أمن
روسيا تحول تركيزها إلى أفريقيا بعد نكستها في سوريا
بدأت روسيا بنقل أصولها العسكرية وتوسيع نطاق تواجدها في أفريقيا بعد فقدانها موطئ قدم استراتيجي لها في سوريا، في حين تعمل الولايات المتحدة على مبادرات تهدف إلى النمو الأمني والاقتصادي.
فيصل أبو بكر |
القاهرة -- قال محللون إنه بعد فشلها في إبقاء النظام السوري بالسلطة، تتخبط روسيا لإيجاد قواعد بديلة لقواتها وأصولها العسكرية في أماكن أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ولموسكو بالفعل قوات في ليبيا، علما أن مجموعة فاغنر نشرت ما يصل إلى 1200 عنصر مرتزقة في البلد الواقع بشمال أفريقيا في منتصف العام 2020.
ولدى روسيا تواجد أيضا في السودان ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، وسعت خلال السنوات الأخيرة لتوطيد علاقاتها مع دول أفريقية متعددة مثل موريتانيا.
وقال رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد إنه عقب سقوط النظام السوري، يعطي الكرملين الأولوية لتمكنه من الوصول إلى مرفأ آخر بالمياه الدافئة.
وأضاف لموقع الفاصل أن روسيا تمارس لهذه الغاية ضغوطا على مصر للسماح لها بالوصول إلى مدينة بنغازي الليبية الساحلية.
وقد أعرب رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة عن مخاوف إزاء تقارير تحدثت عن عمليات نقل لمعدات عسكرية من سوريا.
وقال في 19 كانون الأول/ديسمبر بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، "ما من فرد لديه حس الوطنية يريد أن تأتي قوة أجنبية وتفرض هيمنتها وسلطتها على البلد وشعبه".
طموحات في البحر الأحمر
وذكر محمد أن روسيا توسع أيضا رقعة نفوذها في اليمن، داعمة الحوثيين الذين يتحكمون بأجزاء من الساحل اليمني المطل على البحر الأحمر بالخدمات اللوجستية والأسلحة.
ومن خلال زعزعة أمن الممرات التجارية الأساسية التي تعمل الولايات المتحدة وتحالف متعدد الجنسيات على حمايتها، يؤثر الدعم الروسي للحوثيين بشكل سلبي على اقتصاد مصر.
فأوضح ابراهيم العشماوي مدير تحرير صحيفة الأهرام للفاصل أن عائدات قناة السويس تراجعت نتيجة هجمات الحوثيين على الشحن الدولي.
وذكر أن الخسائر وصلت إلى 6 مليارات دولار في أقل من 6 أشهر.
وأشار العشماوي إلى أن صفقات الأسلحة التي تجريها روسيا مع الحوثيين تهدف إلى بسط نفوذ لها بالقرب من مضيق باب المندب في اليمن.
وتسعى موسكو وراء خطط لضمان قاعدة على البحر الأحمر في السودانعلما أن صور الأقمار الصناعية أظهرت نشاطا متزايدا لروسيا في قاعدتها بالسودان، حسبما نقلته إذاعة أوروبا الحرة في 21 كانون الأول/ديسمبر لافتة إلى أنه يبدو أيضا أن الكرملين ينقل بعض أصوله العسكرية إلى مالي.
ولكن رغم هذا المسعى، يشكك خبراء في كون أفريقيا بديلا عمليا نظرا للتكلفة الباهظة التي تدخل في عملية نقل كميات كبيرة من الأصول العسكرية من سوريا أو روسيا إلى المنطقة.
سبل إحلال الاستقرار
وفي حين تعتمد روسيا على القوة العسكرية والأذرع لبسط نفوذها، تركز الولايات المتحدة على التنمية المستدامة والأمن التعاوني.
وتعزز مبادرات مثل ازدهار أفريقيا ومؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية النمو بقيادة القطاع الخاص، ما يخلق فرصا اقتصادية طويلة الأمد.
وعلى سبيل المثال، تدعم الولايات المتحدة ممر لوبيتو لسكك الحديد في أنغولا بقرض تبلغ قيمته 550 مليون دولار لتجديد وتوسيع السكك الحديدية، ما يعزز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
وإن برامج أميركية أخرى مثل برنامج عمليات الطوارئ والتدريب والمساعدة المعني بأفريقيا، تجهز الدول الأفريقية لمعالجة التحديات الأمنية الإقليمية وبناء القدرة على الصمود.
اني احبكم جميعن