أمن
اليمن يعزز قواته البحرية في ظل مضايقة الحوثيين للملاحة بالبحر الأحمر
تستعد القوات المسلحة اليمنية للعب دورها في تأمين الممر المائي في ظل تقدم الجهود الدولية المبذولة لحماية البحر الأحمر.
فيصل أبو بكر |
عدن -- مع تصاعد الهجمات المنفذة من قبل الحوثيين المدعومين من إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر، تبحث الحكومة الشرعية اليمنية سبل تعزيز قدرات قواتها البحرية للمساعدة في تأمين المياه الإقليمية.
ويعد هذا المسعى منفصلا عن المبادرات العالمية الهادفة إلى مواجهة التحديات التي يمثلها الحوثيون، لكنه يتوافق معها، حسبما نقلت صحيفة الشرق الأوسط في 13 كانون الأول/ديسمبر.
وتشمل الجهود الدولية إنشاء مبادرة أمنية متعددة الجنسيات في البحر الأحمر وخليج عدن يوم الاثنين، 18 كانون الأول/ديسمبر، لمواجهة التهديد الحوثي في الممر المائي الاستراتيجي.
وستجري عملية حارس الازدهار تحت مظلة القوات البحرية المشتركة المكونة من 39 عضوا وقيادة فريق العمل المشترك 153 الذي يركز على الأمن في البحر الأحمر.
ووسط التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر، أجرى العميد الركن طارق صالح من مجلس القيادة الرئاسي في اليمن بتاريخ 12 كانون الأول/ديسمبر استعراضا للتشكيلات البحرية المؤلفة من خفر السواحل اليمني واللواء البحري الأول.
وأظهر الاستعراض الذي أجري في مدينة المخا بمحافظة تعز جهوزية القوات اليمنية لتنفيذ مهامها في الحفاظ على السلام والأمن ضمن الحدود البحرية في المجال الساحلي الغربي، حسبما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط.
وشدد صالح على "على أهمية الالتزام باليقظة العالية والبقاء في تأهب دائم لمواجهة أية مخاطر عدوانية تهدد الموانئ والسواحل والجزُر المحررة والمياه الإقليمية"، وفق ما نقلته الصحيفة.
وشدد على أن استقرار اليمن هو الهدف الأولي من تطوير أية قوة عسكرية، قائلا إن الأنشطة العدائية للحوثيين تهدف إلى إلحاق الضرر باليمنيين وزعزعة استقرار البلاد والتدخل في المياه الإقليمية.
وتابع أن أفعال الحوثيين تهدف إلى حماية مصالح إيران وطموحها بالسيطرة على المياه الإقليمية في مضيق هرمز وباب المندب.
التأثير على اليمن
وبدوره، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت لموقع الفاصل إن "التجارة الدولية متضررة إلى حد كبير بسبب هجمات الحوثي على سفن الشحن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".
وتابع أن التأثيرات مهمة بشكل خاص بالنسبة لليمن الذي هو مستورد صاف للمواد الغذائية ويعاني أصلا من ظروف اقتصادية متقلبة بسبب حرب أشعلها الحوثيون المدعومون من إيران.
وفي مواجهة التهديدات المتصاعدة، أعلن عدد من شركات الشحن الكبرى خلال الأسبوع الجري عن وقف حركة العبور في البحر الأحمر.
وقال ثابت إن "توقف سفن الملاحة يهدد واردات اليمن الغذائية واحتياجاته الأساسية والتي تمثل أكثر من 90 بالمائة من حجم احتياجاته".
وإن ادعاء إيران الأخير بـ"هيمنتها" على البحر الأحمر وتهديداتها بالتسبب بـ"مشاكل غير عادية" في حال تم بذل جهد لتعزيز قوة متعددة الجنسيات لحماية الممر المائي قوبلت برد حاد من الجانب اليمني.
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني في منشور على إكس بتاريخ 16 كانون الأول/ديسمبر إن تهديدات كتلك التي نشرها وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني "تكشف الدوافع الحقيقية للهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي".
وتابع أن "تلك الادعاءات مجرد ذريعة لممارسة القرصنة وتنفيذ الإملاءات الإيرانية في تهديد الأمن البحري وحركة التجارة العالمية".
'أفعال الحوثيين الطائشة'
وفي هذه الأثناء، وصف وكيل وزارة العدل اليمنية فيصل المجيدي استهداف الحوثيين للسفن بـ "الأفعال الطائشة" التي تخدم إيران ومشروعها.
وأضاف أن تردد إيران في التدخل مباشرة في حرب إسرائيل وحماس تسبب بإحراج حقيقي لـ "محور المقاومة" المزعوم التابع لها.
وتابع أنه لهذا السبب، أعطت إيران "الإشارة الخضراء للحوثيين بتنفيذ هذه الهجمات على سفن الشحن".
وأوضح أن أفعال الحوثيين في البحر الأحمر تضر بالشعب اليمني، مشيدا بتحرك القوات اليمنية لتوحيد جهودها من أجل حماية الملاحة في باب المندب.
وأشار إلى أن هذا التحرك سيكون له تأثير إيجابي على أمن ممرات الشحن البحرية وسلامتها.
وطالب المجيدي المجتمع الدولي بدعم القوات المسلحة وخفر السواحل اليمنية لتتمكن من لعب دور قيادي في حماية الملاحة في البحر الأحمر.
والله لعبت ياظهر مع من كان وتغير فكان