أمن
إيران تستأنف العلاقات مع السودان بمسعى ظاهري لتأمين موطئ قدم آخر بالبحر الأحمر
ستزيد إيران وأذرعها نفوذها في ممر تجاري بالغ الأهمية عبر السيطرة على الموانئ السودانية الواقعة على طول ساحل البحر الأحمر.
فريق عمل الفاصل |
قال محللون إن إيران ستسعى للاستفادة من العلاقات التي استأنفتها مؤخرا مع السودان من أجل توسيع رقعة نفوذها في اتجاه الشمال على طول البحر الأحمر، حيث يقوم وكلاؤها أي الحوثيين بمهاجمة السفن.
واستأنفت إيران علاقاتها الرسمية مع السودان في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، علما أن شبكة بلومبرغ أوردت في شباط/فبراير أنها تورد المسيرات للقوات المسلحة السودانية لاستخدامها في معركتها ضد قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وذكر موقع العربي الجديد أن القوات المسلحة السودانية قد استخدمت المسيرات الإيرانية بالفعل، وقد زعمت قوات الدعم السريع أنها قد أسقطت ما لا يقل عن 3 مسيرات في منطقة الخرطوم الكبرى.
ونشرت قوات الدعم السريع في كانون الثاني/يناير على مواقع التواصل الاجتماعي ما وصفته بأنه حطام مسيرة إيرانية من طراز مهاجر تابعة للجيش، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
هذا ويأتي استئناف العلاقات مع السودان في ظل سعي إيران لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي والعسكري في أفريقيا وسط عزلتها المتزايدة على الساحة الدولية.
وكشفت تقارير سابقة أن المسيرات والأسلحة الإيرانية استخدمت في الصراعات الأخيرة في إثيوبيا والصومال، ما أثار التكهنات عن نية إيران زيادة مبيعاتها من الأسلحة لأفريقيا.
مصلحة إيران في السودان
وعقب استئناف العلاقات مع السودان، هبطت طائرة شحن تابعة للحرس الثوري الإيراني مرارا وتكرارا في السودان حاملة أسلحة إلى القوات المسلحة السودانية، ووفق مرصد حرب السودان.
وقال المرصد إن بيانات تتبع الرحلات أظهرت أن الطائرة قامت بعدة رحلات بين مطارات تقع في جنوب إيران وفي مناطق خاضعة للقوات المسلحة السودانية في شرق السودان، وقد التُقطت صورة لها في ميناء بورتسودان في إحدى المناسبات.
وبحسب العربي الجديد، تشكل المساعدات العسكرية أحد العوامل الرئيسية وراء مصلحة القوات المسلحة السودانية في استئناف العلاقات مع إيران، وذلك "في وقت تعرض فيه عناصرها لانتكاسات كبيرة في الأشهر الأخيرة في وجه قوات الدعم السريع".
وكتبت الصحافية والباحثة أريج الحاج في تحليل نشره منتدى فكرة التابع لمعهد واشنطن بتاريخ 31 كانون الثاني/يناير أن "تدفق العتاد العسكري هذا يسلط الضوء على مصلحة إيران في السودان".
وقالت إنه "عبر السيطرة على الموانئ السودانية، ستكسب إيران وأذرعها موطئ قدم في ممر تجاري بالغ الأهمية"، مشيرة إلى أن ساحل السودان على البحر الأحمر يمتد على مدى 670 كيلومترا تقريبا.
وأضافت أن معقل الجيش السوداني في الشرق يعد المنطقة الأكثر عرضة للنفوذ الإيراني.
ومع سيطرة القوات المسلحة السودانية على المناطق السودانية الواقعة على البحر الأحمر، فإن أي وجود إيراني كبير يعتبر مصدر قلق، إذ يستمر الحوثيون المدعومون من إيران والمتواجدون على الجانب الآخر من ممر العبور البحري الرئيسي بمهاجمة الشحن الدولي.
الحوثيون ينقلون الأسلحة الإيرانية
وقد حذرت المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية في تقارير عدة من أن الأسلحة والذخائر الإيرانية المقدمة إلى الحوثيين قد تشق طريقها إلى السوق السوداء في شرق أفريقيا.
ففي تقرير صدر في تموز/يوليو-آب/أغسطس 2020، كشفت المبادرة التي يقع مقرها في جنيف عن أدلة تشير إلى وجود شبكات تهريب أسلحة غير قانونية شقت عبرها الأسلحة الإيرانية التي كانت مرسلة أساسا إلى الحوثيين في اليمن، طريقها إلى الصومال وربما أيضا إلى ما بعد الحدود الصومالية.
وكان موقع إنسايد آرابيا قد قال في تقرير بتاريخ 30 كانون الثاني/يناير 2020 إن المهربين اليمنيين ينقلون الأسلحة إلى القرن الأفريقي. وتشق الأسلحة طريقها من الصومال إلى بلدان مثل إثيوبيا وجنوب السودان وكينيا.
وفي هذا السياق، قال مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد إن اليمن يقع على الجانب الآخر من القرن الأفريقي مباشرة "حيث تقع دول هشة مثل الصومال".
وأضاف أن انعدام الاستقرار في القرن الأفريقي سهّل على الحوثيين إمكانية إيجاد سوق هناك، وهو ما يسرته "عمليات بحرية وبرية بين الجانبين".
وتابع محمد أن "إيران تنظر لليمن والصومال على أنهما مناطق استراتيجية" بسبب موقعهما على خليج عدن وقربهما من مضيق باب المندب، علما أن هذا الأخير يشكل البوابة إلى ممر شحن دولي حيوي تسعى إيران للسيطرة عليه.
ويوم 11 كانون الثاني/يناير، ضبط عناصر من الجيش الأميركي رؤوسا حربية لصواريخ إيرانية الصنع وقطعا مرتبطة بها من بينها محركات، وذلك خلال مهمة صعود على متن سفينة قبالة الساحل الصومالي، حسبما قال مسؤولون أميركيون.
وجاءت قطع الصواريخ من إيران وكان من المقرر نقلها إلى قارب آخر قبالة الساحل الصومالي قبل مواصلة رحلتها إلى اليمن، بحسب صحيفة واشنطن بوست.