إرهاب

الهجمات الحوثية تتسبب بأزمة بيئية مع غرق سفينة ثانية في البحر الأحمر

تهدد الاعتداءات التصعيدية التي تنفذها الجماعة المدعومة من إيران حياة البحارة المدنيين في البحر الأحمر إضافة إلى البيئة وصحة البشر.

غرقت سفينة البضائع إيترنيتي سي في البحر الأحمر يوم 8 تموز/يوليو بعد تعرضها لهجوم من الحوثيين بالأسلحة الصغيرة والمسيرات المفخخة في 7 تموز/يوليو. [صورة دعائية للحوثيين متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]
غرقت سفينة البضائع إيترنيتي سي في البحر الأحمر يوم 8 تموز/يوليو بعد تعرضها لهجوم من الحوثيين بالأسلحة الصغيرة والمسيرات المفخخة في 7 تموز/يوليو. [صورة دعائية للحوثيين متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

فيصل أبو بكر |

عدن -- ترافق إغراق الحوثيين سفينتين تجارتين مؤخرا في البحر الأحمر مع خطر تسرب شحنات سامة تهدد الأنظمة البيئية البحرية وتعطل من جديد حركة الشحن في الممر المائي الأساسي.

وهاجمت جماعة الحوثي المدعومة من إيران سفينة الشحن إيترنيتي سي التي ترفع علم ليبيريا في 7 تموز/يوليو مستخدمة مسيرات وقذائف صاروخية، ما أدى إلى مقتل 4 بحارة من طاقمها المؤلف من 21 فلبينيا وروسيا واحدا.

وأشارت قناة العربية إلى أن الوكالات البحرية أوقفت عمليات البحث عن أفراد الطاقم المفقودين المتبقين والبالغ عددهم 15 بطلب من صاحب السفينة.

وكانت جماعة الحوثي قد أغرقت خلال هجوم نفذته قبل يوم السفينة ماجيك سي، إلا أنه تم إنقاذ كل أفراد الطاقم.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم 11 تموز/يوليو إن الحادثة تشكل انتهاكا واضحا لحرية الملاحة في ممر الشحن الحيوي.

ومن جهته، حمّل وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن التداعيات الكارثية الناتجة عن غرق ماجيك سي.

وأوضح أن السفينة كانت تحمل حوالي 17 ألف طن متري من مادة نترات الأمونيوم شديدة الخطورة، محذرا من التلوث في الممر المائي جراء الإرهاب الحوثي المدعوم من إيران.

تسرب سام

وبدوره، قال عبد القادر الخراز مدير المشاريع البحثية في المركز الديمقراطي العربي لموقع الفاصل إن غرق السفينتين بحمولتهما من نترات الأمونيوم والزيوت والمواد السامة سيخلف آثارا بيئية خطيرة.

ولفت إلى أن هذه المواد تذوب في الماء ما يصعّب تتبعها أو وقف آثارها الضارة على جودة المياه، الأمر الذي يؤدي إلى تلوث واسع النطاق يضر بالنباتات البحرية والسمك ويهدد الشعب المرجانية.

وأكد الخراز أن هناك احتمال كبير أن تتسبب التيارات في البحر الأحمر بانتشار السموم وانتقالها إلى الإنسان عبر السلسلة الغذائية، ما قد يتسبب بأمراض مختلفة.

وكان الضرر البيئي الأخير قد جاء في أعقاب استهداف الحوثيين للسفينة روبيمار في شباط/فبراير 2024. وغرقت هذه الأخيرة في آذار/مارس وكانت تحمل أكثر من 20 ألف طن من الأسمدة وكميات كبيرة من الوقود، ما تسبب بتلوث واسع النطاق في البحر الأحمر.

وفي هذا الإطار، قال المحلل الاقتصادي عبد العزيز ثابت للفاصل إن استهداف الحوثيين للسفن التجارية باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية والزوارق المفخخة يعد انتهاكا للمادة 87 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

وأشار إلى أن هذه الهجمات تعرقل عمليات الشحن والإغاثة وتؤثر سلبا على سلاسل الإمداد العالمية وترفع تكاليف التأمين، علما أن الأسعار ارتفعت من 0.3 في المائة إلى 1 في المائة من قيمة حمولة السفينة وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الهجومين الأخيرين.

وأضاف أن دعم النظام الإيراني للحوثيين يهدد بتحويل البحر الأحمر إلى بؤرة ساخنة للصراعات الدولية، لافتا إلى أن الهجمات الحوثية تشكل تهديدا مباشرا على الدول الساحلية مثل السعودية ومصر.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *