهه الجائر. فكيف اليوم وحزب الله بعز ضعفه الأخلاقي قبل الأمني والعسكري؟".
وأضاف "نطمح لحماية الطائفة الشيعية من استمرار حزب الله باستغلالها وإرهابها".
وختم قائلا "الفرق بيننا وبينه أن أخلاقه مرتهنة للنظام الإيراني فيما أخلاقنا مرتهنة للوطنية".