إرهاب
حملة على مواقع التواصل الاجتماعي باليمن تفضح أساليب الدروع البشرية للحوثيين
تتحد المجتمعات لرفض التواجد الحوثي في ظل عسكرة الجماعة المدعومة من طهران للمناطق المدنية.
![فجّر الحوثيون متفجرات في رداع بمحافظة البيضاء في 19 آذار/مارس 2024، ما أدى إلى مقتل 15 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال، بحسب منظمة حقوقية. [مواطنة لحقوق الإنسان]](/gc1/images/2025/05/21/50466-houthis-home-demolition-600_384.webp)
فيصل أبو بكر |
عدن -- قال محللون لموقع الفاصل إن حملة واسعة على شبكة الإنترنت في اليمن تساعد المدنيين على مواجهة جهود الحوثيين لإخفاء المقاتلين والأسلحة وسط التجمعات السكنية.
وانتشر هشتاق #لاتقبلوا_الحوثيين_بينكم سريعا عبر المناطق الشمالية الخاضعة للحوثيين، ردا على تكتيك يعود إلى نشأة الجماعة.
واكتسبت الحملة زخما خلال العمليات العسكرية الأميركية التي امتدت على 53 يوما وانتهت في 7 أيار/مايو، عندما تعهدت الجماعة المدعومة من النظام الإيراني بوقف هجماتها في البحر الأحمر.
وفي منتصف نيسان/أبريل، اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الجماعة بتعمد تخزين الأسلحة في مرافق عامة ومواقع صناعية عبر الأراضي الخاضعة لها.
وكتب على منصة إكس أن "الميليشيا أظهرت بصورة متكررة عدم اكتراثها بأرواح المدنيين فتستخدمهم عمدا كدروع بشرية... من دون التنبه للكوارث الإنسانية التي قد تنتج عن مثل هذه الممارسات الإجرامية".
وأصبح النشاط الرقمي "جبهة مقاومة إعلامية مؤثرة" تقوم بتعبئة منظمات حقوق الإنسان وتطالب بإدانة دولية، بحسب ما ذكره المحلل السياسي محمود الطاهر الذي يوثق منذ فترة طويلة انتهاكات الحوثيين.
ففي عام 2016، وجد خبراء من الأمم المتحدة أن الحوثيين يقومون بصورة منهجية بإخفاء المقاتلين والمعدات العسكرية في مناطق مدنية مثل المخا في محافظة تعز لردع الضربات.
وقال الطاهر إن أساليب الجماعة تشمل إجبار الأهالي على البقاء في بيوتهم أثناء الغارات واحتلالها المنازل وتفخيخ المباني التي تم إخلاؤها وتحويل الممتلكات الخاصة إلى مواقع عسكرية.
وأوضح للفاصل أن "المدنيين هم الضحايا الأوائل لاختباء الحوثيين بينهم. فيستخدم الحوثيون البيوت والمزارع والمدارس كتحصينات عسكرية، ما يعرّض السكان لخطر مباشر".
ومن جانبه، قال عبدالقادر الخراز مدير المشاريع البحثية بالمركز الديموقراطي العربي ومقره برلين إن "أساليب الحوثيين للاختباء من استهدافهم بواسطة الغارات الجوية عديدة، منها استخدام منشآت مدنية مثل الموانئ والمطارات".
وأشار إلى أن الجماعة قامت بعسكرة ميناء رأس عيسى مع التعمد بإبقاء العمال المدنيين في الموقع.
وأضاف أن الحوثيين يستمرون بنشر المدنيين في مناطق استراتيجية لحماية عملياتهم.
وبدوره، قال المحلل السياسي فيصل أحمد لموقع الفاصل إن العائلات في صنعاء تأقلمت مع المخاطر عبر الانتقال مؤقتا إلى مساكن أكثر أمانا خلال العمليات العسكرية والعودة فقط بعد زوال التهديدات.
رفض شعبي
وبحسب الطاهر، تقوم المجتمعات في تعز والحديدة ومأرب بصورة نشطة بالإبلاغ عن تحركات الجماعة ورفض إيواء مقاتليها.
وأشار إلى أن هذه المقاومة أنشأت رادعا مهما يحد من قدرة الحوثيين على التحرك على الأرض.
ومع رفض المزيد من المناطق لها، قامت الجماعة بتصعيد عملياتها الانتقامية.
حيث أورد موقع المشهد اليمني أن الحوثيين فجروا في 18 أيار/مايو عدة منازل في منطقة غريب السوداء بمحافظة عمران بعد اتهام السكان بمعارضتهم.
وذكر الموقع الإخباري أن التفجيرات جاءت بأمر من مسؤول حوثي رفيع.
وأضاف أنه منذ الانقلاب الذي نفذوه عام 2014، دمر الحوثيون 900 منزل لمعارضين للجماعة عبر محافظات مختلفة.