أمن
إيران تهرب السلاح إلى حزب الله بحرا عبر الموانئ السورية
في ظل تعرض الطريق البري عبر الحدود العراقية-السورية للنيران، عملت إيران على تكثيف شحناتها المرسلة إلى حلفائها عبر موانئ البحر المتوسط.
نهاد طوباليان |
بيروت -- أكد خبراء بالشأن الإيراني والملاحة البحرية أن إيران تهرب الأسلحة إلى حزب الله بالبحر، مكثفة عمليات تسليم الشحنات في الموانئ السورية بعد تعرض الطرق البرية عبر الحدود العراقية-السورية للنيران.
وسعت إيران إلى إخفاء عمليات التسليم هذه بطرق عدة، حسبما كشفت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير صدر في 15 آذار/مارس.
وفي بعض الحالات، قامت إيران بتسليم شحنات السلاح إلى الموانئ السورية على متن سفن تواصل طريقها إلى الموانئ الأوروبية لإخفاء طبيعة نشاطها.
وذكرت معلومات أنه يتم تفريغ بعض الشحنات في ميناء بانياس السوري أو في البحر، ويتم نقل الأسلحة بعد ذلك برا إلى حزب الله في لبنان.
وفي هذا السياق، أوضح الباحث بالشأن الإيراني مصطفى النعيمي للفاصل أن إيران "تهرب السلاح لسوريا وحزب الله عبر طريق البر والجو والبحر".
وقال إنه "حينما تحاصر إحدى طرقها، تستخدم طرقا بديلة لإيصال أسلحتها".
وذكر أن التهريب بالبحر قد زاد بعد أن استهدفت غارات جوية مقرات القيادة والتحكم للحرس الثوري الإيراني ومراكز الاستخبارات ومواقع تخزين الأسلحة التابعة له في منطقة ألبوكمال على الحدود السورية-العراقية.
وأضاف "ضاعفت إيران من تهريب الأسلحة بحرا وتحديدا الصواريخ البالستية [المخفية] داخل شحنات النفط القادمة من إيران باتجاه الموانئ السورية. وتقوم بتفريغ بعضها بعرض البحر".
وأشار إلى أنه يتم تسليم بعض المواد بالتجزئة لإخفاء غرضها أو التحايل على العقوبات.
وقال إن إيران تستخدم أيضا بعض السفن التجارية المستأجرة من دول كفنزويلا لإخفاء أنشطتها، وتتواصل مع أجهزة الملاحة البحرية بمسميات تلك الدول تفاديا لتعرضها للاستهداف.
وأوضح أن "هذه الشحنات كناية عن مكونات رئيسية كمحركات المسيرات والصواريخ، نظرا لثقل حجمها وصعوبة إرسالها جوا وبرا خشية تعرضها للقصف".
شحنات سرية
وذكر النعيمي أن إيران تسعى للسيطرة على باب المندب ومضيق هرمز و"تنشئ [اليوم] قاعدة بحرية" في ميناء بانياس السوري.
ولفت إلى أن الجمهورية الإسلامية "تحاول الهيمنة على سوريا ببنائها قاعدة بحرية مزودة بمضادات أرض-بحر من طراز نور إيرانية المنشأ، والاستثمار بمنظومات الدفاع البحرية السورية ذات الأصول الروسية".
وقال إن الحرس الثوري يستغل قدرته على التحرك بإيران "لتوريد الأسلحة والذخائر والمواد الحساسة الأساسية بالتصنيع العسكري لبرامجه المسيرات والبالستية".
ويتم نقل هذه الأخيرة بعد ذلك إلى لبنان على متن طائرات خاصة يمتلكها الحرس الثوري مثل شركتي ماهان ومعراج للطيران.
وبحسب تقرير الشرق الأوسط، تتم عمليات نقل الأسلحة بإدارة الوحدة 4400 التابعة لحزب الله والمسؤولة عن شحنات الأسلحة، وذلك بالتعاون مع الوحدة 190 التابعة لفيلق القدس بالحرس الثوري.
وذكر النعيمي أن مكونات الأسلحة "يعاد تجميعها وتطويرها بمراكز البحوث العلمية بالمناطق السورية المحتلة من قبل حزب الله، لا سيما بالقصير والقلمون" إضافة إلى منطقة السيدة زينب في دمشق.
وشدد على وجوب استخدام "وسائل مراقبة ورصد متطورة لمراقبة محطة انطلاق السفن من موانئ إيرانية، كميناء بندر عباس وصولا للموانئ السورية".
أنشطة سرية
وبدوره، أوضح المنشق عن البحرية السورية في العام 2011 العقيد مالك الكردي أن تهريب إيران للسلاح بحرا "ليس بجديد، ومستمر منذ 2012".
وقال للفاصل "كنا نرصد سير السفن الإيرانية من مصدرها وصولا لشاطئ المتوسط، حيث كانت تطفئ جهاز التتبع وتدخل خلسة ميناء طرطوس".
وتابع "حينما كانت ترسو بالمياه الدولية، كان يرسل لها عبارات بحرية لتفريغ حمولتها من الأسلحة بحاويات".
وكانت تنقل برا إلى ميناء البقعة في بيت مبارك وإلى قاعدة عسكرية لحزب الله تابعة للحرس الثوري ومرفق تدريب في منطقة الهرمل-البقاع على الحدود الشرقية للبنان، مقابل منطقة الزبداني على الجانب السوري.
وذكر الكردي أنه بعد تفريغ شحنتها غير المشروعة بصورة سرية، كانت السفن الإيرانية تتابع مسارها علنا إلى مينائي طرطوس واللاذقية في سوريا.
قال إنه بعد قصف اسرائيل لمرفأ اللاذقية، بدأت إيران باستخدام سفن ترفع أعلام دول أخرى.
وأوضح أنه تفاديا لخطر دخول الموانئ السورية، "تفرغ [إيران] حمولاتها بعرض البحر وتنقل الشحنات إلى مينائي اللاذقية وطرطوس عبر قوارب ومواعين، ومنها لمستودعات بأرياف اللاذقية وطرطوس لتنقل حسب الحاجة للجبهات".
ولفت الكردي إلى أن وتيرة التهريب بحرا ازدادت بعد أن استهدفت القوات الدولية المعابر البرية ولا سيما ألبوكمال ومطارات النظام.
عاشت الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه محررة الشعوب المستضعفه الشوكه في اعين الصهاينه