إقتصاد
علاقات روسيا بالحوثيين تخدم تطلعاتها الجيوسياسية
إن دعم روسيا للحوثيين في خضم هجماتهم على حركة الشحن في البحر الأحمر يكشف عن طموحاتها المتعلقة بالسيطرة على طرق التجارة العالمية وجني المكاسب منها.
[فريق عمل الفاصل]
فيصل أبو بكر |
عدن - قال خبراء إنه في ظل استمرار الحوثيين في نشر الفوضى في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة به، تعمل روسيا على تمكين الجماعة بهدف استغلال الوضع لجني مكاسب جيو- سياسية واقتصادية.
وقال عبد السلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية في حديث لموقع الفاصل أن موسكو، خلال حربها على أوكرانيا، أقامت علاقات وثيقة مع الحوثيين وذلك بسبب عزلة موسكو على الساحة الدولية مما دفعها للبحث عن حلفاء جدد.
هذه العلاقة والدعم السياسي الروسي للحوثيين أدى الى استضافة وفد حوثي رفيع المستوى في موسكو في كانون الثاني/يناير بهدف تنسيق المواقف بين الحوثيين وإيران وروسيا.
وأشار محمد إلى أن العلاقة الروسية - اليمنية في السابق "كانت مع حزب المؤتمر الشعبي العام ورئيسه علي عبدالله صالح، لكنها بدأت تتراجع بعد انقلاب وسيطرة الحوثيين على صنعاء".
ويعد انتعاش العلاقات الروسية - الحوثية مؤخرا هو نتيجة تحالف روسيا مع إيران.
طموحات الكرملين في البحر الأحمر
وبدوره، قال المحلل السياسي فيصل أحمد لموقع الفاصل إن موسكو لديها تطلعات من خلال الحوثيين بإقامة موطئ قدم لها في البحر الأحمر الذي يشكل ممرا أساسيا لشحن النفط.
وأضاف أحمد أن ما عزز موقف موسكو في المنطقة هو أن لها موطئ قدم ايضا في موانئ البحر الابيض المتوسط من خلال علاقتها الوطيدة مع النظام السوري ورئيسه بشار الاسد.
وأوضح المحلل أن موسكو "تحاول العودة للسيطرة والإشراف على خطوط نقل النفط العالمية في البحر الأحمر عن طريق إيران والحوثيين في اليمن ليكون لها تأثير على الأسعار العالمية للنفط".
ومن جانبه، ذكر الخبير الاقتصادي فارس النجار أن روسيا لديها تطلعات لتطوير طريق آخر لحركة التجارة البحرية كبديل لقناة السويس.
وأضاف النجار أن موسكو "تحاول تطوير الممر الشمالي كبديل استراتيجي للطرق التقليدية عبر البحر الأحمر وقناة السويس"، وهذا أمر من شأنه أن يخدم أجندتها الاقتصادية والجيو- سياسية.
تأثير العلاقات الروسية – الحوثية على قناة السويس
وأكد النجار أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر لها تأثير هائل على إيرادات قناة السويس ومالكي سفن الشحن.
وتابع أن "كلفة الشحن قد زادت نتيجة لزيادة قيمة التأمين على السفن بنسبة 20 إلى 30 في المائة في ظل ارتفاع المخاطر في البحر الاحمر."
ودفع ارتفاع تكاليف التأمين العديد من الشركات إلى تجنب استخدام قناة السويس، ما تسبب بتراجع قدّر بـ 10 في المائة في الإيرادات منذ العام 2021.
وارتفاع تكاليف التأمين دفع العديد من الشركات إلى تجنب استخدام قناة السويس، مما أدى الى تراجع إيراداتها بنسبة 10 في المائة منذ عام 2021.
وهذا قد دفع بعض شركات الشحن البحري الى تغيير مسار سفنها حول رأس الرجاء الصالح، والذي تسبب في زيادة كلفة الشحن وارتفاع أسعار السلع في جميع أنحاء العالم.
وفي الشرق الأوسط، أثر تباطؤ حركة المرور في البحر الأحمر على مصر والأردن. لا سيما مصر من خلال انخفاض عائدات قناة السويس بنسبة 40 في المائة، والأردن الذي يستقبل ما يقرب من ثلث وارداته ويرسل أكثر من نصف صادراته عبر ميناء العقبة.