إرهاب
اليمن تحذر شركات الشحن من مخطط الشرعية الذاتية للحوثيين
يروج الحوثيون بصورة مكثفة لندوة عبر الإنترنت عن ’أمن الملاحة‛ مع مواصلة تصعيد هجماتهم على السفن التجارية.
فيصل أبو بكر |
عدن - حذرت حكومة اليمن الشركات المالكة والمشغلة للسفن وشركات الشحن والتأمين من الابتعاد عن جهود الحوثيين الرامية للترويج لـ"مركز مساعدات إنسانية" الذي تم فضحه مؤخرا على أنه مخطط ابتزاز.
وأنشأت الجماعة المدعومة من إيران مركز تنسيق العمليات الإنسانية المزعوم في شباط/فبراير الماضي وتستخدمه لابتزاز المال من السفن التجارية العابرة في باب المندب، بحسب مصادر متعددة.
ويقدر تقرير صدر عن فريق خبراء تابع للأمم المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر أن جماعة الحوثي التي صنفت كتنظيم إرهابي من قبل عدد من الدول، تدر 180 مليون دولار شهريا من خلال القرصنة البحرية وابتزاز وكالات الشحن الدولية.
وفي تصريح نشره على موقع إكس في 31 كانون الأول/ديسمبر، حث وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الشركات على عدم المشاركة في ندوة عبر الإنترنت يروج لها مركز تنسيق العمليات الإنسانية حول "أمن الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن".
وقال إن الحوثيين "يحاولون استغلال هذه الندوة لتضفي شرعية على أنشطتها الإرهابية والترويج لنفسهم كلاعب رئيسي في مجال ’أمن الملاحة‛ تحت غطاء ’الندوات الإنسانية‛".
وتابع "إنها محاولة يائسة تهدف إلى التمويه على أفعالهم العدوانية التي تسببت في مقتل العديد من الأبرياء، وهددت الاقتصاد العالمي في أحد أهم ممرات التجارة الدولية".
وأضاف أن الجماعة واصلت تهديداتها ضد الحركة البحرية، فشنت "مئات الهجمات باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى القوارب الملغمة إيرانية الصنع".
وذكر أن "هذه الهجمات أسفرت عن تدمير سفن تجارية ومقتل العديد من البحارة والاستيلاء على سفن أخرى في تحد صارخ للقوانين البحرية الدولية".
وحذر الإرياني من أن الدول التي تسقط في فخ الحوثيين وتتعامل مع مركز تنسيق العمليات الإنسانية ستحاسب على أفعالها.
تهديد مبطن
وفي هذا السياق، قال عبدالسلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات في حديث للفاصل إن الحوثيين يسعون من خلال تنظيم ندوة عن أمن البحر الأحمر إلى إظهار أنهم الكيان الوحيد القادر على الحفاظ على الأمن الإقليمي.
وتابع أن الندوة هي مخطط تنوي الجماعة استخدامه للتفاوض على الاتفاقيات مع شركات الشحن والدول التي تعمل تحت مظلتها، وهو مسعى للحصول على اعتراف بسلطتها في البحر الأحمر.
وأوضح أن هدفها النهائي هو "تحقيق السيطرة على مضيق باب المندب" خدمة للنظام الإيراني، والحصول على اعتراف دولي به "كحام للبحر الأحمر".
وبدوره، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للفاصل إن دعوة الحوثيين إلى الندوة "هي بمثابة تهديد للشركات بأن عدم الاستجابة لهم سيعرض السفن التابعة لها للاستهداف".
ولكنه أشار إلى أن التهديد الأساسي لأمن البحر الأحمر هو الحوثيين أنفسهم "الذين ينفذون أجندة إيرانية"، لافتا إلى أنه "ليس لليمن أو أي طرف آخر مصلحة من هذه العمليات الإرهابية".