فيصل أبو بكر | 2024-03-07

قالت مصادر إن تسرب المواد الكيميائية والنفط من سفينة استهدفها الحوثيون المدعومين من إيران وغرقت في 2 آذار/مارس وعلى متنها نحو 21 ألف طن مكعب من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم، سيكون له تأثير مدمر على الحياة البحرية.

سفينة الشحن إم في روبيمار التي تحمل علم بليز والمسجلة في بريطانيا وتشغلها شركة لبنانية، كانت في طريقها إلى بيلاروسيا وعلى متنها شحنة أسمدة. عند اقترابها من باب المندب في 18 شباط/فبراير، استهدفها الحوثيون بصاروخين.

وعندما بدأت المياه تتسرب إلى داخل غرفة المحركات في السفينة، انخفضت مؤخرتها وتسرب النفط إلى البحر ما أدى إلى ظهور بقعة نفطية امتدت على مسافة أميال عدة.

وفي نهاية المطاف غرقت السفينة تحت الأمواج عند الساعة 2:15 من فجر يوم 2 آذار/مارس، حسبما ذكرت القيادة المركزية الأميركية، محذرة من أن الأسمدة التي كانت على متن روبيمار "تشكل خطرا بيئيا في البحر الأحمر".

وأضافت القيادة أنه "مع غرق السفينة، تشكل هذه الأخيرة خطرا إضافيا تحت سطح البحر إذ قد تصطدم سفن أخرى بها أثناء عبورها مسارات الشحن المكتظة في الممر المائي".

وفي حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية، قال المسؤول اليمني العضو في خلية أزمات أوكلت إليها مهمة التعامل مع مسألة روبيمار، فيصل الثعلبي، إنه من الممكن أن تكون مصادر المياه ومعامل تحلية مياه البحر في المجتمعات الساحلية قد تأثرت أيضا.

بدوره، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، إنه من المقرر وصول 5 خبراء من برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة إلى اليمن في الأسبوع الجاري لإجراء تقييم بالتنسيق مع وزارة البيئة اليمنية.

وذكر الثعلبي أن السلطات اليمنية سترسل فرقا لجمع عينات مياه ومسح الشواطئ لرصد التلوث فيها من أجل احتواء أزمة بيئية محتملة.

تأثير كارثي

من جانبه، أشار فتحي الدبيش الحاصل على دكتوراه في علوم البحار في حديثه للفاصل إلى احتمال تلف الطحالب الموجودة في البحر الأحمر وأرخبيل حنيش "والتي تطلبت مئات السنين حتى وصلت لشكلها الذي نراه اليوم".

وأوضح أن لترا واحدا من النفط أو الديزل يمكن أن يفسد 600 لتر من الماء، لافتا إلى أن روبيمار تحتوي "وحدها على 120 طنا من الديزل".

وتابع أن هذا الأمر "يشكل كارثة بيئية كبيرة ستظهر تبعاتها طبقا لطريقة حفظ المواد في السفينة وخزنها"، مضيفا أن التلوث سيكون له "تأثير كارثي" على الصيادين.

وقال خالد دوبله، عضو هيئة للصيادين في مدينة الخوخة، إن الصيادين قلقون للغاية "إزاء ما يتداول عن وجود مواد سامة في السفينة ستتسبب في تلوث البحر".

وذكر للفاصل أن ذلك سيؤثر سلبا على الحياة البحرية، "بما فيها الأسماك التي تعد المصدر الرئيس لدخل كل الأسر على السواحل المطلة على البحر الأحمر".

من جانبه، حذر عبد السلام الزعبي من هيئة حماية البيئة في الحكومة اليمنية من "التلوث المزدوج" جراء النفط والأسمدة والذي قد يؤثر على 78 ألف صياد وعائلاتهم.

وأشار إلى أن التلوث العام قد يؤدي إلى "تكاليف اقتصادية كبيرة"، لا سيما بالنسبة للمجتمعات الساحلية التي تعتمد لتأمين حياتها على الصيد.

الحوثيون يعطلون سبل العيش

قال مصطفى ثابت، وهو صياد مقيم في المخا وأب لـ 5 أطفال، إنه "من الجنون أن أعود للبحر للاصطياد".

وأضاف أن غرق روبيمار "حوّل البحر من نعمة إلى نقمة".

وكشف مدير عام الإعلام بمحافظة الحديدة علي حميد الأهدل للفاصل إن غالبية سكان محافظة الحديدة البالغ عددهم نحو 3 ملايين شخص، تعتمد على الزراعة كمصدر دخل في حين تعتمد البقية على الصيد بشكل عام.

وأضاف أن الانقلاب الذي نفذه الحوثيون في أيلول/سبتمبر 2014 والحرب التي تلت ذلك، عطلا قطاع الزراعة في المحافظة، علما أنه تم تحويل بعض الأراضي الزراعية إلى "مزارع ألغام" وتم تحويل البعض الآخر إلى معسكرات ومقرات.

وتابع أنه بعد انهيار قطاع الزراعة في الحديدة، "لم يتبق لسكانها إلا مهنة الصيد".

وأردف أنه اليوم، حتى هذه المهنة باتت في خطر بعد أن أغرق الحوثيون سفينة روبيمار.