إرهاب
ضربات أميركية دقيقة تستهدف قادة الحوثيين ومقاتليهم وبُنيتهم التحتيّة العسكرية
تنشر القوات الأميركية قدرات استهداف متقدمة، مع التزام صارم ببروتوكولات حماية المدنيين، في عملياتها ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
تستخدم الولايات المتحدة كل الموارد المتاحة للتخفيف من الخسائر المدنية وتقليلها، وتستهدف الأهداف الحوثية والإرهابية المشروعة فقط.
بقلم فريق عمل الفاصل |
أفادت مصادر عسكرية أميركية بأن الضربات الأميركية الموجّهة ضد قادة ومقاتلي الحوثيين، إضافة إلى بنيتهم التحتية العسكرية، تعتمد على مزيج من الأساليب الاستخباراتية المتطورة والتدابير الصارمة الهادفة إلى حماية المدنيين.
وأشارت المصادر إلى أنّ كل ضربة يتم تنفيذها بموجب إرشادات البنتاغون، كجزء من حملة جوية ضد الجماعة المدعومة من إيران والتي بدأت في 15 مارس/آذار، تتطلب تخطيطا مسبقا مفصلا لتقييم وتقليل الضرر الواقع على المدنيين.
وقد أتاحت هذه البروتوكولات، إلى جانب استخدام الأسلحة الموجهة بدقة، تنفيذ عمليات دقيقة تستهدف الأصول العسكرية والمقاتلين، مع الحفاظ على حماية المناطق المدنية.
وقد اعتبر مسؤولون أميركيون ويمنيون أن هذه الاستراتيجية أثبتت فعاليتها.
![صورة لآلية مدمرة تحمل هوائي رادار في ميناء الحديدة على البحر الأحمر في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، بعد أن استهدف الجيش الأميركي مواقع رادار الحوثيين بشكل مباشر لأول مرة. [مراسل/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/04/25/50151-hodeidah-radar-antenna-600_384.webp)
وقد "تكبّدت ميليشيا [الحوثي] خسائر بشرية على مختلف مستويات القيادة"، وفقا لما صرّح به وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في منشور له بتاريخ 9 أبريل/نيسان على منصة إكس.
وفرضت هذه الضربات ضغطا كبيرا على هيكل القيادة لدى ميليشيا الحوثي، وتسببت في حالة من الخوف والارتباك داخل صفوفها.
وكان وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث قد أشار في وقت سابق من هذا الشهر إلى "أنهم لن يعترفوا بحجم خسائرهم أو مدى الدمار الذي لحق ببنيتهم القيادية، لكننا نعلم ذلك".
فقد نجحت الضربات الأميركية في استهداف منشآت تخزين الأسلحة تحت الأرض التابعة للحوثيين إلى جانب أجهزة الرادار وأنظمة الاتصالات والثكنات العسكرية، كما طالت الضربات ميناء رأس عيسى النفطي ، الذي كان يُدرّ مليارات الدولارات لصالح الجماعة.
وتسبّبت الضربات الأميركية الأخيرة كذلك في تعطيل مصنع السواري للأسلحة الواقع في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، حيث كشفت الانفجارات الثانوية التي أعقبت القصف عن الطابع العسكري للمنشأة، وذلك رغم مزاعم الحوثيين بأنها تُستخدم لأغراض مدنية، وفقاً لما أورده المشهد اليمني بتاريخ 17 أبريل/نيسان.
وأفاد أن ضربة جوّية استهدفت اجتماعا لكبار قادة الحوثيين داخل قبو منزل تاجر الأسلحة ربيع جرمان السعدي، وأسفرت عن مقتل شخصيات بارزة في الجماعة، من بينهم خالد المدني، رئيس أمن المنشآت في صنعاء.
'جريمة مزدوجة'
هذا وكان الحوثيون يقصفون المناطق المدنية الخاضعة لسيطرتهم ثم يلقون باللوم في هذه الهجمات على القوات الأميركية من خلال تلاعب إعلامي ممنهج، بحسب ما أفادت الحكومة اليمنية في 21 أبريل/نيسان.
قدّمت الحكومة أدلة تُظهر سلسلة من الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثي، في وقت سعت فيه الجماعة إلى التستر على مسؤوليتها وتوجيه اللوم لأطراف أخرى. ووصفت الحكومة تلك الهجمات وحملة التضليل المصاحبة لها بأنها "جريمة مزدوجة".
وفي إحدى الحوادث، وثّق سكان في صنعاء قيام الحوثيين بإطلاق صاروخ من داخل المدينة، ما أسفر عن إصابة حي مكتظ بالسكان.
وفي مثال آخر، تُظهر صور لصاروخ في موقع سقوطه بمنطقة جبل المحويت علامات كتابية عربية بدائية، تتناقض بوضوح مع الخصائص الفنية المميزة للذخائر الأميركية.
كما أظهر تحليل الحُفر في مقبرة ماجل الدماء بصنعاء أنماطا من الأضرار لا تتوافق مع القدرات المعروفة للأسلحة الأميركية.
عقب الهجوم على سوق فروة في صنعاء، فرضت جماعة الحوثي طوقا أمنيا مشددا، ومنعت التغطية الإعلامية واعتقلت عددا من المواطنين الذين وثقوا لحظة إطلاق الصاروخ وما أعقبها، وذلك وفقا لتصريحات وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني.
وأكد في منشور له على منصة إكس بتاريخ 21 أبريل/نيسان أن ذلك يُثبت تورطهم في الهجوم، مضيفا أن الجماعة تسعى إلى إثارة الغضب العام من أجل تعزيز أجندتها، ولو كان ذلك على حساب أرواح المدنيين.