أمن

الأسلحة الإيرانية المهربة إلى الحوثيين تؤجج هجماتهم في البحر الأحمر

في السنوات الأخيرة، اعترضت الولايات المتحدة وشركاؤها ما يقارب الـ 20 سفينة تهريب إيرانية تحمل مساعدات فتاكة للحوثيين.

سفينة خفر السواحل الأميركية كلارنس سوتفين جونيور (إلى اليمين) ضبطت يوم 28 كانون الثاني/يناير أسلحة تقليدية متقدمة ومساعدات فتاكة أخرى منشأها إيران كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن على متن سفينة في بحر العرب. [القيادة المركزية الأميركية]
سفينة خفر السواحل الأميركية كلارنس سوتفين جونيور (إلى اليمين) ضبطت يوم 28 كانون الثاني/يناير أسلحة تقليدية متقدمة ومساعدات فتاكة أخرى منشأها إيران كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن على متن سفينة في بحر العرب. [القيادة المركزية الأميركية]

فريق عمل الفاصل |

ضبط الجيش الأميركي في نهاية شهر كانون الثاني/يناير أسلحة تقليدية متقدمة ومساعدات فتاكة أخرى منشأها إيران كانت مرسلة إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن على متن سفينة ببحر العرب، علما أن هذه لم تكن أول عملية ضبط مشابهة له.

وصعد فريق من سفينة خفر السواحل الأميركية كلارنس سوتفين جونيور على متن السفينة يوم 28 كانون الثاني/يناير، حسبما كشفت القيادة المركزية الأميركية يوم 15 شباط/فبراير.

وقالت القيادة إن الفريق الذي صعد على متن السفينة اكتشف أكثر من 200 حزمة تحتوي على قطع صواريخ باليستية متوسطة المدى ومتفجرات وقطع مركبات تحت المياه/مركبات سطحية مسيرة.

وعثر الفريق أيضا على معدات اتصالات وشبكات من الدرجة العسكرية ومجموعات قاذفات صواريخ موجهة مضادة للدبابات وقطع عسكرية أخرى، حسبما أضافت القيادة.

القوات الأميركية تعرض أسلحة تقليدية متقدمة ومساعدات فتاكة أخرى منشأها إيران كانت مرسلة إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، بعد ضبطها على متن سفينة في بحر العرب يوم 28 كانون الثاني/يناير. [القيادة المركزية الأميركية]
القوات الأميركية تعرض أسلحة تقليدية متقدمة ومساعدات فتاكة أخرى منشأها إيران كانت مرسلة إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، بعد ضبطها على متن سفينة في بحر العرب يوم 28 كانون الثاني/يناير. [القيادة المركزية الأميركية]

يُذكر أن الإمداد أو البيع أو النقل المباشر أو غير المباشر لمثل هذه المساعدات ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي يحظر إمداد الأسلحة لليمن.

وفي هذا السياق، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا إن "هذا مثال آخر على نشاط إيران الخبيث في المنطقة".

وأضاف أن "استمرارها في إمداد الحوثيين بالأسلحة التقليدية المتقدمة يمثل انتهاكا مباشرا للقانون الدولي ويواصل تقويض سلامة الشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة".

وقبل عملية ضبط الأسلحة الأخيرة في البحر الأحمر، كانت الولايات المتحدة قد اعترضت شحنات أسلحة مرسلة إلى اليمن من إيران في نحو 20 مناسبة.

ويوم 16 كانون الثاني/يناير، أعلنت الولايات المتحدة عن أول عملية ضبط لأسلحة قدمتها إيران إلى الحوثيين منذ أن بدأت الجماعة موجة هجماتها على الشحن الدولي.

وأثناء هذه الحادثة، صعدت القوات البحرية الأميركية على متن زورق متجه إلى اليمن وضبطت قطع صواريخ إيرانية الصنع وغيرها من الأسلحة، حسبما ذكرت القيادة المركزية.

علاقات ’متطورة ومعززة‘

وفي تقرير غير سري نشر في 6 شباط/فبراير، أكدت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية استخدام الحوثيين صواريخ ومسيرات إيرانية لشن هجمات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

ويشير التقرير إلى العلاقة "المتطورة والمعززة" بين الحوثيين وإيران، ما يبين أن الحوثيين استخدموا صواريخ ومسيرات إيرانية مختلفة ضد أهداف عسكرية ومدنية عبر المنطقة.

ومن خلال تحليل مقارن، يبين التقرير أوجه التشابه بين الصواريخ والمسيرات الإيرانية وتلك التي عرضها واستخدمها الحوثيون لمهاجمة الشحن التجاري في البحر الأحمر والبنية التحتية المدنية وبنية الموانئ في مختلف أنحاء المنطقة.

واختتم التقرير بالقول إن مساعدة إيران مكنت الحوثيين من تنفيذ حملة هجمات بالصواريخ والمسيرات ضد الشحن التجاري في البحر الأحمر منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وتهدد هجمات الحوثيين حرية الملاحة والتجارة الدولية وقد عطلت الشحن الدولي عبر رفع تكلفة ومدة الرحلة بالنسبة للسفن المضطرة إلى تجنب الممر.

ومع أن إيران لا تعترف علانية بأنها تسلح وتمول الحوثيين، إلا أن النظام الإيراني قدم دعمه الكامل للجماعة، إذ أشاد المرشد الإيراني علي خامنئي بالحوثيين في خطاب ألقاه يوم 16 كانون الثاني/يناير.

ووصف خامنئي هجمات الحوثيين بأنها "مساع"، وأعرب عن أمله في أن تتواصل هجماتهم على السفن في البحر الأحمر "حتى النصر".

وأضاف أن الحوثيين "قاموا بعمل عظيم فعلا".

انتشار الأسلحة الإيرانية

ووفق تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية، اعترضت الولايات المتحدة وشركاؤها بين عامي 2015 و2023 ما لا يقل عن 18 سفينة تهريب إيرانية وهي في طريقها إلى الحوثيين.

وذكر التقرير أنه تم ضبط قطع صواريخ باليستية ومسيرات وصواريخ موجهة مضادة للدبابات وآلاف البنادق الهجومية وقطع مقذوفات وغيرها من الأسلحة غير القانونية على متن هذه السفن.

وأضاف أنه "منذ العام 2017، نشرت إيران مسيرات متطورة بمناطق الصراع حول العالم"، مشيرا أيضا إلى أوجه التشابه بين المسيرات الإيرانية وتلك التي استخدمتها روسيا في هجومها على أوكرانيا.

وذكر أن "تلك المسيرات تجمع بين المدى الطويل والتكلفة المنخفضة وحمولة المتفجرات بما يسمح للجهات الفاعلة في الصراعات مثل الحوثيين وغيرهم من الميليشيات التابعة لإيران وروسيا بتهديد السيادة الإقليمية والاستقرار الإقليمي والاقتصاد العالمي".

وأشار التقرير إلى أن الحرس الثوري الإيراني يمد منذ العام 2014 الحوثيين بترسانة متنامية من الأسلحة المتقدمة والتدريب.

واستخدم الحوثيون الأسلحة والخبرة الإيرانية لمهاجمة الشحن التجاري في البحر الأحمر والبنية التحتية للموانئ المدنية والطاقة عبر المنطقة.

وتابع التقرير أنه منذ العام 2015، "تطورت وتعززت العلاقة بين الحوثيين وإيران، ما سمح للحوثيين فعليا بتهديد الحكومة اليمنية والشرق الأوسط بشكل عام".

وذكر "بنى الجانبان علاقة من المرجح أن تستمر، حيث أن إيران تنظر للحوثيين على أنهم امتداد لقوتها الإقليمية في حين يتطلع الحوثيون لإيران لتعزيز قدراتهم العسكرية".

وقال إن "تصريحات الزعماء الإيرانيين وعملية نشر طهران للأسلحة تبين كيف أن إيران تنظر للحوثيين على أنهم جزء مكمل لجهودها الرامية لإظهار القوة وزعزعة استقرار المنطقة".

أسلحة متطابقة

"وتشير صور الأسلحة التي عرضتها وأطلقتها إيران والحوثيون وأيضا تلك التي هربت بشكل غير قانوني على متن قوارب من إيران، بصورة واضحة إلى أن منشأها إيراني"، حسبما أوضح التقرير الذي يقدم مقارنة مفصلة بينها.

وجاء في التقرير أن المسيرة صماد التي بدأ الحوثيون في استخدامها في العام 2018، تضم مكونات تتوافق مع المسيرة الإيرانية صياد (كاس-04).

كذلك تتشارك المسيرة وعد 2 التي عرضها الحوثيون لأول مرة في معرض في آذار/مارس 2021 بصنعاء، سمات شبه متطابقة مع المسيرة الإيرانية شاهد-136. وتتشارك المسيرة الحوثية وعد 1 السمات نفسها مع المسيرة الإيرانية شاهد-131.

وتابع التقرير أنه منذ عام 2015 على أقل تقدير، تقوم إيران بتزويد الحوثيين بترسانة متنوعة من الصواريخ الباليستية والموجهة قصيرة ومتوسطة المدى بما في ذلك نسخ مضادة للسفن، ما مكن الجماعة من تنفيذ هجماتهم ضد أهداف في البر والبحر.

وأشار التقرير إلى أوجه التشابه بين الصواريخ التي عرضها ونشرها الحوثيون وتلك التي تنتجها إيران.

وعلى سبيل المثال، يشبه صاروخ حاتم الباليستي الصاروخ الإيراني خيبر شيكان، في حين يشبه الصاروخ كرار الصاروخ الإيراني فاتح-110.

وذكر التقرير أن الحوثيين قاموا بالكشف عن صاروخهم الباليستي من نوع طوفان للمرة الأولى خلال عرض عسكري أقيم في أيلول/سبتمبر الماضي في صنعاء، لافتا إلى أن تكوين الصاروخ متوافق مع الصاروخ الإيراني الباليستي متوسط المدى شهاب-3.

وأوردت وسائل إعلام مختلفة أن إيران زعمت في 12 شباط/فبراير أنها قد أطلقت "بنجاح" صاروخا باليستيا طويل المدى من سفينة حربية.

وأفادت قناة إيران إنترناشيونال أنه "إذا صحت الأنباء حول إطلاق صاروخ باليستي طويل المدى من على متن سفينة، فيشكل ذلك لحظة مهمة إذ أن إيران لطالما أصرت على أن وضعها العسكري هو للدفاع فقط".

وأضافت "لكن التباهي بسفن حربية تظهر ’في أي موقع في المحيطات‘ وهي مزودة بصواريخ طويلة المدى لا يتوافق مع ذلك القول".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *