إرهاب
تحذير رجال دين مسلمين: القاعدة تخالف مبادئ الإسلام الجوهرية
تعمل المؤسسات الإسلامية الرائدة في مصر وحول العالم على التصدي لتشويه تنظيم القاعدة للمبادئ الإسلامية.
جنى المصري |
القاهرة - قال علماء من مؤسسة الأزهر المرموقة في مصر إن تنظيم القاعدة يخالف بشكل منهجي المبادئ الإسلامية ويستغل الدين كغطاء للعنف وجمع الثروات وتوطيد السلطة.
وذكر الشيخ الأزهري مصطفى المنسي لموقع الفاصل إن تنظيم القاعدة "منذ الإعلان عن إنشائها بدأ بمخالفة أبسط قواعد وتعاليم الشريعة الإسلامية إلا وهي التسامح والعيش بسلام مع غير المسلمين".
وأضاف أن وجود آلاف دور العبادة غير الإسلامية في مختلف المناطق التي لها حضور إسلامي تاريخي يشهد على تقاليد التسامح المتجذرة.
ولكن خالف تنظيم القاعدة هذه التعاليم ودمر المواقع الدينية وأجبر غير المسلمين على دفع الجزية، وهي ضريبة إسلامية قديمة حرّفها التنظيم خدمة لأغراضه بالإكراه، وذلك دون تقديم أية حماية مقابل ذلك.
هذا ويقوم التنظيم المتطرف بانتقاء النصوص الدينية بينما يتجاهل تحريم الإسلام القاطع لقتل المدنيين وشن الحرب على المسلمين، كما أوضحته مجلة مركز مكافحة الإرهاب سنتينيل.
وأشار المنسي إلى أن هذا التفسير الانتقائي للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية قد أحدث ضررا كبيرا بصورة الإسلام يفوق حتى الضرر الذي ألحقه الأعداء الخارجيون.
وأكد أن التنظيم "وصل إلى درجة القيام بمجازر لا سبيل لها في التاريخ كحادثة تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك في 11 أيلول/سبتمبر 2001 والذي راح ضحيته آلاف المدنيين".
وأسفرت التفجيرات والهجمات التي نفذها التنظيم عن مقتل عدد لا يحصى من المدنيين المسلمين وغير المسلمين في البلاد العربية.
ووصف المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ تنظيم القاعدة بأنه "العدو الأول للإسلام"، مؤكدا في عام 2014 أن أيديولوجيته المتطرفة وإرهابه "لا يمثلان بأي حال من الأحوال جزءا من الإسلام".
محاربة التعاليم الزائفة
هذا وأشار مرصد الفتاوى التابع لدار الإفتاء إلى أن التنظيمات مثل القاعدة تعطي الأولوية للتفوق على حساب القيم المشتركة مع تغيير الولاءات بما يتناسب مع أهدافها.
ولمواجهة ذلك، تقوم مؤسسات مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء في مصر بمراقبة أنشطة الجماعات المتطرفة.
وقال الشيخ والأستاذ الأزهري محمود سعد الدين "نقوم بكل ما بوسعنا لتصحيح الأفكار المغلوطة التي نشرها تنظيم القاعدة حول الإسلام".
وشدد على أنه "من يقوم بتشويه الإسلام ليس بمسلم"، وهو موقف يشاركه فيه كبار العلماء المسلمين حول العالم.
ومن خلال التعليم والحوار ومبادرات مكافحة التطرف، تهدف المؤسسات الإسلامية لدحض الروايات الهدامة وتعزيز إرث الإسلام القائم على التسامح والسلام والمعرفة.
وفي عام 2024، دخل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في شراكة مع مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات لدحض الرسائل المتطرفة وتقديم بدائل متجذرة في التعاليم الإسلامية الأصيلة.
وأكد سعد الدين أن الإسلام يشجع على التعليم والمعرفة لإفادة المجتمع، في حين أن تنظيم القاعدة يسعى لنشر الجهل للتلاعب بالمجتمعات.
واستدرك أن دعم التعليم "من مهام الأزهر الرئيسية".