إرهاب

طهران المنشغلة بإشعال التوترات بالمنطقة تفشل في التحرك بشأن بلاغ أميركي عن مخطط لداعش

فيما تركز إيران على إذكاء التوترات في البحر الأحمر وما وراءه، ضرب الإرهابيون الداخل الإيراني. وقال أحد المحللين إن ’العناوين العريضة كتبت نفسها بنفسها: الجمهورية الإسلامية لا تستطيع حماية الوطن الإيراني‘.

أشخاص أصيبوا في التفجير المزدوج الذي استهدف تجمعا لإحياء الذكرى السنوية لمقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني عام 2020، يتلقون المساعدة أمام مستشفى في مدينة كرمان جنوبي إيران في 3 كانون الثاني/يناير. [ساري تاجلي/وكالة أنباء الطلبة الإيرانية/وكالة الصحافة الفرنسية]
أشخاص أصيبوا في التفجير المزدوج الذي استهدف تجمعا لإحياء الذكرى السنوية لمقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني عام 2020، يتلقون المساعدة أمام مستشفى في مدينة كرمان جنوبي إيران في 3 كانون الثاني/يناير. [ساري تاجلي/وكالة أنباء الطلبة الإيرانية/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة نبهت سرا إيران بشأن المخطط الإرهابي ضد مدينة كرمان، إلا أن طهران فشلت في منع وقوع التفجيرين الانتحاريين اللذين أسفرا عن مقتل وإصابة عشرات الإيرانيين يوم 3 كانون الثاني/يناير.

وذكر مراقبون أن النظام الإيراني المنشغل بإذكاء التوترات في البحر الأحمر ومضيق هرمز وسوريا والعراق واليمن ولبنان وأوكرانيا، قد أظهر مرة أخرى استهتاره بسلامة مواطنيه وأمنهم.

وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال أن واشنطن حذرت إيران من أن ولاية خراسان التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) كانت تخطط لتنفيذ التفجيرين الانتحاريين اللذين أسفرا عن مقتل 84 شخصا على الأقل وإصابة مئات الآخرين.

وقال مسؤولون للصحفية إن المعلومات الاستخبارية التي تم الحصول عليها كانت "محددة بما يكفي في ما يتعلق بالموقع كما قدمت بتوقيت كان من شأنه أن يكون كافيا لطهران لإحباط الهجوم الذي وقع في 3 كانون الثاني/يناير أو على الأقل التخفيف من حصيلة الضحايا".

صورة التقطت يوم 3 كانون الثاني/يناير تظهر سيارات مدمرة وخدمات الطوارئ بالقرب من موقع حصول تفجيرين متتاليين استهدفا تجمعا لإحياء الذكرى السنوية لمقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني عام 2020، وذلك بالقرب من مسجد صاحب الزمان في مدينة كرمان جنوبي إيران. [وكالة تسنيم للأنباء/وكالة الصحافة الفرنسية]
صورة التقطت يوم 3 كانون الثاني/يناير تظهر سيارات مدمرة وخدمات الطوارئ بالقرب من موقع حصول تفجيرين متتاليين استهدفا تجمعا لإحياء الذكرى السنوية لمقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني عام 2020، وذلك بالقرب من مسجد صاحب الزمان في مدينة كرمان جنوبي إيران. [وكالة تسنيم للأنباء/وكالة الصحافة الفرنسية]
امرأة تمسك بالورود خلال تجمع أمام السفارة الإيرانية في باريس يوم 4 كانون الثاني/يناير إحياء لذكرى ضحايا التفجير المزدوج الذي تبناه تنظيم داعش في كرمان قبل يوم وأسفر عن مقتل 84 شخصا على الأقل وإصابة مئات الآخرين. [ديميتار ديلكوف/وكالة الصحافة الفرنسية]
امرأة تمسك بالورود خلال تجمع أمام السفارة الإيرانية في باريس يوم 4 كانون الثاني/يناير إحياء لذكرى ضحايا التفجير المزدوج الذي تبناه تنظيم داعش في كرمان قبل يوم وأسفر عن مقتل 84 شخصا على الأقل وإصابة مئات الآخرين. [ديميتار ديلكوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

ولكن فشلت إيران في منع التفجيرين الدمويين اللذين نفذا خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني في مدينة كرمان جنوبي شرقي البلاد.

وتبنت ولاية خراسان التابعة لتنظيم داعش الهجوم، معلنة أن 2 من عناصرها قاما بتفجير أحزمة ناسفة.

وشكّل التفجيران الانتحاريان الهجوم الأعنف الذي يشهده الداخل الإيراني منذ تولي النظام الحالي السلطة في العام 1979.

وفي هذا السياق، قال مسؤول أميركي إن "الحكومة الأميركية قامت [قبل الهجوم] بتقديم تحذير خاص لإيران بوجود تهديد إرهابي داخل الحدود الإيرانية".

وأضاف أن "حكومة الولايات المتحدة اتبعت سياسة ’واجب التحذير‘ القائمة والتي تم تنفيذها عبر الإدارات لتحذير الحكومات من تهديدات قاتلة محتملة".

وتابع "نقدم هذه التحذيرات لأسباب منها أننا لا نريد أن نرى أرواحا بريئة تزهق في هجمات إرهابية".

ورغم التحذير الأميركي، حاولت إيران إلقاء اللائمة في الهجوم على الولايات المتحدة وإسرائيل.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي قوله خلال حفل أقيم في كرمان إحياء لذكرى الضحايا، إن تنظيم داعش "اختفى في هذه الأيام" وإن المتطرفين "يعملون فقط كمرتزقة" للمصالح الأميركية والإسرائيلية.

وقال مسؤولون إن المسؤولين الإيرانيين لم يردوا على الولايات المتحدة بشأن التحذير، كما لم يتضح سبب امتناع طهران عن إحباط الهجوم أو صده.

أولويات ليست في محلها

هذا ويقوم الحرس الثوري بتدريب وتجهيز وكلاء له في مختلف أنحاء الشرق الأوسط لينفذوا أوامره ويدعموا السياسات التوسعية للنظام الإيراني، في حين أن الشعب الإيراني يعاني من انعدام الأمن ومعدلات التضخم والبطالة المرتفعة.

وكما حصل في السنوات الماضية، أعطت معظم ميزانية إيران للعام المالي الماضي الأولوية للحرس الثوري وقوات الباسيج المقاومة شبه العسكرية والقوات التابعة لها إضافة إلى المؤسسات الدعائية التابعة للنظام.

وتم مؤخرا تسليط الضوء على الدعم طويل الأمد الذي يقدمه النظام الإيراني للحوثيين في اليمن، وذلك بعد أن هددت عشرات الهجمات ممرات الشحن الحيوية وعرّضت حياة البحارة للخطر في الممر المائي الاستراتيجي بالبحر الأحمر.

ومنذ منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر، حاول الحوثيون مهاجمة ومضايقة أكثر من 30 سفينة في ممرات الشحن الدولية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن "هذه الحوادث غير القانونية تشمل هجمات استخدمت فيها صواريخ باليستية مضادة للسفن ومسيرات وصواريخ موجهة في البحر الأحمر وخليج عدن".

ونتيجة لذلك، قامت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبدعم من دول أخرى بشن ضربات محدودة ومتناسبة ضد مواقع للحوثيين في اليمن من أجل الحد من قدرات الحوثيين العسكرية وحماية الشحن العالمي.

وحمّلت واشنطن إيران المسؤولية عن تصاعد وتيرة هجمات الحوثيين على الشحن التجاري في البحر الأحمر، قائلة إن الجماعة ما كانت لتتمكن من تهديد ممر شحن عالمي رئيسي لولا دعم طهران.

وذكر وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يوم 10 كانون الثاني/يناير أن "هذه الهجمات تمت بدعم وتحريض إيراني بواسطة معدات فنية ومعلومات استخبارية، ولها تأثير حقيقي على الناس".

وفي هذه الأثناء، يواصل النظام الإيراني أنشطته المزعزعة للاستقرار عبر وكلائه في سوريا والعراق ولبنان وحتى في باكستان، حيث أطلق صواريخ ومسيرات على ما زعم أنها قواعد تابعة لجماعة جيش العدل المسلحة يوم 16 كانون الثاني/يناير.

كذلك، تعرضت إيران لانتقادات شديدة على خلفية تصدير أنواع مختلفة من المسيرات وتكنولوجيا المسيرات لروسيا التي تستخدمها في هجماتها ضد أوكرانيا والتي استهدفت المدنيين والبنية التحتية المدنية.

إخفاقات أمنية

وقد أدت أولويات طهران الموضوعة في غير محلها إلى تعزيز مشاعر السخط والاستياء في الداخل الإيراني الذي شهد منذ أواخر العام 2022 موجة احتجاجات وطنية واسعة هزت الوضع الراهن في البلاد.

فبالنسبة للكثير من الإيرانيين، لم تجلب المغامرات الخارجية لحكومتهم وبذخها في الإنفاق على الحروب الخارجية بالوكالة إلا الفقر وعدم الاستقرار والموت حتى.

وبدلا من دعم اقتصاد إيران المتعثر، يختار النظام أن ينفق موارده المتضائلة على الحرس الثوري وأذرعه الإقليمية، فيما يتباهى بصورة منتظمة بقدراته العسكرية المتزايدة.

ومع أن إيران حاولت إخفاء دورها في تصنيع وتصدير المسيرات التي استخدمها وكلاؤها وحلفاؤها لشن هجمات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، إلا أن الأدلة الجنائية تكشف عن تورط الجمهورية الإسلامية.

وقال محللون إنه رغم كل تباهيها بقدراتها العسكرية، لم تتمكن طهران من منع وقوع أعنف الهجمات الإرهابية التي شهدتها الأراضي الإيرانية منذ عقود.

وذكر مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط البحثي إليكس فاتنكا أن الهجوم الذي نفذته ولاية خراسان التابعة لتنظيم داعش يشكل انتكاسة مهينة لطهران.

وأضاف في حديث لصحيفة وول ستريت جورنال أن "عناصر داعش تمكنوا من الدخول وشن هجوم في مسقط رأس سليماني. وقد كتبت العناوين العريضة نفسها بنفسها: الجمهورية الإسلامية لا تستطيع حماية الوطن الإيراني".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

وهل من المستبعد ان تكون طهران ارادت هذا الهجوم لتستغله اعلاميا للحشد ضد اقليم كردستان وباكستان

امريكا رمز الشر وأثارة الفتن والتوترات والأنقسام بين شعوب المنطقة في المنطقة ومساعدة الكيان اللقيط المحتل في الأعتداءات اليومية على الشعب العربي الفلسطيني .. عاشت ايران الحرة التي تمد يد العون للشعب العربي ومقاومته المسلحة الشريفة والخزي والموت والعار لأمريكا الشيطان الأكبر وحلفائها الأراذل

تم حزف التعليق لانتهاكه سياسة التعليقات

لا

نعرف انكم اراذل وسفلة عنوانكم يهاجم ايران وعندما نهاجمكم ونهاجم سياستكم القذرة مع دولنا وشعوبنا ومنطقتنا يصبح تعليقنا منافي لمزاجكم العفن .. سنبقى نقول دوما تسقط أمريكا ولن تستطيعوا تغيير افكارنا بكم